السعودية تطمح لعلاقات مميزة مع إيران وتدعو الحوثيين إلى الحوار

الأمير محمد بن سلمان: واشنطن شريك استراتيجي ونتفق مع إدارة بايدن على أكثر من 90 في المئة من المصالح المشتركة.
الأربعاء 2021/04/28
مواقف تؤسس لمرحلة جديدة مع إيران

دبي – تحدث ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في حوار تلفزيوني عن عدد من الملفات الحارقة وفي مقدمتها المحادثات مع إيران والأزمة اليمنية، إضافة إلى العلاقات مع الولايات المتحدة في عهد الرئيس جو بايدن ورؤية المملكة 2030.

وقال الأمير محمد بن سلمان في مقابلة مطولة مع قناة السعودية الحكومية مساء الثلاثاء إنّ المملكة تطمح لأن تقيم علاقات "مميزة" مع إيران، في تصريحات تأتي بعدما أعلنت مصادر عن لقاء في بغداد بين وفدين من الخصمين اللدودين.

والعلاقات الدبلوماسية مقطوعة بين الجمهورية الإسلامية والمملكة منذ 2016، وتتبادلان باستمرار التهم بزعزعة استقرار الشرق الأوسط.

وأضاف "إشكاليتنا هي في التصرفات السلبية التي تقوم بها إيران"، في إشارة إلى برنامج طهران النووي ودعمها لجماعات تعمل نيابة عنها في أنحاء المنطقة.

وكانت مصادر إقليمية أفادت بأن المسؤولين السعوديين والإيرانيين عقدوا محادثات مباشرة في العراق هذا الشهر بهدف تخفيف التوتر، وبأن المناقشات ركزت على اليمن وجهود إحياء الاتفاق النووي المبرم بين القوى العالمية وإيران عام 2015.

ولم يتطرق الأمير محمد إلى اللقاء مع طهران في بغداد، لكنّه قال "نعمل مع شركائنا في المنطقة والعالم لإيجاد حلول لهذه الإشكاليات، ونتمنى أن نتجاوزها وأن تكون علاقة طيبة وإيجابية للجميع".

وأيدت السعودية قرار ترامب عام 2018 الانسحاب من الاتفاق ومعاودته فرض عقوبات على إيران. وردت طهران بانتهاك عدد من القيود التي يفرضها الاتفاق على برنامجها النووي.

وسبق أن هاجم ولي العهد السعودي إيران، متسائلا في إحدى المقابلات التلفزيونية "كيف يمكن أن أتفاهم مع شخص أو نظام قائم على أيديولوجية متطرفة"، مضيفا "سوف نعمل لكي تكون المعركة لديهم في إيران".

لكن المملكة عدّلت موقفها من إيران نسبيا في الآونة الأخيرة في ضوء المتغيرات الجيوسياسية التي تشهدها المنطقة، وجهود إحياء الاتفاق النووي الإيراني للعام 2015.

وتتهم الرياض طهران بدعم المتمردين الحوثيين في اليمن الذين يهاجمون المملكة بطائرات مسيّرة وصواريخ باليستية إيرانية الصنع، في خضم الحرب القائمة بعد انقلاب المتمردين المدعومين من إيران على السلطة اليمنية الشرعية، والتي تقود فيها المملكة تحالفا عربيا ضد ميليشيا الحوثي.

وقال ولي العهد السعودي إنه لا توجد دولة تريد "ميليشيا" مسلحة على حدودها، وحث الحوثيين على "الجلوس إلى طاولة المفاوضات للوصول إلى حلول تكفل حقوق الجميع في اليمن وتضمن أيضا مصالح دول المنطقة".

وكانت الرياض اقترحت الشهر الماضي وقفا لإطلاق النار في شتى أنحاء اليمن، لكن الحوثيين لم يقبلوا به بعد.

وقال الأمير محمد بن سلمان إن "العرض المقدم من السعودية هو وقف إطلاق النار والدعم الاقتصادي وكل ما يريدونه مقابل وقف إطلاق النار من قبل الحوثي، والجلوس إلى طاولة المفاوضات".

وتابع "لا شك أن الحوثي له علاقة قوية بالنظام الإيراني، لكن أيضا الحوثي في الأخير يمني ولديه نزعة العروبية واليمنية أتمنى أن تحيا فيه بشكل أكبر ليراعي مصالحه ومصالح وطنه قبل أي شيء آخر".

وفي ما يتعلق بالعلاقات مع واشنطن، قال الأمير محمد بن سلمان إن الولايات المتحدة شريك استراتيجي، والرياض ليس لديها سوى خلافات قليلة مع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، وتعمل على حلها. وأضاف أن السعودية لن تقبل أي تدخل في شؤونها الداخلية.

وقال في المقابلة التي بثها التلفزيون السعودي "أكثر من 90 في المئة من المصالح السعودية الأميركية متفقين عليها مع إدارة الرئيس بايدن، وكلنا نعمل على تعزيزها بشكل أو آخر".

وأضاف "الأمور التي نختلف عليها تشكل أقل من عشرة في المئة، نعمل على إيجاد حلول لها وتفاهمات لها… الولايات المتحدة شريك استراتيجي للمملكة".

وذكر الأمير محمد بن سلمان، الذي أصبح وليا للعهد عام 2017 وعزز سلطاته منذ ذلك الحين، أن السعودية تكوّن كذلك شراكات استراتيجية مع روسيا والهند والصين.

وكانت إدارة بايدن اتهمت في بدايات هذا العام في تقرير للمخابرات الأميركية ولي العهد السعودي بالموافقة على خطف وقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي عام 2018، لكن جنبته أي عقاب مباشر. وينفي ولي العهد ضلوعه في الحادث بأي حال.

كما سحبت الإدارة الأميركية الجديدة دعمها للعمليات الهجومية التي ينفذها تحالف تقوده المملكة لقتال الحوثيين المتحالفين مع إيران في اليمن. ويُنظر إلى الصراع على أنه حرب بالوكالة بين السعودية وإيران المنخرطتين في تنافس على النفوذ الإقليمي.