مقتل الرئيس التشادي ينذر بخطر داهم على ليبيا والسودان

مجلس النواب الليبي يطالب باستعدادات عسكرية على حدود تشاد، والسودان يعلن الاستنفار الأمني في دارفور.
الأربعاء 2021/04/21
مخاوف من ارتدادات التطورات في تشاد

طبرق (ليبيا) - تثير الأوضاع المشتعلة في تشاد قلق الدول المجاورة، لاسيما ليبيا والسودان اللذين يمران بمرحلة انتقالية حساسة لا تخلو من تحديات أمنية.

ويحد تشاد الجنوب الليبي، الذي يشهد منذ انهيار حكم العقيد معمر القذافي حالة انفلات أمني، وانتشارا للجماعات المسلحة ومنها تنظيم داعش، كما تملك نجامينا حدودا مفتوحة مع إقليم دارفور السوداني الذي يعاني هو الآخر من صراعات قبلية.

وقتل الثلاثاء الرئيس التشادي إدريس ديبي، متأثرا بجروح أصيب بها على جبهة القتال في مواجهات مع مسلّحي المعارضة التشادية، ما يرسم صورة قاتمة على مآلات الأمور في هذا البلد الأفريقي.

وطالب مجلس النواب الليبي رئيس المجلس الرئاسي، بصفته القائد الأعلى للجيش، والحكومة بـ"اتخاذ إجراءات عاجلة" لحماية الحدود الجنوبية للبلاد.

وشدد المجلس في بيان أصدره صباح الأربعاء على ضرورة إسراع اللجنة العسكرية المشتركة 5 + 5 بـ"توحيد المؤسسة العسكرية لضمان أمن البلاد واستقرارها وتأميـن حدودهـا وصون سيادتها".

وقال المجلس في بيانه إنه "يتابع الأحداث المتسارعة التي تمرّ بها دولة تشاد الجارة، وما قد يترتب عليها من زعزعة للأمن أو عمليات نزوح في المنطقة"، مهيبا بجميع الجهات المختصة "اتخاذ كلّ الإجراءات العاجلة والحازمة من أجل تأمين وحماية البلاد وحدودها الجنوبية، وصون سيادتها".

صورة

وحذر عضو مجلس الدولة الاستشاري وعضو المؤتمر العام منذ عام 2012 سعد بن شرادة من مخاطر تنتظر الجنوب، قد تصل إلى تقسيمه أو السيطرة عليه بشكل كامل من قبل المعارضة المسلحة والجماعات المتطرفة في تشاد.

وأوضح بن شرادة في تصريح لوكالة "سبوتنيك" الروسية أن المعارضة التشادية موجودة على الأراضي الليبية وتمتلك الأسلحة والعتاد والأموال، وهو ما يجعلها تمثل خطورة كبيرة على المشهد.

وأضاف أن سيطرة المعارضة على تشاد تهدد الدولة الليبية بشكل كبير، خاصة أن لديها وجودا في الداخل الليبي، مؤكدا أن الجنوب مهدد بالانقسام والسيطرة عليه من المعارضة التشادية.

وشدد بن شرادة على ضرورة دعم المجلس العسكري الجديد الذي تم تشكيله بقيادة ابن الرئيس الراحل.

وينشط في الجنوب الليبي عدد من حركات التمرد التشادية، خصوصا في القرى الرابطة بين سبها ومرزق، وسط الجنوب، والكفرة، جنوب شرقي البلاد.

واشتبكت هذه الحركات مرات عدة مع مجموعات قبلية مسلّحة، لكن أطراف الصراع في ليبيا تتبادل الاتهامات بشأن استعانتها بمقاتلي تلك الحركات للقتال في صفوفها.

ووصفت أم العز الفارسي عضو ملتقى الحوار السياسي انعكاسات الوضع في تشاد على جنوب ليبيا، بالكارثية، متسائلة "هل هناك خطة للتأمين؟".

وقالت الفارسي في تدوينة عبر حسابها على فيسبوك "ما خشيت على ليبيا من شيء قدر خوفي على انفلات حدودها".

وأضافت "الحدود يعبر منها من خيرات ويتسرب منها من مخاطر وشرور، الوضع في تشاد الآن متفجر، وانعكاساته على الجنوب كارثية، فهل ثمة خطة للتأمين أو موقف للحماية؟".

وأعلن السودان حالة الاستنفار الأمني في إقليم دارفور تحسبا من التداعيات السلبية لمصرع ديبي، بعد أن بدأ الإقليم يشهد استقرارا أمنيا نسبيا عقب تشكيل قوات حماية مشتركة بين السودان وتشاد، ووقف الحرب بالوكالة بين البلدين، حيث اتجه كل طرف لدعم المعارضة المسلحة في البلد الآخر.

وأدت التداخلات الاجتماعية بين الحركات المسلحة في السودان وبعض القبائل الأفريقية في تشاد إلى زيادة وتيرة التوترات، ولذلك تخشى الخرطوم من تراجع عمليات ضبط الحدود ومحاولة الحركات، التي لم توقع على اتفاق السلام معها، اتخاذ تشاد فناء خلفيا لها، مع توقع توجيه القوات العسكرية التشادية لجل جهودها لصد هجمات المعارضة المسلحة التي توعدت بها بعد مصرع ديبي.

وقال والي ولاية غرب دارفور محمد عبدالله الدومة الأربعاء إن الحكومة شرعت في اتخاذ بعض الإجراءات الضرورية بعد إعلان مقتل ديبي، متوقعا دخول بعض اللاجئين من المدن التشادية المتاخمة لولايته، مضيفا أن حكومة الولاية تتحسب لكل شيء.

ونقلت وسائل إعلام سودانية عن مصادر لم تسمها قولها إن الأجهزة المختصة ستتخذ إجراءات في غضون الساعات القادمة لتأمين الحدود بين البلدين، حيث توجد قوات سودانية تشادية مشتركة على طول الشريط الحدودي.

وأعلنت جبهة التغيير والوفاق المتمردة في تشاد، رفضها للفترة الانتقالية في البلاد تحت قيادة نجل الرئيس الراحل ديبي.

وقال الناطق الرسمي باسم الجبهة كينغ أبي أوجوزيمي الأربعاء "تشاد ليست مملكة، ولا يمكن توريث السلطة من الأب إلى الابن في بلادنا".

وأضاف أوجوزيمي أن الجبهة عازمة على التقدم نحو العاصمة التشادية نجامينا "لدق أجراس السلام والتغيير، ونبذ الكراهية والانقسام".