محاباة لشركات حزب الله مع تفاقم الأزمة الاقتصادية في لبنان

بيروت - كشفت مصادر لبنانية عن محاباة الجهات الرسمية لشركات تابعة لحزب الله لاستيراد المواد الأساسية، حيث يجري منحها كل التسهيلات الممكنة في مقابل ذلك تمتنع تلك الجهات عن ذلك مع باقي الشركات الأخرى.
ويواجه لبنان أزمة اقتصادية ومالية خانقة باتت تنذر بانفجار شعبي لاسيما مع توجه لرفع الدعم عن السلع الأساسية، جراء شح السيولة في المصرف المركزي.
ويقول خبراء اقتصاد إن قرار رفع الدعم بات حتميا، لكن المسؤولين اللبنانيين يحاولون تأجيله، ولا توجد حتى الآن خطة فعلية وتصور كامل حول كيفية رفعه، دون حدوث رجة اجتماعية.
وبدأ حزب الله منذ أشهر التحضير لسيناريو الانهيار التام للبلد المتعثر عبر إصدار بطاقات حصص غذائية (بطاقة السجاد) واستيراد أدوية ومواد أساسية أخرى وتجهيز صهاريج لتخزين الوقود من راعيته إيران.
ونقل موقع حزب “القوات اللبنانية” عن مصادر وصفها بالمطلعة قولها “إن حزب الله يقوم منذ أشهر بتخزين أطنان من المواد المدعومة، ويحوز، عبر شركات تجارية تابعة له، على الموافقات الرسمية المطلوبة لاستيراد السلع الغذائية المدعومة، من سكّر وزيت وحبوب على أنواعها، وسائر المواد الأخرى”.
ولفتت المصادر إلى “سهولة ختم تصاريح الاستيراد لشركات حزب الله بالموافقة الرسمية، ومنعها عن العديد من الشركات الأخرى، ما يُخفي إما تخاذلا أو تواطؤا في مكان ما. علما أن السلع تُدعم من احتياطي المصرف المركزي المتهالك، أي من أموال عموم اللبنانيين، وخصوصا مع ما يتردد عن أن الدعم في الفترة الأخيرة ربما تم تأمينه من الاحتياطي الإلزامي، أي أموال المودعين الخاصة”.
وسبق أن حذر رئيس حزب القوات سمير جعجع من المساس بالاحتياطي الإلزامي في المصرف المركزي، في ظل ضغوط يقودها أقطاب العهد على حاكم مصرف لبنان للتصرف في ذلك الاحتياطي، في محاولة منهم لتأجيل رفع الدعم حيث يخشون من تداعياته اجتماعيا وأمنيا.
والاحتياطي الإلزامي هو ما تبقى من أموال المودعين في القطاع المصرفي بنسبة 15 في المئة من إجمالي إيداعاتهم، والتي لا يُمكن استخدامها في دعم أسعار السلع والمنتجات والاستيراد.

وتقول المصادر “إنه لم يعد بالإمكان السكوت عن الفضيحة، خصوصا في ظل الكارثة التي يُنتظر أن تنفجر بين لحظة وأخرى مع رفع الدعم المتوقع”، مشددة على أن “المسألة مفضوحة، إذ بات الكثير من عناصر ومناصري حزب الله يعرضون ما خزّنوه في بيوتهم من مواد غذائية مدعومة، بما يفيض عن حاجاتهم لأشهر، للبيع بسعر أقل من أسعارها في السوق. بينما في المقابل، نرى اللبنانيين يتقاتلون على علبة حليب ولتر زيت في السوبر ماركت”.
وتضرب استعدادات حزب الله للتعامل مع الأزمة المالية والاقتصادية المتفاقمة، عرض الحائط بالمفهوم المؤسساتي للدولة، وهي تعكس الدور المتنامي لحزب الله في التعامل مع الأزمة بخدمات يوفرها عادة ما تكون من اختصاصات الحكومة.
وتعكس هذه التحركات أيضا مخاوف في لبنان من أن يدفع الانهيار الناس إلى الاعتماد على الأحزاب السياسية للحصول على الغذاء والأمن كما كان الحال مع الميليشيات خلال الحرب الأهلية اللبنانية بين 1975 و1990.
وانهارت العملة المحلية في لبنان مع نفاد الدولار في البلاد، وعدم وجود أي خطة إنقاذ للدولة في الأفق. وارتفعت أسعار المواد الغذائية بنسبة 400 في المئة. وأصبح الشجار في محلات السوبر ماركت شائعا الآن، وكذلك صور الأشخاص الذين ينبشون في القمامة بحثا عن الطعام.
ويهدف حزب الله إلى حماية بيئته الشعبية، ليس فقط الأعضاء ولكن أيضا السكان الشيعة في المناطق التي لدى الحزب نفوذ فيها، من أسوأ ما يمكن أن ينتج عن الأزمة. ويقول محللون إن هذه التحركات يمكن أن تساعد على احتواء أي اضطراب في قاعدة حزب الله الأساسية.
وحزب الله ميليشيا مسلحة ممولة من إيران يصفها منتقدوها بأنها “دولة داخل دولة”. وقد أصبحت في السنوات الأخيرة أكثر انخراطا في شؤون الدولة اللبنانية.