النيجر تفشل في احتواء الجهاديين رغم الدعم الدولي

نيامى – أعلنت السلطات المحلية في نيامي الأحد أن ما لا يقل عن تسعة عشر شخصا قتلوا السبت في النيجر إثر هجوم على قرية كوغورو في منطقة تيلابيري (غرب)، وهي منطقة تقع في “الحدود الثلاثة” عند تخوم النيجر ومالي وبوركينا فاسو التي تتعرض بانتظام لهجمات الجهاديين.
وقال مسؤول في بلدية ديسا التي تدير كوغورو “لدينا حصيلة: أحصينا حتى الآن 19 جثمانا وجرح اثنان خلال هذا الهجوم الذي شنه على كوغورو مسلحون وصلوا على متن دراجات نارية”.
وبعد هجوم دام استهدف مدنيين قال تيجاني إبراهيم كاتيلا، حاكم منطقة تيلابيري، “إن ما يثير قلقنا البالغ هو تصاعد أعمال العنف وانعدام الأمن الذي ينتشر في المنطقة؛ جباية الزكاة وخطف المواشي واليوم يتم قتل السكان المدنيين”.
وازدادت الهجمات على المدنيين منذ بداية العام في النيجر حيث قُتل أكثر من 300 شخص في ثلاث موجات من الهجمات على قرى ومخيمات في غرب البلاد عند الحدود مع مالي.
ويقول متابعون إن جهود النيجر لاحتواء الجماعات الجهادية باءت بالفشل، حيث تنسحب قوات الأمن بشكل متزايد من المناطق الحدودية سهلة الاختراق.
وتخوض النيجر التي تعد من أفقر الدول الأفريقية حربا على جبهتين، الأولى من الجهة الغربية في مواجهة داعش وتنظيم القاعدة ممثلا في جماعة نصرة الإسلام والمسلمين.
والثانية من الجهة الجنوبية الشرقية بالقرب من بحيرة تشاد في مواجهة جماعة بوكوحرام في شمال شرق نيجيريا، وأيضا تنظيم داعش في غرب أفريقيا.
وأدى تراجع جيش النيجر أمام ضربات الجماعات المسلحة شرقا وغربا إلى نزوح قرابة نصف مليون مواطن، منهم 160 ألفا بالمنطقة الغربية، في بلد لا يتجاوز عدد سكانه 23 مليونا، 40 في المئة منهم يعيشون في فقر مدقع.
ورغم أن النيجر سمحت بإقامة أكبر قاعدة أميركية جوية للطائرات دون طيار في منطقة الساحل على أراضيها، إلا أن ذلك لم يحقق النصر على التنظيمات الإرهابية التي وضعتها بين كفي كماشة.
كما أن فرنسا تملك قواعد عسكرية بالنيجر التي استقلت عنها في 1960، ولم يمنع ذلك من ازدياد الهجمات الإرهابية على البلاد، رغم قيادتها لتحالف مجموعة الخمسة (النيجر ومالي وموريتانيا وبوركينا فاسو وتشاد) في مواجهة داعش والقاعدة.
ولا يستبعد متابعون أن يحاول داعش تأسيس إمارة له في منطقة الحدود الثلاثة، إن لم تتمكن دول المنطقة بدعم دولي من إفشال هذا المخطط.