باكستانيون يجازفون بعبور أفغانستان للوصول إلى الخليج

دول الخليج تشكل وجهة أساسية للباكستانيين الباحثين عن عمل والذين يرسلون كل عام المليارات من الدولارات إلى بلدهم.
الجمعة 2021/05/28
البحث عن خيار أفضل

إسلام آباد - تحوّلت العاصمة الأفغانية كابول رغم وضعها المضطرب محطة عبور للآلاف من العمال الباكستانيين الذين أرغمهم كورونا وما كان له من تبعات على حركة الطيران على المرور عبر البلد المجاور الذي يشهد نزاعا داميا، سعيا للوصول إلى السعودية.

وتشكل دول الخليج منذ فترة طويلة وجهة أساسية للباكستانيين الباحثين عن عمل والذين يرسلون كل عام المليارات من الدولارات إلى بلدهم.

لكن مع تفشي الوباء ألغيت معظم الرحلات إلى منطقة الخليج إذ أدرجت باكستان على القائمة السوداء للطيران.

ومع تعذر السفر من بلادهم، يأمل العديد من العمال أن يتمكنوا من التوجه إلى السعودية انطلاقا من كابول، بعد الانتظار أسبوعين في العاصمة الأفغانية رغم مخاطر الانفجارات والهجمات.

ويقر صهيب صديقي (31 عاما) وهو واقف في طابور أمام سفارة أفغانستان في إسلام آباد بقلقه. ويقول المهندس المتحدر من لاهور “إنني مستعد للمجازفة” موضحا أنه يبحث عن وظيفة في السعودية تسمح له بإرسال ما بين 50 ألف روبي (265 يورو) ومئة ألف روبي إلى عائلته كل شهر.

وقدّم عشرات الآلاف من الباكستانيين خلال شهر واحد طلبات للحصول على تأشيرات ترانزيت إلى السفارة الأفغانية في إسلام آباد، بحسب مسؤول في السفارة. وقضى مئات منهم الليل الأسبوع الماضي أمام أبواب السفارة في انتظار دورهم.

غير أن الأمر غير مضمون، إذ ألغيت الرحلات المباشرة بين أفغانستان والسعودية في الأيام الأخيرة، وفق ما أوضح وكيل سفريات في كابول.

وفي المقابل، تتوافر رحلات خاصة تقارب كلفتها 1300 دولار للعمال الباكستانيين الحائزين على إقامة في السعودية.

جميع أنحاء أفغانستان تشهد تصعيدا في أعمال العنف منذ بدء الانسحاب الأميركي
جميع أنحاء أفغانستان تشهد تصعيدا في أعمال العنف منذ بدء الانسحاب الأميركي

ويسجل تدفق المسافرين إلى كابول في وقت باشرت القوات الأميركية المرحلة الأخيرة من انسحابها من البلاد بعد عشرين عاما من الحرب.

وتشهد جميع أنحاء أفغانستان تصعيدا في أعمال العنف منذ بدء الانسحاب الأميركي. ويأخذ العديد من سكان كابول على الحكومة الباكستانية دعمها لحركة طالبان.

وتساءل تنوير أحمد واقفا في صف الانتظار في إسلام آباد لتقديم طلب تأشيرة دخول إلى أفغانستان “لا خيار لدينا، ماذا يسعنا أن نفعل”.

وفي كابول، يواجه الأطباء في مركز لكشف الإصابة بكوفيد -19 إقبال أعداد من الباكستانيين طالبين الخضوع للفحوص المطلوبة للدخول إلى السعودية، ما ضاعف العمل في المختبرات في الأسابيع الأخيرة.

وأوضح صديق الله صافي الطبيب في المركز أنّ “السعوديين والباكستانيين يثقون في المختبرات الأفغانية”، مبديا أمله في أن يساهم هؤلاء الزوار الجدد في اقتصاد بلاده.

ورأى أنّ “قدومهم له فوائد، فهم ينفقون أموالا في المتاجر ووسائل النقل، وبالطبع لإجراء فحوص كوفيد – 19”.

ورأى أنور خان الذي قضى أسبوعين في كابول ويأمل في السفر قريبا إلى السعودية، أن الرحلة تستحق العناء رغم المخاوف. وقال “يجدر بنا عدم التخوف من الناحية الأمنية”، مضيفا “لم نواجه أي مشكلة في الوقت الحاضر”.

أما الذين مازالوا يأملون في الدخول إلى أفغانستان حيث تتزايد الإصابات بكورونا، فيخشون تعديل القوانين بحيث يستحيل عليهم السفر، ما قد يتركهم عالقين في كابول.

وقال لياقات علي “لدي أطفال صغار في بلادي ولا أملك أي مورد آخر. نقوم بمخاطرة كبرى بتوجهنا إلى أفغانستان. لا شيء مضمونا”.

3