رئيس الحشد الشعبي في موسكو لتعزيز التعاون العسكري

موسكو - أجرى رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي فالح الفياض خلال زيارته إلى موسكو الأربعاء مباحثات مع نائب وزير الدفاع الروسي ألكسندر فومين.
وجاء لقاء الفياض في خضم خوض العراق مرحلة أخرى من الحوار الاستراتيجي مع واشنطن، الذي من المقرر أن ينطلق الأربعاء عبر تقنية "الفيديو كونفرانس" وتتناول قضايا الأمن ومكافحة الإرهاب، والاقتصاد والطاقة، والمسائل السياسية والتعاون في مجالي التعليم والثقافة، في غياب لمناقشة خروج القوات الأميركية من العراق.
وأكدت وزارة الدفاع الروسية في بيان لها أن فومين والفياض تبادلا الآراء بشأن الوضع في الشرق الأوسط، وتطرقا إلى المسائل المتعلقة بواقع التعاون العسكري والعسكري - التقني بين الطرفين، وأفاق تطويره.
وذكرت الوزارة أن الطرفين أكدا استعدادهما لمواصلة تطوير التعاون الروسي - العراقي في مجالات الدفاع والأمن ومكافحة الإرهاب.
واجتمع الفياض في وقت سابق الأربعاء في موسكو مع كل من نائب وزير الخارجية، المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ودول شمال أفريقيا ميخائيل بوغدانوف، وسكرتير مجلس الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف.
وبحث الفياض مع باتروشيف "قضايا الأمن الإقليمي، فضلا عن آفاق التفاعل والتعاون الثنائي بين العراق وروسيا".
وجرى خلال الاجتماع بحث التطور الوثيق في العلاقات العراقية الروسية التي تلبي المصالح المشتركة للبلدين، وتم التأكيد على الاستعداد لتوسيع الاتصالات والتعاون في المجال الأمني.
وفي لقاء آخر، بحث رئيس هيئة الحشـد الشعبي مع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف الجوانب الرئيسية لأجندة الشرق الأوسط، والتنسيق المشترك من أجل مكافحة الإرهاب الدولي.
ويربط البعض زيارة رئيس هيئة الحشد الشعبي إلى موسكو بحرص روسي على توثيق العلاقة مع الحشد الموالي لإيران، في ظل توتر في العلاقات مع الولايات المتحدة، وتضارب مصالح كل طرف.
وليس هذا اللقاء هو الأول بين سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي ورئيس هيئة الحشد الشعبي، إذ سبق للرجلين أن التقيا في العاصمة موسكو في سبتمبر 2019، وكان الفياض يشغل في حينه منصب مستشار رئيس الوزراء العراقي لقضايا الأمن القومي، علما بأن العديد من الاجتماعات عقدت في الماضي، بما في ذلك في فبراير 2019 ونوفمبر 2017.
وسبق أن تحدثت عدة تقارير عن تسليح موسكو لميليشيات الحشد الشعبي بأسلحة خفيفة ومتطورة خارج إطار الحكومة العراقية، حيث يشهد مطار بغداد بين وقت وآخر وصول شحنات من السلاح الروسي.
ويمدّ رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، رغم كل الضغوط التي يتعرض لها على الساحة السياسية الداخلية من الموالين لإيران، اليد إلى واشنطن عبر "حوار استراتيجي"، وإلى أطراف خليجية عبر جولة قام بها مؤخرا بين أبوظبي والرياض.
ويشكّل "الحوار الاستراتيجي" مع الإدارة الأميركية برئاسة جو بايدن اختبار توازن جديدا للكاظمي المستقل.
وباتت الهجمات ضدّ جنود ودبلوماسيين ومتعاقدين مع القوات الأميركية أو توجيه الإهانات للكاظمي والقيام باستعراضات عسكرية من جانب موالين لإيران يتهمونه بأنه يخدم واشنطن، أمرا شبه يومي في العراق.
وتطالب الفصائل المسلحة الموالية لإيران والسياسيون الذين يمثّلونها بطرد 2500 جندي أميركي موجودين في العراق جاؤوا لدعمه في حربه ضد الجهاديين، معتمدين في مطلبهم على قرار برلماني تمّ التصويت عليه في العام 2020 ولم ينفّذ بعد، وينص على انسحاب القوات الأجنبية من الأراضي العراقية.
ويرى مسؤولون غربيون وعراقيون أن الكاظمي يريد من الحوار مع واشنطن جدولا زمنيا للانسحاب. بهذا، يضمن دعما عسكريا غربيا ضد تنظيم الدولة الإسلامية، لكن مع إعطاء ضمانات في الوقت نفسه إلى الموالين لإيران بأنه يعمل لتنفيذ قرار البرلمان بسحب القوات الأميركية، لكن ذلك قد يستغرق سنوات.
ويقول المحلل السياسي إحسان الشمري إن كلّ ذلك "رسالة إلى إيران بأن العراق لديه الحق في اتخاذ مسار آخر في علاقاته الخارجية بما يعتمد على محيطه العربي، إذ لا يمكن للعراق أن يكون أحادي العلاقة كما تريد إيران وحلفاؤها".