السعودية تغلق مدارس تركية رغم إشارات التهدئة

الرياض - أعلنت وزارة التعليم السعودية إغلاق 8 مدارس تركية بالبلاد مع نهاية العام الدراسي الحالي، مؤكدة استعدادها لاستقبال طلاب هذه المدارس في المدارس السعودية.
ويلوح من خلال هذا القرار أن العلاقات التركية السعودية لا تزال تشهد توترا، رغم محاولات أنقرة تحسينها وفق سياسة جديدة تهدف إلى الخروج من حالة العزلة الإقليمية والدولية.
وذكرت مصادر دبلوماسية أن الوزارة أبلغت المدارس التركية في تبوك والرياض والطائف وجدة، كتابيا بقرار الإغلاق.
وأشارت إلى أن "مسؤولي وزارة التعليم السعودية أجروا زيارات إلى المدارس التركية في الدمام وأبها، وأبلغوا شفهيا بقرار الإغلاق، نهاية العام الدراسي الحالي".
ويشمل قرار الإغلاق أيضا المدارس التركية في مكة المكرمة والمدينة المنورة.
ولفتت وزارة التعليم السعودية في بيانها المرسل إلى المدارس التركية، إلى أنها "ستقدم التسهيلات لتسجيل طلاب المدارس المغلقة في المدارس الأخرى التي يرغبون في التسجيل فيها، وأنه تم إبلاغ أولياء الأمور بذلك".
وتضم هذه المؤسسات في المجموع 2256 تلميذا، استنادا إلى وسائل إعلام تركية.
والشهر الماضي قالت وزارة التعليم إنّ 26 مدرسة تركيّة تعمل في السعوديّة، حيث من المتوقع أن يؤدي إغلاق ثمان منها إلى تجدّد التوتّرات بين تركيا والسعوديّة.
وشهدت العلاقات السعودية التركية توترا منذ سنوات، لكنها تصاعدت سنة 2017 عندما ساندت أنقرة موقف الدوحة عقب المقاطعة الخليجية، لكن مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي عام 2018 داخل قنصليّة بلاده في إسطنبول زاد من تعكير العلاقات بين البلدين.
وأعربت تركيا في 25 أبريل الجاري عن أملها في إنهاء المقاطعة مع السعودية.
وقال إبراهيم كالين، المتحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن تركيا تأمل في إنهاء المقاطعة مع السعودية.
وانخفضت التجارة بين البلدين بنسبة 98 في المئة منذ العام الماضي، بعد مقاطعة غير رسمية للبضائع التركية من قبل الشركات في المملكة، ردا على ما وصفوه بالعداء من أنقرة.
وعبر كالين عن أمله في رفع المقاطعة، قائلا "سنبحث عن طرق لإصلاح العلاقة بأجندة أكثر إيجابية مع المملكة العربية السعودية أيضا".
وفي تغير ملحوظ في لهجة أنقرة، رحب مستشار أردوغان بالمحاكمة التي أجرتها السعودية، وقضت العام الماضي بسجن ثمانية متهمين بقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي بين سبع سنوات و20 عاما.
وقال كالين "لديهم محكمة أجرت محاكمات. اتخذوا قرارا وبالتالي فنحن نحترم ذلك القرار".
وكانت أنقرة قد قالت عندما صدر ذلك الحكم إنه لم يرق إلى مستوى التوقعات وحثت الرياض على التعاون معها، حيث تجري محاكمة 20 مسؤولا سعوديا غيابيا.