أوروبا تشدد على إخراج المرتزقة من ليبيا

طرابلس – شدد رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال خلال زيارته إلى ليبيا الأحد على ضرورة إخراج المرتزقة والمسلحين من ليبيا، معربا في ذات الوقت عن دعمه لحكومة الوحدة الوطنية الليبية برئاسة عبدالحميد الدبيبة، وما تبذله من جهود لإخراج البلاد من حالة الفوضى وانعدام الاستقرار التي تشهدها منذ عشر سنوات.
ولم تعلن السلطات الليبية برنامج هذه الزيارة التي تأتي في توقيت تشهد فيه البلاد حلحلة سياسية، بعد سنوات من انعدام الاستقرار أعقبت إطاحة نظام العقيد معمّر القذافي في العام 2011، طبعها خصوصا وجود سلطتين متنازعتين.
واستقبل الدبيبة ظهر الأحد رئيس المجلس الأوروبي، حيث قدم التهنئة للرئيس وأعضاء الحكومة بمناسبة نيلها ثقة مجلس النواب، متمنيا لها التوفيق.
وأعرب ميشال خلال اللقاء الذي عقد بمقر ديوان رئاسة الوزراء، عن استعداد الاتحاد الأوروبي لتقديم كافة أشكال الدعم لحكومة الوحدة الوطنية لتعزيز الاستقرار في البلاد وإجراء الانتخابات.
وأكد أن جميع دول الاتحاد الأوروبي تتحدث بصوت موحد في ما يتعلق بدعم السلطات الليبية في جميع الملفات، بما فيها ملفات التنمية والهجرة والأمن والانتخابات.
وأثنى الدبيبة على الدور الذي لعبه الاتحاد الأوروبي في دعم أمن واستقرار ليبيا بداية من مؤتمر برلين ومرورا بباقي المؤتمرات والملتقيات في العواصم الأوروبية الأخرى، والتي دعت إلى إيجاد حل للنزاع الليبي.
وأكد الدبيبة أهمية الشراكة الليبية الأوروبية والتعاون في القضايا ذات الاهتمام المشترك، والتي ذكرها رئيس المجلس الأوروبي في مناسبات سابقة، مضيفا أن ليبيا تحتاج إلى دعم أوروبا في مجال الطاقة أيضا.
وقبل لقائه الدبيبة أجرى رئيس المجلس الأوروبي مباحثات مع رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، ووزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش.
وأعلن ميشال في مؤتمر صحافي مشترك مع وزيرة الخارجية الليبية أن سفير الاتحاد الأوروبي سيعود في الأيام المقبلة لمباشرة عمله في ليبيا.
وجددت المنقوش التأكيد على أن استراتيجية الحكومة واضحة وجادة تجاه مغادرة المرتزقة الأجانب الأراضي الليبية فورا.
ويعد ملف المرتزقة إحدى أهم المعضلات التي ألقت بظلالها على عمل السلطة الجديدة منذ توليها السلطة، ويعتبر تنفيذه أمرا معقدا للغاية، نظرا لتداخل عدّة أطراف داخلية وخارجية في هذا الملف، الذي وصفه الدبيبة بـ"الخنجر في ظهر ليبيا"، مؤكدا أنه سيعمل على إخراجهم ومغادرتهم، وهو أمر قال إنه "يتطلب الحكمة والاتفاق مع الدول التي أرسلتهم".
ودعت المنقوش كافة الدول إلى سرعة عودة سفاراتها وقنصلياتها وافتتاحها لتقديم خدماتها بشكل سريع للمواطنين الليبيين والأجانب على حد سواء.
وطمأنت وزيرة الخارجية بأن ليبيا قامت مؤخرا بالكثير من الجهود في سبيل تطوير استراتيجيتها الوطنية لإدارة الهجرة، وعززت من تعاونها سواء مع الاتحاد الأوروبي مجتمعا أو مع الدول الأوروبية بشكل منفرد، مؤكدة أن الهجرة غير النظامية ليست فقط مشكلة ليبية ولكنها مشكلة إقليمية أيضا تتطلب التعاون والعمل المشترك.
ومؤخرا، وبموجب مسار رعته الأمم المتحدة تم تشكيل حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا البالغ عدد سكانها نحو سبعة ملايين نسمة، وهي مكلّفة بإدارة البلاد وصولا إلى انتخابات عامة من المقرر أن تجرى في نهاية ديسمبر.
وفي 25 مارس أجرى وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وإيطاليا زيارة إلى طرابلس، في إطار مبادرة دعم أوروبية لحلحلة السياسة التي تشهدها ليبيا مؤخرا.
وأعلنت الحكومة اليونانية أن رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس سيزور ليبيا الثلاثاء، ويعيد فتح السفارة اليونانية المغلقة منذ ستة أعوام في طرابلس.
وتتزامن زيارة رئيس الوزراء اليوناني إلى ليبيا مع زيارة مرتقبة للرئيس الجديد للحكومة الإيطالية ماريو دراغي.
وسيكون ميتسوتاكيس ودراغي أول رئيسي حكومة أوروبيين يزوران ليبيا منذ تشكيل حكومة الدبيبة المدعومة دوليا.
ورغم تحسّن الأوضاع السياسية، تبقى ليبيا إحدى أبرز النقاط لانطلاق الآلاف من المهاجرين، وغالبيتهم من أفريقيا جنوب الصحراء، الساعين للوصول إلى إيطاليا بحرا.