طهران: من المبكر تقييم المفاوضات الجارية مع الرياض

إيران تؤكد رسميا لأول مرة إجراء مباحثات مع السعودية.
الاثنين 2021/05/10
المفاوضات رهينة سلوك إيران في المنطقة

طهران - أكدت إيران ضمنيا الاثنين على لسان المتحدث باسم وزارة خارجيتها، إجراء مباحثات مع السعودية، معتبرة أنه لا يزال "من المبكر" الحديث عن مدى تأثير نتائجها على علاقة الخصمين الإقليميين.

وأفادت تقارير في أبريل بأن مسؤولين إيرانيين وسعوديين التقوا في بغداد، في تواصل مباشر يعد الأبرز بين البلدين منذ قطع الرياض علاقتها الدبلوماسية مع طهران مطلع العام 2016.

ومنذ ذلك الحين، أكدت مصادر عدة حصول هذه المباحثات، إلا أنها المرة الأولى تؤكد فيها إيران حصول تواصل بين الجانبين، بعدما اكتفت خلال الفترة الماضية بتأكيد موقفها السابق المؤيد للحوار مع المملكة.

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده في مؤتمر صحافي، ردا على سؤال بشأن لقاءات مع السعودية، "هدف المباحثات كان ثنائيا وإقليميا. بالطبع، رحبنا دائما بمباحثات كهذه على أي مستوى وفي أي شكل، وهذه ليست سياسة جديدة بالنسبة إلينا".

وتابع "لكن دعونا ننتظر ونرى نتائج هذه المباحثات ونحكم بناء على هذه النتائج"، معتبرا أنه "لا يزال من المبكر جدا الحديث عن تفاصيل هذه المفاوضات والمباحثات".

واعتبر خطيب زاده أن "خفض التوتر و(إرساء) روابط بين بلدين مسلمين كبيرين في منطقة الخليج الفارسي يصبان في صالح الأمتين"، مضيفا "نأمل، من خلال هذا التغير في الجو (السياسي) الذي نشهده، أن نتمكن من التوصل إلى تفاهم بشأن العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية".

وذكرت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية في أبريل أن الخصمين الإقليميين عقد مباحثات في بغداد، في معلومات أكدتها لاحقا مصادر دبلوماسية وأخرى حكومية عراقية.

وقبل أيام أعلن الرئيس العراقي برهم صالح أن بغداد استضافت أكثر من جولة حوار واحدة بين السعودية وإيران خلال الفترة الماضية.

وكانت الخارجية الإيرانية قد قالت الشهر الماضي ردا على طلب التعليق على التقارير الإعلامية التي تحدثت حول إجراء مباحثات إيرانية سعودية في بغداد، إن "ثمة أنباء متضاربة بهذا الشأن".

ورحبت طهران أواخر الشهر الماضي بتبدل لهجة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان حيالها، في أعقاب تصريحات صحافية أبدى فيها أمله بنسج علاقات "مميزة" مع إيران.

وكان الأمير بن سلمان قال الشهر الماضي إنه رغم أن المملكة لديها مشكلة مع "السلوك السلبي" لطهران، فإنها تريد علاقات طيبة مع إيران.

وتنتظر الرياض ترجمة المحادثات مع طهران إلى أفعال، حيث قال السفير رائد قرملي مدير إدارة تخطيط السياسات بوزارة الخارجية السعودية الجمعة، "نأمل في نجاح المحادثات، لكن من السابق لأوانه التوصل إلى أي استنتاجات محددة. تقييمنا سيستند على أفعال يمكن التحقق منها وليس تصريحات".

وتتزامن المفاوضات السعودية الإيرانية مع المحادثات الجارية في فيينا بين طهران والقوى الدولية لإحياء الاتفاق النووي المبرم في العام 2015.

وتصاعد التوتر بين الرياض وطهران بسبب حرب اليمن، حيث صعّدت جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران من هجماتها على السعودية. كما تفاقم التوتر بين البلدين بعد هجوم 2019 على منشآت نفط سعودية ألقت الرياض باللوم فيه على إيران، وهو اتهام تنفيه طهران.

وأيدت الرياض قرار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في 2018 بالانسحاب من الاتفاق النووي لعدم تناوله برنامج إيران للصواريخ وسلوكها الإقليمي. وبعد أن أعاد ترامب فرض العقوبات على إيران، ردت طهران بخرق العديد من القيود النووية.

وتحاول قوى عالمية إجراء محادثات في فيينا لإعادة الولايات المتحدة وإيران إلى الامتثال الكامل للاتفاق. وحثتهما السعودية على التوصل إلى اتفاق أقوى.

ودعمت الرياض وطهران أطرافا متصارعة في لبنان وسوريا، حيث قدمت إيران الدعم للرئيس بشار الأسد.

وتشعر دول الخليج بالقلق من تنامي نفوذ إيران وروسيا وتركيا في سوريا، لاسيما بعد تعليق عضوية دمشق في جامعة الدول العربية في عام 2011 بسبب قمعها للمتظاهرين في بداية الحرب الأهلية.