باشاغا يقدم نفسه لأوروبا كمعارض للميليشيات

بروكسل - انتقد وزير الداخلية الليبي السابق فتحي باشاغا وأحد المرشحين المحتملين للرئاسة، إخفاق الحكومة الانتقالية بطرابلس في السيطرة على الفصائل المسلحة بالبلاد، في خطوة متناقضة مع ما فشل في تحقيقه الرجل عندما كان وزيرا للداخلية طيلة ثلاث سنوات في عهد حكومة فايز السراج، وسعيا لتقديم نفسه للاتحاد الأوروبي كمعارض للميليشيات.
وحذّر باشاغا الذي غادر الحكومة في مارس 2020، الحكومة الجديدة من إرجاء الانتخابات القادمة، في وقت تتكثف فيه جهود مختلف الأطراف الليبية إلى تحقيق الاستقرار.
وقال باشاغا في لقاء مع وكالة الأنباء الفرنسية إنه “ما زال يفكر في احتمال الترشح للانتخابات الرئاسية”، مضيفا “أنه بعد 10 سنوات من الإطاحة بالزعيم معمر القذافي ووسط محادثات سلام برعاية الأمم المتحدة، فإن الليبيين متفائلون بشأن المستقبل وجاهزون لبناء دولة قوية”.
وشدد على أنه كوزير داخلية سابق، فإن لديه “خبرة في الدولة ولدي خبرة في التعامل الأمني” ومؤكّدا على أهمية أن “يكون تحقيق الأمن داخل ليبيا قويا جدا”، منتقدا الحكومة الانتقالية بخصوص ما أسماه بـ”الاخفاق” في السيطرة على الفصائل المسلحة.
وأفاد “بعد إسقاط القذافي، عدد كبير من السلاح انتشر بين أيدي الناس ومن بين هؤلاء الناس مجموعات مجرمة”، مضيفا “نحن في طور بناء الدولة وهناك العراقيل وهناك المشاكل وهناك المخاطر ولكن هناك الإرادة والتصميم أن نصل إلى بناء الدولة”.
وتتناقض مواقف باشاغا مع ما فشل في تحقيقه طيلة ثلاث سنوات حين تقلّد منصب وزير الداخلية في عهد حكومة فايز السراج، حيث أنه لم يفلح في السيطرة على هجومات الميليشيات المسلّحة والتي كانت جلّها موالية لحكومة الوفاق.
وباشاغا (58 عاما) هو ضابط سابق في سلاح الجو انضم إلى الانتفاضة ضد نظام القذافي في المجلس العسكري لمصراتة، وحمل الحكومة مسؤولية تأخير تلك العملية.
مواقف باشاغا تتناقض مع ما فشل في تحقيقه طيلة ثلاث سنوات حين تقلّد منصب وزير الداخلية في عهد حكومة فايز السراج
وقال “بطبيعة الحال فإن الحكومة تتمنى ألا تتحقق هذه الانتخابات ولكن هي ملزمة بأن تدعم هذه الانتخابات”.
وأضاف “أما بالنسبة إلى هذه الانتخابات يجب أن تكون في نفس الوقت برلمانية ورئاسية، والرئاسية تكون بانتخاب مباشر من الشعب”.
ويروّج باشاغا لكونه شخصية سياسية معارضة للميليشيات المسلّحة، بالموازاة مع جولة يجريها في عواصم أوروبية، على غرار العاصمة البلجيكية بروكسل، للقاء أعضاء في البرلمان الأوروبي ومسؤولي منظمات غير حكومية للحديث عن مستقبل بلاده، فضلا عن تقديم نفسه على أنه الشخصية الأنسب للمنصب الجديد.
ويأتي ذلك في وقت يتصاعد فيه القلق الأوروبي من مشكلة طالبي الهجرة واللجوء انطلاقا من الشواطئ الليبية، على متن سفن تهريب نحو الأقطار الأوروبية.
وشدد باشاغا على أنه تعامل مع هذه القضية بجدية خلال فترة إشرافه على الوزارة، قائلا “تعاونا مع الاتحاد الأوروبي أيضا وكانت فترة صعبة”، مشيرا إلى “تعرض مراكز احتجاز مهاجرين للقصف خلال هجوم لقوات المشير خليفة حفتر، على طرابلس العام الماضي”.
في المقابل دافع باشاغا عن وجود القوات التركية التي قال إنها ساعدت سلطات طرابلس في الدفاع عن العاصمة في صد الهجوم الذي قادته قوات الجيش الوطني الليبي، الذي قد يصبح قائده بدوره مرشحا رئاسيا منافسا.
وصرّح بأن الحكومة الليبية السابقة برئاسة فايز السراج هي التي طلبت دعم تركيا “وكنا نحن في حالة دفاع عن طرابلس”، مضيفا “أتت المساعدة التركية وفعلا فشل الهجوم”.
وأردف “ليبيا متجهة إلى السلام وانتهت حالة الحرب، وهذا السلام أيضا لا بد أن يتحقق بالذهاب إلى الانتخابات. انتخابات نعتقد أنها الضمانة التي تقود ليبيا إلى الأمن والسلام”.
وتشارك الحكومة الانتقالية الليبية والمجلس الرئاسي، في عملية سلام برعاية الأمم المتحدة ووعدت بإجراء الانتخابات في موعدها.
وتستضيف ألمانيا جولة جديدة من المباحثات في برلين موفى الشهر الجاري، بخصوص تنظيم انتخابات عامة في 24 ديسمبر القادم، علاوة عن انسحاب القوات الأجنبية من البلاد بعد سنوات من العنف والفوضى.
وفي أكتوبر من العام الماضي، تشكلت حكومة مؤقتة، وتم تكليفها بمهمة توحيد مؤسسات ليبيا المنقسمة وإطلاق جهود إعادة الإعمار والتحضير لانتخابات في ديسمبر المقبل.