تشاد تشيّع رئيسها الراحل بحضور ماكرون وزعماء أفارقة

فرنسا ودول الساحل تدعم انتقالا مدنيا - عسكريا في تشاد لصالح نجل ديبي.
الجمعة 2021/04/23
ديبي كان أحد الشركاء الأساسيين للدول الغربية في مواجهة الجهاديين

نجامينا - بدأت مراسم تشييع الرئيس التشادي الراحل إدريس ديبي إتنو بحضور العديد من رؤساء الدول، بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي التقى فور وصوله بنجله رئيس المجلس العسكري الحاكم حاليا.

وحضر رؤساء حوالي 12 دولة إلى العاصمة التشادية الجمعة، بينهم قادة الدول الأربع الأخرى في مجموعة الساحل (مالي والنيجر وبوركينا فاسو وموريتانيا) ورئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان. كما أكد الكونغولي فيليكس تشيسكيدي الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي حضوره.

وقال ماكرون في كلمة خلال جنازة ديبي إنه لن يسمح "لأحد بتهديد استقرار تشاد ووحدة أراضيها.. لا اليوم ولا غدا".

وقبل بدء الجنازة التقى ماكرون ورؤساء مجموعة الساحل محمد ديبي "لمشاورات حول العملية الانتقالية الجارية"، كما ذكرت الرئاسة الفرنسية.

وأكدت الرئاسة الفرنسية أن فرنسا ودول الساحل الخمس أعربت عن "دعمها المشترك للعملية الانتقالية المدنية العسكرية" لنجل الرئيس التشادي إدريس ديبي إتنو.

وعبر ماكرون ونظراؤه النيجيري والبوركينابي والمالي والموريتاني للجنرال محمد إدريس ديبي عن "وحدة رؤيتهم" كما قال مصدر في الإليزيه، موضحا أن مجموعة الساحل "تقف إلى جانب تشاد وتعرب عن دعمها المشترك لعملية الانتقال المدني العسكري من أجل استقرار المنطقة".

وتوفي إدريس ديبي إتنو الاثنين متأثرا بجروح أصيب بها على الجبهة في مواجهة المتمردين.

وأصبح ابنه الجنرال محمد إدريس ديبي الرجل القوي الجديد للنظام، وهو يتمتع بسلطات كاملة لكنه وعد بمؤسسات جديدة بعد انتخابات "حرة وديمقراطية" خلال عام ونصف العام.

وبعد وفاته أعربت فرنسا في عدة مناسبات عن قلقها بشأن "استقرار تشاد ووحدة أراضيها".

لللل

وتساءل وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الخميس "هل سيضمن المجلس العسكري الانتقالي استقرار تشاد ووحدة وسلامة أراضيها؟". كما تساءل عن قدرته على "تطبيق عملية ديمقراطية" مع احترام التزاماته العسكرية في المنطقة.

وأبدى وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الملاحظات نفسها. وقال خلال زيارة لموريتانيا الخميس قبل التوجه إلى جنازة إدريس ديبي "يجب أن نساعد تشاد. يجب أن نتجاهل الاعتبارات السياسية".

ويمثل حضور رؤساء الدول تحديا أمنيا كبيرا للنظام الجديد، الذي ما زال يواجه متمردين قادمين من ليبيا وعدوا بالزحف إلى نجامينا ويرفضون الانتقال العسكري.

كما يمكن أن يأتي التهديد من داخل النظام، لأن تولي الشاب محمد إدريس ديبي السلطة كان مفاجئا، فضلا عن وجود شخصيات كانت تطمح للصعود إلى السلطة من داخل عشيرة رئيس الدولة الراحل.

وقال رولان مارشال المحلل في مركز الأبحاث الدولي التابع لجامعة العلوم السياسية في باريس، إن الإدارة العامة للخدمات الأمنية لمؤسسات الدولة، الهيئة التي تتمتع بنفوذ كبير ويقودها الرئيس الجديد، "قد تنقسم".

وأضاف "سيحلون مشاكلهم كما فعلوا في الماضي، عن طريق محاولات القيام بتصفيات جسدية، أي مع عنف مسلح في العاصمة".

والماريشال ديبي الذي حكم تشاد طوال 30 عاما، وكان أحد الشركاء الأساسيين للدول الغربية في مواجهة الجهاديين في منطقة الساحل، توفي الاثنين عن 68 عاما متأثّرا بجروح أصيب بها على خط الجبهة في شمال البلاد، بحسب ما أعلن الجيش الذي قال إنّ الرئيس ذهب إلى خط الجبهة ليقود بنفسه المعارك ضد المتمرّدين.

وكان الإليزيه قال الثلاثاء إنّ فرنسا خسرت بوفاة ديبي "صديقا شجاعا"، مشدّدة على أهمية "الانتقال السلمي" للسلطة في تشاد، حليفتها في منطقة الساحل.

وشدّدت الرئاسة الفرنسية على "تمسّكها الراسخ باستقرار تشاد ووحدة أراضيها".