غوتيريش: اقترحت 12 مرشحا لمنصب المبعوث الأممي للصحراء المغربية رفضوا كلهم

قرار يتعلّق بالتعيينات الرئيسية في الأمم المتحدة يقوم على الطلب من الدول الأعضاء اقتراح مرشّحين على الأمين العام لشغل هذه المناصب ومثولهم أمام لجنة للاختيار بينهم.
السبت 2021/05/08
مهمة مقعدة

نيويورك - أعلن الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش أنّ السبب وراء شغور منصب المبعوث الأممي للصحراء المغربية منذ عامين، هو أنّه اقترح خلال هذه الفترة أسماء 12 مرشّحا لتولّي هذه المهمّة لكنّها جميعها قوبلت بالرفض.

ولم تكن مهمة العثور على خليفة للرئيس الألماني الأسبق هورست كولر مسألة سهلة بالنسبة إلى غوتيريش، فالعديد من المرشحين إما رفضوا قبول المهمة وإما تم رفضهم من قبل أحد أطراف النزاع أو من واحد أو أكثر من أعضاء مجلس الأمن الدولي.

وأدلى رئيس الوزراء البرتغالي الأسبق بتصريحاته خلال جلسة استماع عقدتها الجمعية العامة للأمم المتّحدة للنظر في ترشّحه لولاية ثانية (2022-2026) لا ينافسه فيها أحد.

وأوضح غوتيريش أنّه اتّخذ مؤخّرا قرارا يتعلّق بالتعيينات الرئيسية في الأمم المتحدة يقوم على الطلب من الدول الأعضاء في الجمعية العامة البالغ عددها 193 دولة، أن تقترح عليه أسماء مرشّحين لشغل هذه المناصب.

وأضاف أنّ هؤلاء المرشّحين سيمثلون أمام "لجنة" تختار من بينهم "اسمين أو ثلاثة أسماء" ترفعها إليه، من دون أن يوضح ممّن ستتكوّن هذه اللجنة ولا الآلية التي ستتّبعها في غربلة الأسماء.

ولفت الأمين العام إلى أنّه "حتّى مع اعتماد هذه الآلية، ستظلّ هناك حالات صعبة، ولاسيّما المناصب المتعلّقة بأزمات معيّنة"، إذ يتعيّن على المرشّح الذي سيقع عليه الاختيار "الحصول على موافقة مجلس الأمن الدولي وأطراف النزاع".

وأوضح أنّ أبلغ مثال على هذه الصعوبات هو قضية الصحراء المغربية التي "اقترحنا 12 اسما للمنصب" لم يحصل أيّ منها على الإجماع اللازم.

وقال "واضح أنّه من الصعب للغاية في هذه الحالة أن تفعل شيئا آخر سوى البحث عن شخص يمكنه القيام بهذه المهمّة".

وتعليقا على تصريح الأمين العام، قال المتحدّث باسم الأمم المتّحدة ستيفان دوجاريك "حتما، إنّ عدم وجود مبعوث حتى اليوم لا يرجع إلى قلّة جهود الأمين العام".

وأضاف أنّ غوتيريش "سيواصل البحث عن شخص يكون مقبولا، أو على الأقلّ لا ترفضه، الأطراف المعنية".  

وجدير بالذكر أن البوليساريو رفضت مؤخرا ترشيح وزير الخارجية البرتغالي السابق لويس أمادو لشغل المنصب، وهو ليس المرشح الأول الذي ترفضه الجبهة الانفصالية.

وحاولت بوليساريو تبرير رفضها مقترح تعيين أمادو بالقول إنه جاء بعد دراستها تصريحاته عندما كان وزيرا، وأنها لاحظت ميله إلى المغرب، وهي تبريرات واهية حسب مراقبين تعكس إصرار الانفصاليين على تقويض أي مساع سياسية لحل قضية الصحراء.

وآخر مبعوث أممي للصحراء المغربية هو الرئيس الألماني السابق هورست كوهلر الذي استقال في مايو 2019 رسميا لدواع صحيّة، لكنّه في الواقع تخلّى عن هذه المهمّة بعدما اصطدم بحقيقة استحالة إحراز أيّ تقدّم فيها.

وقال دبلوماسيون إنّه بالإضافة إلى المرشّحين الـ12 الذين تحدّث عنهم الأمين العام، فقد جرى الاتّصال بشخصيات أخرى خلال العامين الماضيين، لكنّها جميعها طلبت مهلة للتفكير ثم اعتذرت عن قبول هذه "المهمة المستحيلة"، على حدّ تعبير أحدها.

والنزاع في الصحراء المغربية ممتد منذ عقود، وتصر الرباط على أحقيتها في إقليم الصحراء، وتقترح كحل حكما ذاتيا موسعا تحت سيادتها، بينما تطالب جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر، بتنظيم استفتاء تقرير مصير في الصحراء، هذه المنطقة الصحراوية الشاسعة التي تبلغ مساحتها 266 ألف كلم مربع، وهي المنطقة الوحيدة في أفريقيا التي لم تتم تسوية وضعها بعد فترة الاستعمار.

وتتمسك الرباط بممارسة سيادتها وحقوقها القانونية والاقتصادية فوق صحرائها وتنمية أقاليمها الجنوبية كدولة ذات سيادة، في وقت تعيش فيه الجبهة الانفصالية على وقع هزائم دبلوماسية وسياسية متوالية في ما يتعلق بملف الصحراء.

وعاد الملف إلى الواجهة في نوفمبر بعد إعلان الانفصاليين إنهاء التزامهم باتفاق وقف إطلاق النار المبرم عام 1991، ردا على عملية عسكرية مغربية في منطقة عازلة في أقصى الصحراء المغربية لوقف استفزازات البوليساريو.