غريفيث محبط من فشل جهوده في إحراز تقدم باليمن

المبعوث الأممي إلى اليمن: لا يمكن حكم اليمن بشكل مستدام استنادا على الهيمنة العسكرية.
الثلاثاء 2021/06/01
غريفيث لم يفلح في تحقيق "إنجاز اللحظات الأخيرة"

صنعاء - أعرب المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث عن إحباطه من فشل جهوده في إحراز تقدم في العملية السياسية في اليمن.

يأتي ذلك بعد أن أفشلت ميليشيا الحوثي مهمة غريفيث وزيارته إلى صنعاء، بعد قطيعة لنحو عام من خلال تمسكها بالتصعيد العسكري واشتراطاتها برفع الرقابة على المنافذ البحرية والجوية لتهريب الأسلحة.

وقال غريفيث في مؤتمر صحافي عقده قبل مغادرته صنعاء "توسطت الأمم المتحدة بين الأطراف من أجل التوصل إلى وقف إطلاق نار على مستوى البلاد، ورفع القيود المفروضة على حرية حركة الأشخاص والسلع الأساسية من اليمن وإليه، وإعادة إطلاق العملية السياسية. وقد ظلت هذه العناصر قيد التفاوض منذ أكثر من سنة. وطوال هذه العملية اقترحنا العديد من السبل لتجسير الفجوة بين مواقف الأطراف".

وتابع "ليس هناك أي عدل في حرمان اليمنيين من الأمل في أن تكون هناك نهاية لمعاناتهم تلوح في الأفق. وليس من العدل إطلاقا حرمانهم الفرصة لتحقيق مستقبل أكثر إشراقا".

وفي رسالة موجهة إلى الحوثيين قال غريفيث "لا يمكن حكم اليمن بشكل مستدام استنادا على الهيمنة العسكرية. كما لا يمكن حكمه بشكل مستدام مع التدخل الخارجي".

ويجري غريفيث وموفد الولايات المتحدة لليمن تيموثي ليندركينغ جولات مكوكية في المنطقة لدفع جهود السلام إلى الأمام، في البلد الغارق في الحرب منذ 2014 والذي يقف الملايين من سكانه على حافة المجاعة.

وسعى غريفيث تحت ضغط الوقت لتحقيق "إنجاز اللحظات الأخيرة"، حيث لم يبق له متّسع للمزيد من الحراك قبل أن يغادر خطته الحالية ليشغل منصب وكيل للأمين العام للأمم المتحدة ومنسقا للإغاثة في حالات الطوارئ.

وقال المبعوث الأممي "لا أحد يمكن أن يكون أكثر إحباطا مني، لقد أمضينا عاما ونصف العام نعمل على أمور يسهل وصفها نسبيا، وقف إطلاق النار، وفتح مطار صنعاء، وفتح موانئ الحديدة، واستئناف العملية السياسية التي تشهد تأخيرا كبيرا".

وأردف "في بعض الأحيان نحرز تقدما جيدا، ونتوقع النجاح، وأننا سنتوصل إلى اتفاق، ثم تتدخل الحرب ويعتقد طرف أو آخر أنه سيحقق المزيد من المكاسب في ساحة المعركة، لذا فهو لا يريد إنهاء الحرب. دعوتنا بسيطة للغاية: أوقفوا الحرب، وأوقفوا احتمالات المكاسب العسكرية، وأنهوا النزاع، وابنوا سلاما لليمن، واجعلوا اليمن مكانا للشعب اليمني".

وكان المبعوث الأميركي إلى اليمن أعلن صراحة أن من يعرقلون جهود السلام هم الحوثيون، مشيرا في إفادة سابقة أيضا إلى أن الدعم الإيراني لجماعة أنصار الله (الحوثية) فتاك جدّا.

ويرى مراقبون أن تصلب فريق التفاوض الحوثي مع غريفيث والتصعيد في جبهة مأرب لا يهدفان إلى تحقيق مكاسب ميدانية، بل تحسين وضعهم في أي مفاوضات قد يتمّ التوصّل إلى إطلاقها لاحقا.

وغرق اليمن في حرب أهلية منذ العام 2014، عندما اجتاح الحوثيون جزءا كبيرا من الشمال واستولوا على العاصمة صنعاء، ما أجبر الحكومة المعترف بها دوليا على الخروج إلى المنفى.

ومنذ مارس 2015 تقود السعودية التحالف العربي الذي يشن عمليات عسكرية مكثفة في اليمن دعما للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي، والتي تحارب قوات الحوثيين المدعومين من إيران.