روسيا لا تزال تراهن على إنقاذ الاتفاق النووي رغم الضغوط الدولية

موسكو وطهران تشكلان جبهة موحدة في مواجهة واشنطن والأوروبيين.
الثلاثاء 2021/04/13
لافروف دعا الولايات المتحدة مجددا إلى رفع العقوبات عن طهران

طهران - أكدت روسيا أنها تعوّل على إنقاذ الاتفاق النووي الإيراني في حال عادت الولايات المتحدة إليه، واتهمت الاتحاد الأوروبي بتعريض المحادثات الجارية للخطر من خلال فرض عقوبات على إيران في مجال حقوق الإنسان.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف خلال زيارة لطهران، "نعوّل على إمكان إنقاذ الاتفاق وعلى أن واشنطن ستعود لتطبّق قرار الأمم المتحدة ذات الصلة بالكامل".

ودعا الولايات المتحدة مجددا إلى رفع العقوبات المفروضة على طهران منذ خروج واشنطن من الاتفاق في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب.

وحمل وزير الخارجية الروسي بقوة على الاتحاد الأوروبي الذي يهدد برأيه الجهود الجارية راهنا، بعدما أعلن الاثنين فرض عقوبات على مسؤولين أمنيين إيرانيين لدورهم في القمع العنيف لتظاهرات في نوفمبر 2019.

وأضاف "في الاتحاد الأوروبي لا تنسيق بتاتا، فاليد اليمنى لا تعرف ما تقوم به اليد اليسرى، هذا أمر مؤسف".

وتابع "إذا كان القرار اتخذ عمدا في خضم محادثات فيينا الهادفة إلى إنقاذ الاتفاق النووي، فهذا ليس مؤسفا بل هو خطأ أسوأ من جريمة".

وشكلت موسكو وطهران جبهة موحدة في مواجهة واشنطن والأوروبيين، في حين تجري محادثات في فيينا لمحاولة إنقاذ الاتفاق النووي الإيراني.

وردا على قرار الاتحاد الأوروبي الذي ينسق مباحثات فيينا، أعلنت طهران مساء الاثنين تعليق "كل حوار حول حقوق الإنسان" مع الدول السبع والعشرين، فضلا عن تعاونها مع أوروبا بشأن "الإرهاب ومكافحة تجارة المخدرات واللاجئين".

وحذّر محمد جواد ظريف وزير الخارجية الإيراني الولايات المتحدة من أن "عمليات التخريب" وفرض "عقوبات" لن يدعما موقفها في المفاوضات حول الملف النووي.

وقال ظريف "لا مشكلة لدينا في العودة إلى التزاماتنا... لكن ليعلم الأميركيون أنه لا العقوبات ولا أعمال التخريب ستزودهم بأدوات للتفاوض، وليس من شأن هذه الأعمال سوى أن تجعل الوضع أكثر تعقيدا بالنسبة لهم".

واتهمت طهران الاثنين إسرائيل بعملية تخريب حصلت في منشأة نطنز النووية لتخصيب اليورانيوم في وسط إيران تزامنا مع محادثات فيينا، لمحاولة إنقاذ الاتفاق النووي الإيراني المبرم في العاصمة النمسوية العام 2015.

وقال ظريف خلال مؤتمر صحافي مع لافروف "ظنوا أن ما قاموا به في نطنز سيكون في غير صالح إيران، أوكد لكم أن نطنز ستنتقل في المستقبل القريب إلى أجهزة طرد مركزي أكثر تطورا".

وأضاف "قام الإسرائيليون برهان سيء جدا إن هم ظنوا أن بإمكانهم وقف جهود إيران الرامية إلى رفع العقوبات المفروضة على الشعب الإيراني".

وأكد البيت الأبيض الاثنين أن الولايات المتحدة "ليست ضالعة بأي شكل" في ما حدث في نطنز.

وتشارك في محادثات فيينا الدول التي لا تزال طرفا في الاتفاق النووي، أي ألمانيا والصين وفرنسا وبريطانيا وإيران وروسيا، برعاية الاتحاد الأوروبي. وواشنطن معنية أيضا بهذه المحادثات لكن من دون أي لقاء مباشر مع الإيرانيين.

بعد سحب بلاده من الاتفاق، أعاد ترامب في 2018 فرض العقوبات التي رفعت عن الجمهورية الإسلامية بموجبه.

ردا على ذلك، بدأت إيران في العام 2019 بالتنصل من غالبية التزاماتها التي تحد من نشاطاتها النووية بموجب الاتفاق، وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن نيته للعودة إلى الاتفاق.

لكن طهران تطالب أولا بأن ترفع واشنطن العقوبات قبل أن تعود هي إلى التزاماتها، في حين تشترط واشنطن أولا التزام إيران بكل بنود الاتفاق لرفع العقوبات عنها.

وتمثل الولايات المتحدة وإسرائيل ألد أعداء الجمهورية الإسلامية.