القضاء الكندي يدين إيران بارتكاب عمل إرهابي في حادثة الطائرة الأوكرانية

إيران مدينة بتعويضات تبلغ 1.5 مليار دولار لأقارب أربعة من ضحايا الطائرة الأوكرانية.
الجمعة 2021/05/21
أهالي الضحايا يطالبون إيران بتعويضات

مونتريال – أقر القضاء الكندي بأن إيران ارتكبت "عملا إرهابيا" وهي مدينة بتعويضات لعائلات رفعت دعاوى قضائية، بعدما أسقط الحرس الثوري الإيراني طائرة ركاب أوكرانية في يناير 2020، عقب وقت قصير على إقلاعها من طهران.

ورأت المحكمة العليا لأونتاريو الخميس أن إطلاق صاروخين على رحلة الخطوط الجوية الدولية الأوكرانية رقم "بي.أس 752" كان متعمدا "على الأرجح"، ويعتبر "عملا إرهابيا" بموجب القانون الكندي.

وقال القاضي إدوارد بيلوبابا إن "المدعين أثبتوا أن تدمير الرحلة رقم 752 (من قبل إيران) كان عملا إرهابيا"، مؤيدا بذلك أقارب أربعة من الضحايا يريدون أن يتمكنوا من مقاضاة إيران في كندا، حسب محامييهم.

وعبر محامياهم مارك وجونا أرنولد في بيان عن ارتياحهما. وقال المحاميان إن "قرار محكمة العدل العليا في أونتاريو غير مسبوق في القانون الكندي (…) وسيكون له تأثير كبير على أقارب الضحايا الباقين على قيد الحياة الذين يسعون لتحقيق العدالة".

وأضافا أن هذا القرار يفتح الطريق أمام مطالب بتعويضات من موكليهم ضد إيران بسبب "عمل إرهابي". ويطالب المدعون بتعويضات تبلغ 1.5 مليار دولار (مليار يورو).

وتتمتع الدول الأجنبية بشكل عام بالحصانة في كندا، حيث لا يمكن ملاحقاتها في قضايا إدعاء مدني، لكن قانونا يعود إلى 2012 يستثني الدول المتهمة بدعم "الإرهاب".

وكانت أوتاوا قد قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع إيران في السنة نفسها.

وبعد ثلاثة أيام على كارثة الرحلة رقم 752 التي وقعت في الثامن من يناير 2020 في طهران، اعترفت القوات المسلحة الإيرانية بأنها أسقطت الطائرة الأوكرانية "بالخطأ".

وفي تقريرها النهائي الذي صدر في مارس، قامت منظمة الطيران المدني الإيرانية بتبرئة قواتها المسلحة.

واعتبرت أوكرانيا القرار "محاولة لإخفاء الأسباب الحقيقية"، بينما رأت أوتاوا أن تقرير المنظمة الإيرانية "غير كامل" ولا يتضمن "أدلة دامغة".

ومن بين الضحايا البالغ عددهم 176 قتيلا، 55 كنديا و30 راكبا آخرين يملكون إقامة دائمة في كندا.

وكانت كندا أدانت الأسبوع الماضي سلوك إيران "غير الأخلاقي" منذ أن أسقطت طائرة الركاب، وتعهدت بمواصلة الضغط للحصول على إجابات بشأن ما حدث بالفعل.

وفي فبراير قالت المحققة المستقلة بالأمم المتحدة أجنيس كالامار إن التناقضات في تفسير الحكومة الإيرانية لإسقاط الطائرة الأوكرانية تثير تساؤلات حول ما إذا كان ذلك متعمدا، لكنها لم تعثر على دليل دامغ يثبت ذلك.

وقالت كالامار إن تفسير طهران احتوى على عدد من التناقضات، بما في ذلك الوقت المتاح لإطلاق النار وللتواصل. وأضافت أنها لم تقدم أي معلومات عن سبب عدم استهداف الطائرات التي أقلعت في وقت سابق من تلك الليلة.

وخصصت طهران 150 ألف دولار لكل عائلة لقي أحد أفرادها حتفه في حادث الطائرة الأوكرانية المنكوبة، في محاولة لتخفيف التوترات الاجتماعية وغلق ملف قد يتم استثماره، إلا أن الخطوة لم تخفف حدة الضغوط.