الأمير حمزة بن الحسين لم يستطع تجاوز إعفائه من ولاية العهد رغم مرور 17 عاما

إطلالة الأمير الأخ غير الشقيق للملك عبدالله الثاني وحديثه عن الفساد ينتهيان به إلى نتائج عكسية.
الاثنين 2021/04/05
الأمير حمزة فقد فرصة الحكم مرتين

تتعقد الأمور أكثر بالنسبة إلى الأمير حمزة بن الحسين في ظل اتهامات مباشرة له بالتورط في مخطط يستهدف المملكة، بعد أن سعت السلطة في البداية إلى التقليل من دوره في “المخطط” الذي كُشف عنه السبت.

عمّان – وجّهت الحكومة الأردنية الأحد اتهامات صريحة للأمير حمزة بن الحسين الابن الأكبر للملك حسين بن طلال من زوجته الملكة نور الحسين بالتورط في تحركات ونشاطات تستهدف أمن المملكة، وأنه تم رصد اتصالات خارجية للحلقة الضيقة للأمير حمزة بن الحسين لزعزعة استقرار الأردن.

وانتقد الأمير حمزة بن الحسين مرارا في السنوات الأخيرة الوضع الداخلي للمملكة، لاسيما مناخ الحريات وتفشي الفساد والمحسوبية، وأثارت تلك الانتقادات جدلا واسعا بين من رأى فيها مسعى للعب دور متقدم وآخرين اعتبروا أن الأمير حمزة بن الحسين لم يستطع تجاوز سحب ولاية العهد منه.

وفقد الأمير حمزة بن الحسين فرصتين للوصول إلى العرش، حيث كانت الثانية عندما نحّاه العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني عن ولاية العهد عام 2004.

وكان الأمير حمزة بن الحسين وليّ عهد الأردن منذ وفاة والده الملك حسين وتسلُّم أخيه الأكبر غير الشقيق الملك عبدالله الثاني العرش عام 1999. واستمر الأمير حمزة بن الحسين في منصب وليّ العهد حتى نوفمبر من عام 2004 عندما تم إعفاؤه لـ”يتمتع بالحرية لإنجاز مهام أخرى كانت مسندة إليه آنذاك”.

وكشف الأردن السبت عن مخطط يجري الإعداد له للنيل من استقرار الممكلة، وفيما راجت أنباء عن وضع الأمير حمزة بن الحسين قيد الإقامة الجبرية، سعى الجيش إلى نفي الأمر مستخدما في بيان له مفردات توحي بعدم تورط الأمير حمزة بن الحسين مباشرة في المخطط، وأنه جرى توظيف تحركاته في هذه القضية.

لكن يبدو أن إطلالة الأمير حمزة بن الحسين في مقطع فيديو أُرسل إلى “بي.بي.سي” وأكد فيه خبر وضعه في الإقامة الجبرية وأنه ممنوع من التواصل مع الناس أو لقائهم، أدت إلى تغيير في الموقف الرسمي.

وأكد نائب رئيس الوزراء الأردني وزير الخارجية أيمن الصفدي الأحد أن تحقيقات الأجهزة الأمنية أثبتت أن نشاطات وتحركات الأمير حمزة بن الحسين وأشخاص آخرين “تستهدف أمن الأردن واستقراره”.

وقال الصفدي في مؤتمر صحافي إن “الأجهزة الأمنية تابعت عبر تحقيقات شمولية حثيثة قامت بها القوات المسلحة ودائرة المخابرات والأمن العام على مدى فترة طويلة نشاطات وتحركات للأمير حمزة بن الحسين والشريف حسن بن زيد وباسم عوض الله وأشخاص آخرين تستهدف أمن الوطن واستقراره ورصدت تدخلات واتصالات مع جهات خارجية حول التوقيت الأنسب للبدء بخطوات لزعزعة أمن الدولة الأردنية”.

Thumbnail

وأضاف أنّ “الأجهزة الأمنية رفعت في ضوء هذه التحقيقات توصية إلى الملك عبدالله الثاني لإحالة هذه النشاطات والقائمين عليها إلى محكمة أمن الدولة لإجراء المقتضى القانوني، بعد أن بينت التحقيقات الأولية أن هذه النشاطات والتحركات وصلت إلى مرحلة تمس بشكل مباشر بأمن الوطن واستقراره”.

وأوضح “لكن الملك عبدالله الثاني ارتأى أن يتم الحديث مباشرة مع الأمير حمزة بن الحسين ليتم التعامل مع المسألة ضمن إطار الأسرة الهاشمية لثنيه عن هذه النشاطات التي تستهدف العبث بأمن الأردن والأردنيين وتشكل خروجا عن تقاليد العائلة الهاشمية وقيمها”.

