دارفور الحلقة الأضعف في ملف السلام السوداني

18 قتيلا في مواجهات جديدة في مدينة الجنينة غربي ولاية دارفور.
الاثنين 2021/04/05
دارفور.. الأمن الغائب

الخرطوم - عكست التطورات الميدانية المتسارعة في دارفور فشل السلطة الانتقالية في الحد من حالة الفوضى الأمنية المستشرية في المنطقة، على الرغم من توقيع اتفاق للسلام والتعهد بضبط الأمن بعد انسحاب يوناميد من المنطقة المضطربة.

وعاشت مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور يومي السبت والأحد على وقع اشتباكات عنيفة أسفرت عن 18 قتيلا و54 جريحا في اشتباكات قبلية تهدد بإعادة الوضع إلى مربع العنف.

والواقعة هي الأحدث في المنطقة المضطربة منذ توقيع اتفاق سلام في أواخر العام الماضي. وفي يناير الماضي قتل 129 شخصا على الأقل وأرسلت تعزيزات عسكرية إلى الجنينة، لكن مصادر محلية قالت إن أغلبها انسحب منذ ذلك الحين.

وتثير الاشتباكات التي تتجدد في كل مرة منذ إنهاء البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي لحفظ السلام مهامها في المنطقة، الكثير من المخاوف والشكوك لدى السودانيين بإمكانية نجاح قوات سودانية في فرض الأمن.

ويعد إقليم دارفور، الذي عانى من اضطرابات أمنية منذ عام 2003، الإقليم الأكثر اضطرابا ويهدد بإفشال جهود تعميم السلام على المناطق السودانية، منذ التوقيع على اتفاق جوبا بين القوى السياسية والحركات المسلحة المختلفة.

وأفادت لجنة أطباء السودان في بيان نشرته الاثنين بأنها "أحصت 18 قتيلا و54 جريحا" في الاشتباكات المتواصلة في المنطقة.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن شهود عيان قولهم إن الاشتباكات القبلية ما زالت مستمرة في مدينة الجنينة.

وقال عبدالرحمن محمد أحمد، أحد سكان المدينة، "اليوم الاثنين استيقظنا على أصوات إطلاق النار بمختلف أنواع الأسلحة، وما زالت الاشتباكات مستمرة وامتدت إلى أغلب أحياء المدينة".

ويقول مراقبون إن سوء الأوضاع في تلك المنطقة سيكون الحكم الأساس على نجاح أم فشل منظومة السلام، التي تعمل القوى السودانية على تطبيقها في البلاد بعد الإطاحة بنظام البشير. ويرى هؤلاء أنه لا يستبعد أن تكون شخصيات قريبة من النظام المعزول وراء عملية التجييش والتحريض على أعمال العنف المتجددة، بهدف إفشال المرحلة الانتقالية واتفاق السلام الموقع بين الأطراف السياسية والعسكرية.

وكانت المنطقة نفسها قد شهدت في يناير الماضي مقتل حوالي 50 شخصا في اشتباكات بين مجموعات تنتمي إلى القبائل العربية وأخرى تنتمي إلى قبيلة المساليت الأفريقية.

وتراجعت حدة القتال في الإقليم خلال السنوات الثلاث الأخيرة، لكن الاشتباكات القبلية ظلت مصدر التهديد الرئيسي للأمن في الإقليم.

وأشار سكان ونشرة أمنية داخلية للأمم المتحدة إلى استخدام أسلحة ثقيلة وقذائف صاروخية، وأظهرت صور وتسجيلات فيديو التقطها السكان أعمدة دخان تتصاعد من أحياء المدينة.

وفي أكتوبر الماضي وقعت الحكومة الانتقالية السودانية اتفاق سلام مع بعض الجماعات المتمردة التي كانت تقاتل الرئيس المعزول عمر حسن البشير، لكن هجمات أفراد قبائل عربية سلحها البشير لقتال المتمردين تصاعدت، وزادت الاشتباكات بين القبائل في المنطقة التي تنتشر بها الأسلحة.

وبدأت قوات حفظ السلام الدولية في الانسحاب في بداية العام، وقالت الحكومة السودانية إن قوة مشتركة جديدة لحفظ السلام مفوضة بموجب الاتفاق ستتمكن من حماية المدنيين، غير أن الكثيرين في دارفور يشعرون بتراجع الأمان.