الرئيس الإسرائيلي يكلف زعيم المعارضة بتشكيل الحكومة بعد فشل نتنياهو

ريفلين يقول إن لابيد يحظى بدعم 56 نائبا، ولديه خيارات عديدة لتشكيل حكومة.
الأربعاء 2021/05/05
تكليف أقوى خصوم نتنياهو بتشكيل الحكومة

القدس - كلف الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين الأربعاء زعيم المعارضة يائير لابيد بتشكيل الحكومة المقبلة، بعد فشل رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو في تشكيل ائتلاف حكومي قبل انقضاء المهلة الممنوحة لذلك.

وقال ريفلين "لابيد يحظى بدعم 56 نائبا، ومن الواضح أن لديه خيارات عديدة لتشكيل حكومة يمكن لها أنّ تفوز بثقة الكنيست".

وطالب لابيد، الذي يرأس حزب "هناك مستقبل" الوسطي، والذي يعد من أقوى خصوم نتنياهو في وقت سابق، ريفلين بتكليفه بتشكيل الحكومة، بعد فشل رئيس الوزراء.

ولم يتمكن نتنياهو، رئيس حزب "الليكود"، من الحصول على أغلبية 61 نائبا من أصل 120 في الكنيست اللازمة لتشكيل الحكومة.

وانتهت مهلة 28 يوما يمنحها القانون للمكلف بتشكيل الحكومة، والتي يمكن تمديدها أسبوعين، بموافقة الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، غير أن نتنياهو لم يطلب تمديد المهلة.

وينص القانون الإسرائيلي على أنه في حال فشل المكلف الثاني بتشكيل الحكومة، يعيد الرئيس التكليف إلى الكنيست، الذي عليه إما تقديم توصية مكتوبة بنائب يحظى بدعم 61 نائبا على الأقل أو الدعوة إلى انتخابات جديدة.

وخلال العامين الماضيين، شهدت إسرائيل 4 انتخابات برلمانية، في ظل استقطاب حاد وخلافات شديدة بين الأحزاب.

وأُجريت أحدث انتخابات في 23 مارس بينما يحاكم نتنياهو بتهم فساد ينفيها، ولم تسفر عن الفوز بأغلبية كافية سواء لرئيس الوزراء أو لائتلاف فضفاض يضم المتنافسين من كل أطياف الساحة السياسية الساعين للإطاحة به.

وسلط فشل نتنياهو الضوء على الانقسامات العميقة في صفوف الناخبين الإسرائيليين الذين توزعت أصواتهم على معظم الأحزاب السياسية، بما في ذلك اليمينية المتشددة وحزب إسلامي محافظ.

وكان خبراء سياسيون توقعوا قيام الرئيس الإسرائيلي بمنح فرصة لتشكيل الحكومة ليائير لابيد، زعيم المعارضة والمذيع التلفزيوني السابق، إذ حل حزبه "يش عتيد" (هناك مستقبل) الوسطي في المرتبة الثانية بحصوله على 17 مقعدا.

والأربعاء التقى ريفلين بكل من لابيد والزعيم اليميني المتشدد نفتالي بينيت الذي قد يصبح صانع ملوك، على الرغم من حصول حزبه يمينا على سبعة مقاعد فقط.

ولطالما كان بينيت حليف نتنياهو وعهد له الأخير بحقيبة الدفاع، لكن ما لبثت علاقة الرجلين أن تفككت.

ويواجه رئيس الوزراء تهما بالفساد حول قبوله هدايا فاخرة وسعيه لمنح تسهيلات تنظيمية لجهات إعلامية نافذة، مقابل حصوله على تغطية إعلامية إيجابية.

واستمعت المحكمة في الخامس من أبريل المنقضي إلى إحدى الشهادات التي جاء فيها أن بينيت هو من قاد حملة التشهير ضدّ رئيس الوزراء.

وقال بينيت الاثنين إنه كان سيبرم صفقة مع نتنياهو، لكنه توصل إلى نتيجة أن رئيس الوزراء غير قادر على تشكيل ائتلاف حكومي.

وصرح بينيت الاثنين بأنه سيدعم تشكيل حكومة "وحدة" في حال فشل نتنياهو في ذلك، خاصة وأنه يضع ضمن أولوياته تجنب الذهاب إلى انتخابات هي الخامسة خلال أقل من ثلاث سنوات.

وأشارت تقارير عدة الأربعاء إلى محاولة حزبه الليكود ضمان حصول بينيت على تفويض ريفلين وليس لابيد.

ويعمل نتنياهو وحلفاؤه على سن قانون ينتخب بموجبه الشعب رئيس الوزراء مباشرة أملا في الفوز بالتكليف، لكنه لا يملك غالبية في الكنيست لذك.

وسعى نتنياهو ومنافسوه لكسب ود الأحزاب الممثلة للأقلية العربية التي تشكل نحو 20 في المئة في إسرائيل، وهو ما قد يمنحها صوتا مسموعا في الحكومة لأول مرة منذ عقود.

ويرجع الجانب الأكبر من الأزمة إلى مشكلات نتنياهو القانونية، حيث تعهد بعض الحلفاء المحتملين بعدم العمل تحت رئاسة رئيس وزراء تجري محاكمته.

وقد يؤدي الفشل في الخروج من الأزمة إلى إجراء انتخابات جديدة، مما يضيف المزيد من الاضطراب السياسي في وقت تواجه فيه إسرائيل تحديات بسبب برنامج إيران النووي ومحاولة تحقيق انتعاش اقتصادي، بعد حملة تطعيم سريعة ضد مرض كوفيد - 19.