منغصات صحية وسياسية تحول دون عودة السياح إلى تركيا

أنقرة ـ تسعى السلطات التركية جاهدة لإنقاذ اقتصادها المتعثر عبر دعم قطاع السياحة مع نهاية إجراءات الغلق في البلاد، حيث بدأ كل من إبراهيم قالن المتحدث باسم الرئاسة التركية ووزير السياحة محمد أرصوي ونائب وزير الصحة، زيارة لروسيا الاثنين لمناقشة سبل إعادة السياحة بين البلدين.
وكانت روسيا علقت منذ أبريل معظم الرحلات الجوية مع تركيا حتى الأول من يونيو المقبل في خطوة بررتها موسكو بالوضع الوبائي، فيما يعتقد محللون أن المسألة تتجاوز ذلك إلى وجود خلفيات سياسية.
وأوضحت رئيسة الصحة العامة الروسية آنا بوبوفا حينها القرار بالقول إن 80 في المئة من حالات الإصابة بكورونا بين الروس العائدين من الخارج جاءت من تركيا.
وجاء القرار الروسي بعد يومين من زيارة الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي لأنقرة، حيث عقد اجتماعا مع نظيره رجب طيب أردوغان، كجزء من مجلس التعاون الاستراتيجي بين البلدين.
وقد اعتبر المحللون أن القرارات الروسية ليست بسبب تفشي الفايروس بل بسبب سياسات أردوغان في تعاطيه مع عدد من الملفات، خاصة التقارب التركي الأوكراني في شبه جزيرة القرم والتعاون العسكري بينهما.
وقد فاقم تفشي فايروس كورونا في البلاد الأزمة الاقتصادية التي تعيشها تركيا، ما جعل أنقرة تتحرك لخروج تدريجي من الإغلاق الذي فرضته في الفترة الأخيرة بعد تسجيلها قفزات قياسية يومية في عدد الإصابات والوفيات، بالرغم من أن الوضع الوبائي في البلاد لا يزال مقلقا.
وقد وضعت بريطانيا ودول أخرى تركيا في "القائمة الحمراء" وحظر السفر إليها، مما يعني أن هؤلاء الذين يعودون من زيارة هناك يتعين عليهم الدخول لفترة في الحجر الصحي.
وخرجت تركيا الاثنين من أكثر قيود الإغلاق صرامة، التي كانت تهدف إلى احتواء فايروس كورونا، ولكن سوف يتم الإبقاء على حظر التجوال خلال الليل وفي عطلة نهاية الأسبوع.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن الهدف هو خفض حالات الإصابة اليومية إلى أقل من 5000 حالة، وإنعاش قطاع السياحة.
ولا يبدو أن روسيا ستقدم على رفع إجراءاتها بشأن تركيا، حيث تستغل هذا الملف كورقة ضغط على أنقرة، خصوصا وأن تركيا تعدّ الوجهة السياحية الأولى للروس، إذ يزورها الملايين منهم كل عام.
وكانت روسيا أكبر مصدر للسياح إلى تركيا العام الماضي، حيث زارها 13.2 مليون شخص على الرغم من قيود فايروس كورونا، بحسب إحصائيات رسمية.
وتتوقع شركات الطيران والسياحة في تركيا مع تدهور الموسم السياحي بسبب إجراءات الغلق، تسجيل خسائر فادحة.
ومن المتوقع أن يعمق الوضع الوبائي الأزمة الاقتصادية في تركيا مع اضطراب في قيمة الليرة وتصاعد في نسبة التضخم.
وكانت السلطات التركية قد فرضت إجراءات إغلاق لمدة 17 يوما، عقب ارتفاع حالات الإصابة اليومية بالفايروس إلى أعلى مستوى بلغ أكثر من 60 ألف حالة خلال شهر أبريل الماضي، وبطء وتيرة التطعيم.
وسجلت تركيا، التي يبلغ تعداد سكانها 84 مليون نسمة، أكثر من 10 آلاف و500 حالة إصابة جديدة بفايروس كورونا خلال الـ24 ساعة الماضية.