أمير قطر في الرياض للمرة الثانية على وقع ترتيبات تجري بالمنطقة لا يعرف مآلها

متحدث باسم الحكومة الإيرانية يقول إن المفاوضات بين طهران والرياض مستمرة حتى التوصل إلى نتائج.
الثلاثاء 2021/05/11
تعزيز العلاقات الثنائية

الرياض - عقد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في جدة اجتماعا مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الذي يزور الرياض بدعوة من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، وهي زيارة تأتي على وقع متغيرات إقليمية ودولية تشهدها المنطقة أهمها المحادثات السعودية الإيرانية.

 وقالت وكالة الأنباء القطرية الرسمية إن الزيارة تهدف إلى مناقشة العلاقات الثنائية وغيرها من القضايا ذات "الاهتمام المشترك".

وذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس) أنه جرى خلال الجلسة "استعراض العلاقات بين البلدين الشقيقين، وأوجه التعاون الثنائي في مختلف المجالات وسبل دعمه وتطويره، إلى جانب بحث التطورات الإقليمية والدولية والجهود المبذولة بشأنها".

وتأتي الزيارة الثانية لأمير قطر في سياق مخاض تشهده المنطقة، لاسيما في علاقة بإيران وبوادر تحوّل طفيف في علاقة الرياض بطهران، وذلك بعد إجراء اتصالات بين مسؤولين من البلدين لاستكشاف فرص الحوار وإشارات سعودية إلى انفتاح محتمل على إيران.

وكانت مصادر سياسية أفادت بأن مسؤولين سعوديين وإيرانيين عقدوا محادثات مباشرة في العراق الشهر الماضي، في انفراجة يأمل دبلوماسيون أن تساهم في تهدئة التوتر في المنطقة.

وتتزامن المفاوضات السعودية الإيرانية مع دخول مفاوضات إيران مع المجموعة الدولية حول الملف النووي مرحلة حاسمة، على وقع ترتيبات تجري في المنطقة لا يعرف بعد مآلاتها.

وأكد علي ربيعي، المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، أن "المفاوضات الإيرانية السعودية مستمرة حتى التوصل إلى نتائج".

وقال ربيعي "مباحثاتنا مع السعودية كانت إيجابية وهناك بوادر إيجابية لحل الخلافات بين البلدين"، مشيرا إلى أن "طهران والرياض بحثتا القضايا الثنائية والإقليمية خلال جولتين من المفاوضات مع السعودية حتى الآن".

ووصل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى جدة مساء الاثنين في ثاني زيارة له منذ 2017، وكان في استقباله لدى وصوله مطار الملك عبدالعزيز الدولي، الأمير محمد بن سلمان.

وكان ولي العهد السعودي استقبل في الخامس من يناير الماضي أمير قطر في مطار العلا بالمملكة، حيث رأس وفد بلاده إلى القمة الخليجية بعد توصل السعودية وقطر إلى اتفاق على استئناف الرحلات الجوية وإعادة فتح الحدود البرية والبحرية، وإنهاء الخلاف المستمر منذ عام 2017 بين الدوحة ودول الرباعي.

يذكر أن أمير قطر استقبل في السادس والعشرين من الشهر الماضي وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، الذي سلمه دعوة من الملك سلمان بن عبدالعزيز لزيارة المملكة.

وشكلت قمة العلا التي احتضنتها الرياض خطوة في مسار طويل لتحقيق المصالحة الكاملة، واختبارا حقيقيا لنوايا قطر بشأن العودة إلى الصف الخليجي والتضامن مع بلدان المنطقة.

ومنذ قمة العلا، تقوم قطر بتحركات مكثفة للبناء على زخم المصالحة استعدادا لمرحلة جديدة، ترتبط وفق مراقبين بمدى التزام الدوحة بعدم تعكير صفو أجواء المصالحة.

وبقيت العلاقات بين طهران والدوحة وثيقة إبان الأزمة الدبلوماسية الخليجية، ويرجح أن تبحث القمة الثنائية بين قطر والسعودية النفوذ الإيراني بالمنطقة.

وتعرضت السعودية إلى هجمات متتالية بطائرات مسيّرة وصواريخ من قبل الحوثيين حلفاء طهران، استهدفت المنشآت النفطية والموانئ، لكن التحالف العربي تمكن من إحباط تلك الهجمات.

ومؤخرا نددت الدوحة بهجمات الحوثيين على المملكة، فيما كانت تحجم قبل المصالحة الخليجية عن ذلك.