توقعات باستئناف المحادثات بين إسرائيل ولبنان بشأن ترسيم الحدود

بيروت - توقع مصدران لبنانيان رسميان الخميس استئناف المحادثات بين لبنان وإسرائيل بشأن الخلاف حول حدودهما في البحر المتوسط الأسبوع المقبل.
ومنذ أكتوبر الماضي عقدت أربع جلسات من مفاوضات غير مباشرة بين لبنان وإسرائيل لترسيم الحدود البحرية برعاية الأمم المتحدة ووساطة أميركية، وأعلن عن إرجاء الجولة الخامسة التي كانت مقررة في 2 ديسمبر الماضي إلى أجل غير مسمى.
وقال مسؤول لبناني، طلب عدم نشر اسمه بسبب حساسية الأمر، إن الجانب الأميركي أخطر لبنان بأن المحادثات ستستأنف الاثنين المقبل.
وذكر المسؤول اللبناني الثاني أن استئناف المحادثات سيتزامن مع زيارة الوسيط الأميركي جون دروشر، المقرر أن يصل إلى لبنان في يوم لم يتحدد من الأسبوع المقبل.
وكانت واشنطن قد أعربت في 15 أبريل الجاري عن استعدادها للتوسط بين لبنان وإسرائيل في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بينهما.
وذكرت وسائل إعلام لبنانية أن الجانب الأميركي أطلع قائد الجيش اللبناني جوزيف عون، على قرار استئناف المفاوضات الأسبوع المقبل بطلب من الوسيط الأميركي.
ونقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية الخميس عن المتحدث باسم وزير الطاقة الإسرائيلية يوفال شتاينتز قوله، إن الحكومة الإسرائيلية "تدرس إمكانية استئناف المفاوضات غير المباشرة مع لبنان، حول ترسيم الحدود البحرية بين البلدين".
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي الخميس إن إسرائيل ولبنان يخططان لاستئناف المفاوضات، وإنه "لم يتم تحديد الموعد حتى اللحظة، ولكن من المتوقع أن تستأنف المفاوضات خلال الأسابيع المقبلة"، فيما قال مكتب وزير الطاقة للإذاعة إنه "يتم فحص الموضوع.. ولا قرار نهائيا حتى اللحظة".
ومن المتوقع أن يلتقي الرئيس اللبناني ميشال عون في اليومين المقبلين مع الوفد العسكري الذي يجري مفاوضات من الجانب اللبناني لتنسيق المواقف.
وفي حال استئناف المحادثات، فستكون هذه المشاركة الأولى لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بخصوص هذا الملف.
وكان وزير الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية ميشال نجار أعلن خلال أبريل الجاري، توقيع مرسوم لتوسيع المنطقة التي يطالب بها لبنان في خلافه بشأن الحدود البحرية مع إسرائيل، في وقت هددت الحكومة الإسرائيلية بـ"خطوات موازية"، مقابل الخطوات اللبنانية.
ووقع نجار على تعديل مرسوم حدود المنطقة الاقتصادية البحرية الخالصة، بعدما اطلع على تقرير الجيش والمديرية العامة للنقل والخرائط المرفقة، إثر اجتماع في وزارة الأشغال بين مسؤولين في المديرية العامة للنقل البري والبحري من جهة، ووفد من قيادة الجيش اللبناني من جهة ثانية.
وقال وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتز الذي يقود المفاوضات مع لبنان بشأن ترسيم الحدود البحرية، "يبدو أن لبنان يفضل نسف المحادثات بدلا من القيام بمحاولة للتوصل إلى حلول متفق عليها".
وبدأت المفاوضات بين البلدين في أكتوبر الماضي، في محاولة لحل النزاع على الحدود البحرية بينهما، وهو ما عطّل اكتشاف موارد في المنطقة التي قد تكون غنية بالغاز، والمحادثات متوقفة منذ ذلك الحين.
وتدور مفاوضات على ترسيم الحدود البحرية بينهما والتي تمتد لنحو 860 كيلومترا، بناء على خارطة أرسلت عام 2011 إلى الأمم المتحدة، اعتبرها لبنان "خاطئة"، ويطالب في هذه المفاوضات بمساحة 2290 كيلومترا مربعا، بناء على ما يمتلكه من خرائط.
وتخطط وزارة الطاقة الإسرائيلية لاستخدام خارطتها، في حال مضى لبنان قدما في تقديم موقعه الجديد إلى الأمم المتحدة.
وعقب اجتماع مع عون ووكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية ديفيد هيل الأسبوع الماضي، قال المسؤول الأميركي إن المفاوضات بين إسرائيل ولبنان "لديها القدرة على إطلاق فوائد اقتصادية كبيرة للبنان". مضيفا "هذا أمر بالغ الأهمية على خلفية الأزمة الاقتصادية الحادة التي يواجهها لبنان".