نتنياهو: لن نتهاون في مواجهة طهران لو كلفنا ذلك توتر العلاقات مع واشنطن

القدس - جدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الثلاثاء التأكيد أنه لن يتهاون بوجه التهديدات الإيرانية حتى لو كلفه ذلك توتر العلاقات مع الولايات المتحدة.
وقال نتنياهو خلال مراسم تنصيب رئيس الموساد الجديد ديفيد برنياع، "إذا احتجنا إلى الاختيار، وأتمنى ألا يحدث ذلك، بين الاحتكاك مع صديقتنا العظيمة الولايات المتحدة، وإزالة التهديد الوجودي (يقصد إيران)، فإن إزالة التهديد الوجودي هي التي تتغلب".
وتنتهي الثلاثاء فترة يوسي كوهين كرئيس للموساد، ويخلفه ديفيد برنياع، نائب رئيسه على مدى العامين الماضيين.
ودعا رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى استمرار العمليات السرية ضد إيران، قائلا "لقد قلت هذا لصديقي (يقصد الرئيس الأميركي جو بايدن) لمدة 40 عاما.. مع أو من دون اتفاق، سنواصل بذل كل ما في وسعنا لإحباط تسليح إيران باستخدام الأسلحة النووية".
واعتبر أن إيران تختلف عن باقي الدول، ومنعها من حيازة سلاح نووي ليس خيارا، مؤكدا أن تنفيذ عمليات ضد طهران يجب أن يستمر لإحباط مشروعها النووي.
وأشار نتنياهو إلى أن "أكبر تهديد علينا هو التهديد الوجودي المتمثل بالمحاولات الإيرانية للتزود بأسلحة نووية، سواء كان الأمر يدور حول تهديدنا مباشرة بالتدمير من خلال استخدام الأسلحة النووية أم تهديدنا بعشرات الآلاف من الصواريخ التي تدعم بغلاف نووي، فيجب علينا أن نحارب تلك المشاريع بلا نهاية".
وتابع نتنياهو موجها كلامه لعناصر الموساد، "أنتم تقومون بذلك. تحدثنا أمس (الاثنين) عن عمليات تم تنفيذها، فيجب على هذه العمليات أن تستمر".
وأضاف "هذه المهمة ملقاة في مقدمة الأمر على عاتقكم وعلى القيادة السياسية لدولة إسرائيل وعليك، يا ديفيد (رئيس الموساد الجديد)، فعليكم أن تفعلوا كل شيء، كل شيء، لضمان عدم تزود إيران بأسلحة نووية في أي حال من الأحوال".
ووصف وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس تصريحات نتنياهو بشأن العلاقات مع الولايات المتحدة بأنها "استفزازية".
وكتب غانتس على موقع تويتر "كانت الولايات المتحدة وستظل الحليف الأهم لإسرائيل، حيث تحمي أمن إسرائيل وتفوقها النوعي في المنطقة. وإدارة (الرئيس الأميركي جو) بايدن هي صديقة حقيقية لإسرائيل. وليس لإسرائيل ولن يكون لها على الإطلاق شريك أكبر من الولايات المتحدة".
وأضاف "حتى لو ظهرت خلافات، سيتم حلها من خلال الحوار المباشر، خلف الأبواب المغلقة، وليس من خلال تصريحات استفزازية تضر بأمن إسرائيل".
ولطالما كرر نتنياهو خلال الأشهر الماضية أن بلاده لن تسمح لإيران بحيازة سلاح نووي، مشددا على ضرورة التصدي لطهران ومساعيها التوسعية في المنطقة.
وأعلن سابقا أن بلاده تمكنت من اختراق العديد من المعلومات حول البرنامج النووي الإيراني.
والاثنين أكد رئيس الموساد السابق يوسي كوهين أن إسرائيل تمكّنت من التسلل إلى "قلب" إيران. وأضاف خلال حفل وداعه بعد مضي خمس سنوات على رأس وكالة التجسّس الإسرائيلية، أن الأخيرة شهدت توسّعا كبيرا في الإجراءات السرية ضد إيران.
وقبل أسبوع حث نتنياهو الولايات المتحدة على عدم العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عقده، في حينه، مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، في إطار زيارة أجراها الأخير إلى إسرائيل لبحث تعزيز وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وكانت إسرائيل عارضت عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي مع إيران، بعد أن انسحبت منه إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عام 2018.
وانطلقت مؤخرا في فيينا مفاوضات لإحياء "الاتفاق النووي" بين إيران والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا وألمانيا، وتهدف إلى إعادة واشنطن إلى الاتفاق وتمهيد الطريق لتراجع إيران عن تملصها من القيود التي فرضت عليها بموجبه.
والأسبوع الماضي أجرت إيران الجولة الخامسة من مفاوضات الاتفاق النووي مع القوى العظمى في العاصمة النمساوية، وسط توقعات بعودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق مجددا.