إسرائيل تصعّد ضد غزة استباقا لأي تهدئة

مصادر إسرائيلية وفلسطينية ترجح عقد تهدئة الجمعة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية المسلحة.
الخميس 2021/05/20
غارات تستهدف قادة حماس

غزة (الأراضي الفلسطينية) - كثف الجيش الإسرائيلي غاراته في قطاع غزة ليل الخميس، استباقا لعملية تهدئة رجحت مصادر إسرائيلية وفلسطينية أنها ستدخل حيز التنفيذ الجمعة.

وذكر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر حسابه على موقع تويتر أن طائرات حربية شنت غارات على العشرات من الأهداف تحت الأرض، في إطار الحملة الواسعة ضد الأنفاق التابعة لحماس في قطاع غزة، "موجهة ضربة قوية وملموسة في هذا المجال".

وأضاف أن الطائرات "قصفت أيضا أهدافا إرهابية أخرى طالت مواقع إنتاج أسلحة وعدة مواقع إطلاق صواريخ تحت وفوق الأرض".

واستهدفت حركة حماس المدن الإسرائيلية بنحو 70 قذيفة صاروخية، "سقطت عشر منها داخل غزة، بينما اعترضت القبة الحديدية 90 في المئة منها".

وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، نفذ الجيش الإسرائيلي فجر الخميس حملة اعتقالات واسعة ضد قياديين بحركة "حماس".

وقالت صحيفة "يديعوت أحرنوت" إن من بين المعتقلين نشطاء كانوا على قائمة حماس لخوض الانتخابات التشريعية الفلسطينية بالضفة، والتي جرى تأجيلها مؤخرا بعد رفض إسرائيل إجرائها بالقدس الشرقية.

واعتقل الجيش الإسرائيلي القيادي في حماس والنائب في المجلس التشريعي الشيخ نايف رجوب، شقيق القيادي بحركة فتح جبريل الرجوب.

وخلال الأيام الأخيرة استشهد 28 فلسطينيا، بينهم 4 أطفال، وأصيب قرابة 7 آلاف في الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس، خلال مواجهات مع الجيش الإسرائيلي استخدم خلالها الرصاص الحي والمعدني وقنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق الفلسطينيين.

ومساء الأربعاء استهدفت المدفعيّة الإسرائيليّة أيضا منطقة وادي حامول جنوب لبنان بـ17 قذيفة، وفق بيان للجيش اللبناني الذي قال إن القصف لم يسفر عن وقوع أضرار أو سقوط إصابات.

ويأتي التصعيد الإسرائيلي للهجمات العسكرية والاعتقالات في ظل الحديث عن تهدئة مرتقبة في القطاع، سيدخل حيز التنفيذ على الأرجح قبل الجمعة.

وأفادت قناة "12" الإسرائيلية الخاصة بأن "وقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية في غزة وإسرائيل سيدخل حيز التنفيذ بعد ظهر الجمعة المقبل، على الأرجح"، دون أن تذكر مصدرها.

ويأتي ذلك متوافقا مع أنباء ذكرتها القناة ذاتها الأربعاء، تقول إن "هناك توافقا بين المستويين السياسي والعسكري في إسرائيل، بأنّ لا تهدئة قبل يوم الجمعة المقبل".

وكان القيادي في حركة حماس موسى أبومرزوق، توقع الأربعاء أن يكون هناك "خلال يوم أو يومين" وقف لإطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.

كما رجح القيادي في حركة فتح حسين حمايل حصول وقف للهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة خلال 24 ساعة، بعد اتصالات وتحركات من جانب مصر وجهات أممية.

وأكدت قناة "كان" الرسمية أنّ الضغوط الأميركية على إسرائيل بشأنّ وقف العملية العسكرية مستمرة.

وقالت القناة إنّ مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، تحدث هاتفيا مع نظيره الإسرائيلي مئير بن شبات، في محاولة للضغط على إسرائيل من جهة، ومسؤولين مصريين حكوميين للضغط على حماس من جهة أُخرى لوقف إطلاق النار بين الطرفين.

وحتى صباح الخميس بلغ عدد ضحايا القصف الإسرائيلي المتواصل على غزة منذ 10 مايو الجاري 228 فلسطينيا، بينهم 65 طفلا و38 سيدة، بجانب أكثر من 1620 جريحا، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية بالقطاع.

ورغم الحديث عن عمليات تهدئة مرتقبة، فإن القناة "13" الإسرائيلية قالت إن الجيش الإسرائيلي يستعد لتكثيف غاراته في قطاع غزة، بينما تسعى حركة حماس لتوجيه ضربات صاروخية إلى مدينة تل أبيب وسط إسرائيل.

وأكدت القناة أن الجيش الإسرائيلي حريص على قصف جميع الأهداف المتبقية في "بنك الأهداف" داخل غزة قبل إعلان وقف إطلاق النار، بما في ذلك "أنفاق حماس والقوة البحرية والصواريخ الثقيلة التي تملكها الحركة".

واستذكرت القناة ما حصل قبيل إعلان وقف إطلاق النار في حرب عام 2014 بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية بغزة، إذ "أطلقت حماس دون توقف، سيلا من الصواريخ تجاه مستوطنات غلاف غزة ما أدى إلى مقتل إسرائيليين اثنين". وعليه، فمن المحتمل، بحسب القناة، أن تكون الساعات المقبلة مليئة بالتوتر وإطلاق الصواريخ تجاه إسرائيل، وشن الأخيرة غارات قوية على قطاع غزة.