وأكد أن “رئيس الأركان المشتركة التقى السبت بالأمير حمزة بن الحسين لإيصال هذه الرسالة وطلب منه التوقف عن كل التحركات والنشاطات التي تستهدف أمن الأردن واستقراره، غير أنه لم يتجاوب وتعامل مع هذا الطلب بسلبية لم تلتفت إلى مصالح الوطن وشعبه”.

واتهم الصفدي الأمير حمزة بن الحسين بمحاولة تصعيد الموقف عبر رسائل مصورة، قائلا إن تسجيله مقطعي فيديو بالنسختين العربية والإنجليزية يندرج في إطار التحريض.

وكان الأمير حمزة بن الحسين صرح في مقطع فيديو “أُبلِغتُ بأنّي يجب ألّا أغادر المنزل وبأنّي أستطيع فقط زيارة العائلة، ولا أستطيع استخدام تويتر أو أتواصل مع أحد”. وأشار إلى اعتقال عدد من أصدقائه ومعارفه وسحب حراسته وقطع خطوط الاتّصال والإنترنت عنه.

وأكد الأمير حمزة بن الحسين أنّه لم يكن جزءًا من أيّ مؤامرة وأنّه “غير مسؤول” عن “انهيار منظومة الحوكمة والفساد وعدم الكفاءة في إدارة البلاد في السنوات الخمس عشرة إلى العشرين الماضية والتي لا تزال تسوء”.

ولا يعرف بعد إن كان سيتم فعلا إحالة الأمير حمزة بن الحسين إلى محكمة أمن الدولة، وهي إن جرت فعلا ستكون سابقة في الأردن.

وقال محلل سياسي فضل عدم الكشف عن اسمه إن الأمير حمزة بن الحسين قام مؤخرا “أكثر من مرة بمضاعفة انتقاداته لما وصفه بفساد السلطة أمام عدد من أصدقائه”. وأضاف “هناك بالتأكيد استياء من جانبه، فهو لم يستوعب أبدًا فقدان لقب وليّ العهد” قبل نحو 17 عاما.

وبلغ الأمير حمزة بن الحسين 41 عاما في 29 مارس الجاري، وهو الإبن الأكبر للملك حسين من زوجته الرابعة ليزا حلبي التي صارت لاحقا الملكة نور الحسين.

وقد دافعت الملكة نور الحسين عن ابنها الأحد ووصفت الاتهامات الموجهة إليه بأنها “افتراءات”.

ودرس الأمير حمزة بن الحسين المرحلة الثانوية في لندن قبل التحاقه بكلية ساندهيرست العسكرية حيث حقق مسيرة رائعة كما فعل قبله أخوه الملك عبدالله الثاني الذي يكبره بثمانية عشر عاما.

Thumbnail

وتقلد الأمير حمزة بن الحسين مناصب عسكرية وخدم في يوغسلافيا السابقة في وحدة أردنية – إماراتية قبل تخرجه من جامعة هارفارد. وهو رياضي بارع وطيار مميز كوالده. وتقاعد الأمير حمزة بن الحسين من الخدمة في القوات المسلحة الأردنية العام الماضي.

ولعب مرض والده الملك حسين بالسرطان دورا مؤثرا على طموحاته. وعندما توفي الملك الراحل في فبراير 1999 كان الأمير حمزة بن حمزة أصغر من أن يخلفه.

وتولى العرش الملك عبدالله الثاني الابن الأكبر للملك حسين من زوجته الثانية الأميرة منى. وبناء على رغبة الملك الراحل سمى الملك عبدالله الثاني الأمير حمزة بن الحسين وليا للعهد، واستمر الأمر كذلك مدة خمس سنوات إلى أن نُحّي وسُمي الأمير الحسين بن عبدالله الثاني وليّا للعهد سنة 2009.

وبرر الملك عبدالله الثاني ذلك لأخيه في رسالة رسمية بأن منصب وليّ العهد “الرمزي” يقيّد حريته ويمنع تكليفه بمهام هو أهل لها. لكن الأمير حمزة بن الحسين بالتأكيد لا يرى الأمور بالطريقة نفسها.

ويقول المحلل “لقد فقد فرصة أن يصبح ملكا مرتين، عندما توفي والده وكان ما زال يافعًا، وعندما نحّاه الملك عبدالله الثاني عن ولاية العهد”.

والأمير حمزة بن الحسين متحمس لقضايا الحفاظ على البيئة وقريب من الناس وقادة العشائر، وأب لخمس فتيات وصبي، وهو يبتعد تدريجياً عن دوائر السلطة الأولى. لكن رغم كل شيء يقول الخبير إن “دمه الملكي أنقذه يوم السبت من السجن (…) في الأسرة الحاكمة لا يُسجن أمير، لكن سيتم على الأرجح تهميشه”.

2