هل حقّا حسم جيش تشاد المعركة ضد المتمردين

السلطة العسكرية الانتقالية أعلنت عن هزيمة المتمردين إلا أن القتال مازال مستمر.
الثلاثاء 2021/05/11
نصر مؤقت

نجامينا (تشاد) - أعلن جيش تشاد انتصاره في معركته المستمرة منذ أسابيع مع المتمردين في شمال البلاد والتي أدت إلى مقتل الرئيس إدريس ديبي في ساحة المعركة بعد 30 عاما قضاها في الحكم، غير أن جبهة التغيير والوفاق المتمردة في تشاد قالت إن لا علم لها بأن القتال انتهى.

وقال كينجاب أوجوزيمي دي تابول المتحدث باسم الجبهة إنها “ستعلق عندما تكون لديها معلومات موثوقة وذات مصداقية”.

وكانت السلطة العسكرية الانتقالية قد أعلنت في وقت سابق عن هزيمة المتمردين إلا أن القتال استمرّ.

وهناك اهتمام دولي كبير بالاشتباكات وعدم الاستقرار السياسي إذ أن تشاد قوة رئيسية في وسط أفريقيا وحليف قديم للغرب في مواجهة المتشددين الإسلاميين في أنحاء منطقة الساحل.

وهتفت حشود في العاصمة نجامينا الأحد أثناء عودة جنود من خط الجبهة في رتل من الدبابات والمدرعات.

وقال رئيس الأركان العامة للجيش أبكر عبدالكريم داود “العودة المظفرة للجيش إلى الثكنات اليوم تؤذن بانتهاء العمليات وانتصار تشاد”.

وفي قاعدة للجيش في نجامينا جلس العشرات من المتمردين الأسرى في عرض أمام الصحافيين. وعبر مقاتلو جبهة التغيير والوفاق الحدود مع ليبيا في أبريل لمواجهة ديبي. وقد أدى مقتله أثناء زيارته لقوات الجيش إلى إغراق البلاد في أزمة.

هجوم المتمردين في تشاد وصل إلى نهايته، بعد فقدَان معظم القوات في معركتين رئيسيتين بكانم في تطور نوعي لحركات التمرد العديدة في تشاد

وأطلقت قوات الأمن السبت الغاز المسيل للدموع لتفريق احتجاج مناهض للمجلس العسكري الحاكم. وتولى المجلس السلطة بقيادة محمد إدريس إنتو ابن الرئيس الراحل متعهدا بالإشراف على فترة انتقالية من 18 شهرا إلى أن يتم إجراء انتخابات.

وندد سياسيون من المعارضة والمجتمع المدني بالاستيلاء على السلطة ووصفوه بالانقلاب ودعوا أنصارهم إلى الاحتجاج في الشوارع. وقُتل ما لا يقل عن خمسة أشخاص خلال احتجاج في 27 أبريل.

وكانت فرنسا، المستعمرة السابقة التي لها وجود عسكري في تشاد والتي دعمت ديبي لفترة طويلة، قد أشارت في البداية إلى دعمها القوي للمجلس لكنها دعت بعد ذلك إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية مدنية.

ويقطع الجيش التشادي الطريق على المتمردين نحو جبال تيبستي في الشمال، في طريقهم نحو معاقلهم في الجنوب الليبي أين يمكنهم التزود بالمؤن والوقود لسياراتهم وعلاج جرحاهم، ما قد يدفعهم إلى الالتفاف عبر النيجر قبل الدخول إلى الجنوب الليبي، في بلدات القطرون ومرزق وأم الأرانب.

ويأمل المتمردون أن ينضم إليهم مسلحون من قبائل التبو في ليبيا والنيجر المجاورتين لإعادة تنظيم صفوفهم والقيام بهجوم جديد، لكن التبو منقسمون بشأن دعم أبناء عمومتهم.

ويمكن القول إن هجوم المتمردين في تشاد وصل إلى نهايته، بعد فقدَان معظم القوات في معركتين رئيسيتين بكانم، لافتقاده غطاء جويا متطورا، باستثناء منظومات متوسطة المدى مكنته من إسقاط 4 مروحيات، في تطور نوعي لحركات التمرد العديدة في تشاد.

وافتقاد المتمردين لدعم دولي قوي، خاصة من دول الجوار (ليبيا والنيجر)، أضعف موقفهم الدبلوماسي والعسكري، رغم ما تلقوه من دعم عسكري ولوجستي جزئي من قبائل التبو في ليبيا وبدرجة أقل في النيجر، وشكوك بشأن دعم لوجستي قدمته لهم شركة “فاغنر” الروسية لخلط الأوراق في مناطق النفوذ الفرنسية وسط القارة السمراء.

5