قاتل الشرطية الفرنسية متطرف يعاني من "اضطرابات في الشخصية"

مصدر أمني تونسي يؤكد ما جاء في التحقيقات الفرنسية من أن منفذ الاعتداء يعاني من مشكلات نفسية ويتلقى متابعة طبية.
الأحد 2021/04/25
جمال قرشان شاهد قبل تنفيذ الاعتداء مقاطع فيديو تمجد الجهاد

باريس - أعلن المدعي العام لمكافحة الإرهاب جان فرنسوا ريكارد أن التونسي الذي طعن شرطية في مركز الشرطة في رامبوييه بالقرب من باريس الجمعة، متطرف بما "لا يمكن التشكيك فيه" وكان يعاني من "اضطرابات في الشخصية".

وقال ريكارد خلال مؤتمر صحافي عقد لتقييم التحقيقات، بعد يومين على الاعتداء الذي نفذه مهاجر تونسي (36 عاما)، "إذا كان تطرف المعتدي يبدو غير مشكوك فيه، فيمكن أيضا ملاحظة وجود بعض الاضطرابات في الشخصية".

ولفت المدعي العام إلى أن "والده أشار إلى أن ابنه انتهج ممارسة صارمة للإسلام. كما تحدث، من جهة أخرى، عن الاضطرابات السلوكية التي لاحظها على ابنه في بداية العام".

وأوضح أن المتورط سبق وطلب "استشارة نفسية" في مستشفى رامبوييه في 19 فبراير، ثم حدد موعدا جديدا في 23 فبراير و"يبدو أن حالته لم تتطلب دخول المستشفى أو العلاج".

وأردى جمال قرشان شرطية فرنسية قتيلة بشكل مأساوي، وهي أم لطفلين عندما طعنها بسكين في حلقها في مدينة رامبوييه الجمعة.

وصرح قاضي التحقيق للصحافيين بأن شخصا خامسا هو ابن عم المهاجم أوقف على ذمة التحقيق الأحد، ليضاف إلى والده المقيم معه في رامبوييه، وابن عم آخر وشخصين ساعداه على تأمين إقامة إداريا في منطقة أخرى في الضواحي الباريسية.

وأعلن المدعي جان فرنسوا ريكارد أن الرجل قام بعملية "مراقبة" قبل الهجوم.

وأفاد شهود بأنه هتف "الله أكبر" أثناء الاعتداء، وفق مصدر مقرب من التحقيق. وأصاب الضحية "طعنتين، واحدة في البطن والأخرى في الحلق"، قبل أن ترديه الشرطة "بالرد" عبر رصاصتين.

وكشف "اطلاع سريع" على هاتفه الخلوي الذي تم العثور عليه في المكان، أن "المهاجم شاهد قبل تنفيذ الاعتداء مباشرة مقاطع فيديو لأناشيد دينية تمجد الشهيد والجهاد"، بحسب المدعي العام.

وتزامنا مع التحقيقات الفرنسية بدأت السلطات القضائية في تونس التحقيق في جريمة قتل الشرطية الفرنسية.

وقال المتحدث باسم القطب القضائي لمكافحة الإرهاب محسن الدالي إن النيابة العامة بدأت بالفعل التحقيق في الجريمة، بحكم تورط تونسي فيها، وهو ما يتيحه قانون مكافحة الإرهاب وغسيل الأموال الذي صدر عام 2015.

وأوضح الدالي أن النيابة ستبحث في ما إذا كانت لجمال ارتباطات في تونس وفي إطار التعاون القضائي مع السلطات الفرنسية، التي ينتظر أن ترسل بشكل رسمي إنابة قضائية لطلب معطيات، مثلما حدث مع الجريمة الإرهابية في نيس.

وجمال قرشان مولود عام 1984 في سوسة وتقطن عائلته في مدينة مساكن، وهي المدينة ذاتها التي ينحدر منها منفذ هجوم نيس محمد لحويج بوهلال عام 2016، والذي تسبب في مقتل أكثر من 80 شخصا دهسا بشاحنة.

وقال الدالي إن منفذ الجريمة الذي غادر تونس في رحلات الهجرة غير الشرعية عبر البحر إلى إيطاليا منذ 2009 ومنها إلى فرنسا، لا يحمل سوابق قضائية في تونس ولا ترتبط به شبهات سابقة بالتطرف أو جرائم حق عام.

وأكد مصدر أمني تونسي ما جاء في التحقيقات الفرنسية من أن منفذ الاعتداء يعاني من مشكلات نفسية، ويتلقى متابعة طبية في فرنسا.

وبحسب المصدر نفسه، تعهد جمال لعائلته يوم الجريمة بأنه سيعود يوم 25 من الشهر الجاري إلى تونس.

وكانت رئاسة الحكومة التونسية أعلنت عن تعازيها وتضامنها مع فرنسا. كما نددت الخارجية التونسية في بيان لها بما وصفته "جريمة إرهابية جبانة".