هل يفتح التقارب التركي المصري المجال أمام التعاون العسكري

خلوصي أكار: العلاقات التركية المصرية ستصل مستويات رفيعة قريبا.
السبت 2021/05/08
تلميحات تركية سابقة للأوان

أنقرة - أكد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار أن العلاقات بين تركيا ومصر في تطور، وستصل مستويات رفيعة قريبا، في إشارة إلى أن التقارب بين البلدين قد يشمل التعاون في المجال العسكري، وهو ما يستبعده مراقبون في الفترة المقبلة على الأقل في ظل شروط القاهرة.

وقال أكار في كلمة له عقب مأدبة إفطار مع القوات الخاصة التركية الجمعة في العاصمة أنقرة "نرى أن علاقاتنا مع مصر تتطور، وهذا يسر الصديق ويمنح الثقة".

ولم يحدد أكار المستويات الحقيقية لمستقبل التعاون بين مصر وتركيا، إلا أن تصريحاته تنبئ بأن هناك تعاونا عسكريا في الأفق القريب بين البلدين.

ويرى محللون ومراقبون أن الحديث عن بحث إمكانية التعاون العسكري في ليبيا، سابق جدا للأوان، فالقاهرة لديها شروط عدة كي تدخل في عملية تطبيع معروفة ومعقولة بين الدولتين، حيث ترى مصر الأمر بعيدا جدا، قبل أن تنضوي تركيا تحت لواء الاعتدال الإقليمي والدولي في العلاقات بين الدول.

وتعرف تركيا بأنها دولة مشاغبة ووضعت قدمها في الكثير من الملفات من بينها ليبيا، وتدخلت كثيرا في الشأن المصري، وساعدت جماعات إرهابية ولا تزال تساعدها.

ويستبعد هؤلاء أن يكون هناك تعاون عسكري على الأقل خلال الفترة المقبلة، وربما يكون في المستقبل بشرط التزام أنقرة بالاتفاقيات الدولية والتوازن الدولي والعلاقات الطبيعية بين الدول.

وتحولت أنقرة خلال السنوات الماضية إلى ملجأ لقيادات مصرية من جماعة الإخوان المسلمين وإعلاميين محسوبين على الجماعة، عدا عن كونها حاضنة لوسائل إعلام عربية معارضة لحكوماتها.

وتريد القاهرة في البداية تسوية الكثير من الخلافات، خاصة في ما يتعلق باستضافة أنقرة لقيادات إخوانية متهمة بالإرهاب، وكذلك إصرار الجانب التركي على التدخل العسكري في عدد من الساحات العربية خاصة ليبيا.

ويمثل عدم خروج القوات التركية من ليبيا عقبة كبيرة أمام تطبيع العلاقات مع القاهرة بشكل كامل، لاسيما أمام إصرار أنقرة على الإبقاء على الاتفاقيات التي سبق أن وقعتها مع حكومة الوفاق، ووضع قدم كبير داخل ليبيا عن طريق اتفاقيات اقتصادية تحسبا للوضع في شرق المتوسط، خاصة مع الخلاف حول الحدود البحرية بين تركيا واليونان ومصر ومن ثم ليبيا.

ويجمع المجتمع الدولي، وليس مصر فحسب، على ضرورة إخراج المرتزقة وكل القوات الأجنبية الموجودة على الأراضي الليبية.

وتأتي تصريحات وزير الدفاع التركي عقب إعلان مصر وتركيا في بيان مشترك الخميس اختتام "المباحثات الاستكشافية" التي عقدت في القاهرة على مدار يومين برئاسة نائب وزير الخارجية المصري حمدي سند لوزا، ونائب وزير الخارجية التركي سادات أونال.

وتحدث أردوغان الجمعة عن مسارات جديدة في التقارب مع مصر قائلا "بدأ مسار جديد. في البداية أجرت أجهزة الاستخبارات محادثات ومن ثم وزارتا الخارجية. سنواصل (هذا المسار) ونوسعه".

ويبدو أن أنقرة مستعدة لفعل كل شيء للخروج من عزلتها التي بدأت تتعمق في المنطقة، لكن لا يتوقع في المدى المنظور على الأقل أن تتخلى عن حليفها الإخواني لأن ذلك سيمثل ضربة موجعة لأذرعها الإسلامية في المنطقة، وسيغضب القاعدة الانتخابية الإسلامية داخل تركيا نفسها.

وتطالب القاهرة دائما بأقوال لا أفعال لكي تعيد تطبيع علاقاتها مع الجانب التركي، وهو ما تم إبلاغه للأتراك بشكل واضح وصريح خلال الاجتماع الأخير.

ويتطلب التوصل إلى تفاهمات حول القضايا الخلافية المزيد من الوقت كي تنضج، لأن تركيا لا تريد تصوير تغير موقفها على أنه يأتي في سياق تنازلات، وتفضل أن تأتي استجابتها تدريجية، وهو ما يقلق القاهرة التي تخشى أن تلجأ أنقرة إلى هذا الأسلوب لاستنزاف الوقت وإلى أن تعيد ضبط علاقاتها مع القوى الدولية الفاعلة، ولذلك تتمسك مصر بتنفيذ شروطها في أقرب فرصة.