فيفبرو تستنكر اعتقال موظف أجنبي في قطر بعد انتقاده ظروف العمال

الدوحة – استنكرت النقابة الدولية للاعبي كرة القدم المحترفين (فيفبرو) الثلاثاء، توقيف موظف أمني كيني في قطر انتقد ظروف معيشة العمّال المهاجرين في الدولة الخليجية الثرية التي تستضيف بطولة كأس العالم 2022.
وقالت النقابة التي تقدّم الدعم لجمعيات معنيّة بحقوق لاعبي كرة قدم محترفين إنّها "قلقة بشأن احتجاز مالكولم بيدالي في قطر في 4 مايو، وهو ضابط أمن كيني كتب مدونة عن محنة العمال المهاجرين".
وبحسب قولها، فإنّ الموظف "تحدّث إلى مسؤولين نقابيين عن تجربته في العمل في البلاد".
ولم ترد السلطات القطرية على الفور على طلب للتعليق.
وأجرت الدوحة سلسلة من الإصلاحات على قوانين العمل منذ اختيارها لاستضافة الحدث العالمي في 2010، والذي تطلّب خطة إعمار ضخمة اعتمدت بشكل رئيس على العمال الأجانب، لكنها غالبا ما تتعرض لانتقادات من قبل منظمات حقوقية.
وقالت فيفبرو إنّ "لاعبي كرة القدم من جميع الأنحاء يشعرون بالقلق إزاء حالة حقوق الإنسان في قطر في الفترة التي تسبق كأس العالم 2022، ويريدون معرفة كيف يمكنهم لعب دور فعال في إحداث تغيير دائم في البلد المضيف".
والأسبوع الماضي دعت جماعات حقوقية، من بينها منظمة العفو الدولية، قطر إلى الكشف عن مكان وجود مالكولم بيدالي.
وقالت منظمات حقوق المهاجرين "ميغرانت رايتس دوت أورغ" وفير سكوير ومنظمة العفو الدولية وهيومان رايتس ووتش ومرصد الأعمال وحقوق الإنسان في بيان مشترك "مالكولم حارس أمن ومدون وناشط، تحدث بصوت مسموع عن معاناة العمال المهاجرين أمثاله وكان يكتب لعدد من المنصات على الإنترنت".
وفي مارس الماضي دعت منظمة العفو الدولية الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) إلى ممارسة المزيد من الضغوط على قطر لتحسين ظروف العمال المهاجرين في الدولة الخليجية الثرية.
وبحسب المنظمة غير الحكومية، فقد أجرت قطر بالتأكيد "عددا من الإصلاحات الإيجابية" منذ اختيارها لاستضافة كأس العالم 2022، لكن "لم يتم تطبيقها بشكل صحيح ولا يزال الآلاف من العمال المهاجرين يتعرضون للاستغلال والإيذاء".
وسلطت حادثة اعتقال بيدالي الضوء على سجل قطر في مجال حقوق الإنسان، في الوقت الذي تستعد فيه لاستضافة كأس العالم لكرة القدم 2022، خاصة ما يتعلق بأحوال العمال المهاجرين.
ولا تنقطع قضايا انتهاكات حقوق الإنسان عن التفجّر في وجه الدوحة.
وفي العام المنقضي أشار بحث نشرته مجلة "كارديولوجي" المختصة في أمراض القلب إلى العلاقة بين التعرض للحرارة ووفيات أكثر من 1300 عامل نيبالي في قطر، على مدى تسع سنوات إلى حدود سنة 2017.
ويزيد نظام الكفالة الذي تعتمد عليه السلطات القطرية، والذي يربط العمال الأجانب بأرباب عملهم، من معاناة العمال الوافدين حيث يحد من قدرتهم على تغيير وظائفهم أو مغادرة البلاد من دون إذن، وهي ممارسة يصفها منتقدون بأنها عبودية حديثة.
وفي أكتوبر 2019 أعلنت الحكومة عن إصلاحات من شأنها أن تسمح للعمال المهاجرين بتغيير وظائفهم وترك قطر دون موافقة الوكيل. وبالرغم من إشادة ناشطين بهذه الإصلاحات، إلا أنه لم ينفذ منها سوى الإجراء الثاني.
وفي ظل الأزمة الصحية يعد المهاجرون في مقدمة الأشخاص المعرضين للخطر، حيث تفيد تقارير بارتفاع عدد الإصابات بفايروس كورونا في صفوفهم، فيما تتكتم السلطات القطرية عن حقيقة الأوضاع.
ويقيم العمال الوافدون، وخاصة أولئك الذين يعملون في التحضيرات لمونديال 2022، في مراكز إيواء جماعية شديدة الاكتظاظ، وعندما يتوجهون إلى العمل في مواقع البناء يستقلّون الحافلات المكتظة، وهو ما يضاعف نسبة تعرضهم للخطر.