الخرطوم تستأنف محادثات السلام مع حركة الحلو

الخرطوم - أعلن وزير شؤون الوزراء السوداني خالد عمر يوسف عن بدء جولات التفاوض الرسمية بين الحكومة وفصيل الحلو، الخميس.
وأكد وزير شؤون الوزراء حضور رئيس جمهورية جنوب السودان الفريق أول سلفا كير ميارديت ورئيسي مجلس السيادة، والوزراء الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان وعبدالله حمدوك، افتتاح جلسة الحوار والتفاوض بين الحكومة والحركة الشعبية - شمال بقيادة القائد عبدالعزيز الحلو، في جوبا عاصمة دولة جنوب السودان.
وقال عمر يوسف إن "جولات التفاوض الرسمية ستبدأ الخميس، والحكومة الانتقالية جاءت للتفاوض بقلوب وعقول مفتوحة من أجل استكمال مسيرة السلام الذي بدأ باتفاق جوبا لسلام السودان".
وتابع أن "الاختراق الكبير تم بتوقيع إعلان المبادئ مع الحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال بقيادة القائد عبدالعزيز الحلو".
وشدد على "عزم الحكومة على استكمال عملية السلام، حتى لا تبقى طلقة واحدة ولا مظلمة واحدة في أي من أرجاء السودان تقود إلى اندلاع الحرب الأهلية، وهذا وعد ثورة ديسمبر المجيدة".
وكشف الوزير السوداني عن هيكل جديد لفريق التفاوض الحكومي سيُعلن عنه عقب جلسات المفاوضات.
ووصل حمدوك الثلاثاء إلى جوبا، حيث تبادل ورئيس الحركة الشعبية التأكيد على أهمية الجولة الحالية لمفاوضات السلام، وضرورة الدخول فيها برغبة قوية وإرادة حقيقية لتحقيق السلام.
ووقع البرهان والحلو إعلان مبادئ من 7 بنود، أبرزها وجود جيش واحد، على أن يتم الدمج تدريجيا حتى نهاية الفترة الانتقالية، وتأسيس دولة مدنية فيدرالية في السودان قائمة على فصل الهوية، والثقافة، والعرق، والدين عن الدولة، إضافة إلى وقف الأعمال العدائية، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق التي تسيطر عليها الحركة الشعبية.
وكانت "الحركة الشعبية ـ شمال" تتمسك بضرورة وجود نص صريح حول "علمانية الدولة" مع وجود جيشين، وفي حال عدم تحقيق ذلك لها الحق في ممارسة تقرير المصير، وهو ما أدى إلى عدم مشاركتها في التوقيع على اتفاقية جوبا الموقعة مع حركات الكفاح المسلح في 3 أكتوبر الماضي.
وتعيش المفاوضات منذ أغسطس الماضي بين الخرطوم والحركة الشعبية في حالة جمود تمام، بعد ما وصلت مشاورات غير رسمية بين الطرفين إلى طريق مسدود.
ويتركز الخلاف بين الحكومة السودانية وحركة الحلو على طرح الأخيرة أن يكون السودان دولة علمانية أو إعطاء حق تقرير المصير لمنطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، كموقف تفاوضي لا يقبل التنازل، في حين ترى أطراف بالسلطة الانتقالية أن هذه القضية ينبغي أن يتخذ القرار حولها في مؤتمر دستوري عام.
وعقدت لاحقا ورش عمل غير رسمية لتقريب وجهات النظر والوصول إلى فهم مشترك لعلمانية الدولة السودانية، لكن لم يحدث أي تقدم.
وإحلال السلام في السودان هو أحد أبرز الملفات على طاولة حكومة حمدوك، وهي أول حكومة منذ أن عزلت قيادة الجيش في أبريل 2019 عمر البشير من الرئاسة (1989 - 2019)، تحت ضغط احتجاجات شعبية مناهضة لحكمه.