صادق خان مجددا رئيسا لبلدية لندن

لندن - أصبح العمالي صادق خان وجها للاستمرارية بفوزه بولاية ثانية على رأس العاصمة البريطانية، من دون أن ينسى أصوله الأجنبية والمتواضعة التي يفخر بها، بعدما أعطى وجها جديدا للندن.
وفاز المحامي السابق المتخصص بالحقوق الإنسانية والبالغ من العمر خمسين عاما، برئاسة بلدية لندن للمرة الأولى في 2016 وأصبح أول مسلم على رأس عاصمة غربية.
وهو صعود مميز لابن مهاجرين باكستانيين عاش في سكن اجتماعي مثل خصمه المحافظ ذي الأصول الجامايكية شون بيلي. وقد فاز عليه بحصوله على 55 في المئة من الأصوات.
وقال بعد إعلان فوزه "نشأت في سكن اجتماعي صبيا من الطبقة العاملة ابن مهاجرين، لكنني الآن رئيس بلدية لندن. أنا من سكان لندن. المدينة في دمي لكنني أيضا رجل إنجليزي وطني وبريطاني فخور بتمثيل العاصمة الرائعة للأمة"، متعهدا "ببناء الجسور بين المجموعات السكانية" في السنوات الثلاث المقبلة.
وخلال فترة ولايته بنى صادق خان لنفسه سمعة رجل مؤمن بمبادئ أوروبا ومعارض شرس لبريكست، والمروج له رئيس الوزراء المحافظ بوريس جونسون، الذي كان رئيسا للبلدية قبله.
وأثار الرجل ضجة بمناوشاته مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي هاجمه شخصيا خلال موجة من الهجمات الجهادية في لندن. وقال صادق خان قبل أسبوع من الانتخابات "وصفني مرة... بالفاشل. أحدنا فقط فاشل، هو وليس أنا".
وتبنى صادق خان خلال حملته شعار "وظائف وظائف وظائف" لتنشيط اقتصاد مدينة واجهت الوباء، وبريكست الذي شكل ضربة قاسية لقطاعها المالي القوي.
ولضمان "مستقبل أكثر إشراقا" للندن، على أمل تكرار نجاح عام 2012، قال إنه يريد ترشيح المدينة لألعاب أولمبية "دائمة" في 2036 أو 2040، وهذا ما يمكن أن يحفز بناء بنى تحتية تحترم البيئة.
وجمد المسؤول المنتخب خلال ولايته الأولى أسعار النقل العام وأنشأ مناطق منخفضة الانبعاثات لمكافحة التلوث الناجم عن السيارات، لكنه واجه انتقادات بسبب فشله في وقف الهجمات بالسكين، وهي آفة يعزوها إلى انخفاض عدد أفراد الشرطة الناتج عن إجراءات التقشف التي اتخذتها الحكومات المحافظة.
ومؤخرا، أنشأ لجنة لتحسين التنوع في الأماكن العامة في أعقاب حركة "حياة السود مهمة"، التي أدت إلى تحطيم تماثيل تجار للرقيق في المملكة المتحدة.
وفي بلد ما زالت السياسة فيه حكرا على نخبة معظمها بيضاء، قال صادق خان قبل أشهر من انتخابه للمرة الأولى في 2016، إنه "لم يتصور يوما" أن يتم اختياره لخوض السباق إلى منصب رئيس البلدية.
ولد صادق خان في أكتوبر 1970 من عائلة باكستانية هاجرت حديثا إلى بريطانيا، ونشأ مع أشقائه وشقيقاته الستة في حي توتينغ الشعبي في جنوب لندن. وكان والده سائق حافلة ووالدته خياطة.
ودرس في مدرسة ثانوية رسمية غير مشهورة في حيه ثم في جامعة نورث لندن. وهو يعرب عن امتنانه لهذا التعليم الرسمي والمجاني.
وكان خان يرغب في بادئ الأمر بأن يدرس العلوم لكي يصبح طبيب أسنان، لكن أحد أساتذته لمس براعته في النقاش والمواجهة ووجهه نحو دراسة القانون. لذلك درس المحاماة وتخصص في قضايا حقوق الإنسان، وترأس على مدى ثلاث سنوات منظمة "ليبرتي" الحقوقية غير الحكومية.
وتعلم خان في طفولته الملاكمة حتى يتمكن من التصدي لكل من يتجرأ على نعته بـ"الباكستاني" في الشارع.
وفي سن الـ15 عاما انضم إلى حزب العمال وانتخب عضوا في مجلس بلدية واندسوورث في جنوب لندن عام 1994، المنصب الذي تولاه حتى 2006.
وفي 2005 تخلى عن مهنة المحاماة وانتخب نائبا عن توتينغ، حيث لا يزال يقيم حتى الآن في منزل أكبر بعض الشيء من ذلك الذي نشأ فيه، مع زوجته سعدية المحامية وابنتيهما.
وبعد ثلاث سنوات عرض عليه غوردن براون منصب وزير مكلف بشؤون المجموعات ثم حقيبة النقل في السنة التالية، وأصبح أول مسلم يتولى حقيبة في حكومة بريطانية.