ضغوط غربية تجبر القوات الإريترية على الانسحاب من إقليم تيغراي

سكان تيغراي يتهمون القوات الإريترية بارتداء الزي العسكري الإثيوبي أحيانا للتضليل.
الأحد 2021/04/04
القوات الإريترية شاركت في الحرب

أديس أبابا - أعلنت وزارة الخارجية الإثيوبية الأحد أن القوات الإريترية بدأت انسحابها من إقليم تيغراي في شمال إثيوبيا، بعد يوم على الدعوات الدولية إلى انسحاب سريع غير مشروط من الإقليم.

 وقالت الخارجية الإثيوبية في بيان إن "عملية الانسحاب بدأت بالفعل، والقوات الإثيوبية تتولى حاليا حراسة الحدود الوطنية".

وليس من الواضح عدد القوات الإريترية التي غادرت المنطقة، فيما يتهم سكان بعض بلدات تيغراي ومدنها القوات الإريترية بارتداء الزي العسكري الإثيوبي أحيانا للتضليل، بحسب وكالة "أسوشيتد برس" الأميركية.

وكانت الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا ودول أخرى من أعضاء مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى، قد طالبت الجمعة بانسحاب سريع غير مشروط، ويمكن التحقق منه، لجنود إريتريا على أن تعقب الانسحاب عملية سياسية مقبولة للشعب الإثيوبي كله.

وردا على ذلك قالت وزارة الخارجية الإثيوبية في بيان إن وزراء خارجية مجموعة السبع لم يعترفوا بما اتخذ من خطوات لمعالجة احتياجات المنطقة.

وكان رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد أعلن إرسال الجيش الفيدرالي إلى تيغراي لتوقيف ونزع سلاح قادة جبهة تحرير شعب تيغراي، الحزب الحاكم في المنطقة، واتهم آبي أحمد الجبهة بشنّ هجمات على معسكرات للجيش.

وحظيت القوات الفيدرالية بدعم قوات من جارتها الشمالية إريتريا، ومن قوات منطقة أمهرة الإثيوبية المحاذية لتيغراي من الجنوب، وأعلن آبي أحمد الانتصار في 28 نوفمبر الماضي إثر السيطرة على العاصمة الإقليمية ميكيلي.

ونفت أديس أبابا طويلا وجود قوات إريترية في تيغراي، رغم تأكيدات سكان ومنظمات ودبلوماسيين ومسؤولين محليين، قبل أن يقرّ آبي أحمد بوجودها ويصرّح أمام البرلمان بوجوب انسحابها من المنطقة.

وفي 26 مارس الماضي قال رئيس الحكومة الإثيوبي في بيان أصدره مكتبه، إن إريتريا وافقت على سحب قواتها من إقليم تيغراي.

ويعتقد أن قوات إريترية أدت دورا عسكريا رئيسيا إلى جانب الجيش الإثيوبي في حملة أديس أبابا العسكرية ضد قوات تيغراي.

وقبل أسابيع طالبت الولايات المتحدة بمغادرة الجنود الإريتريين تيغراي على الفور، وزادت الضغوط في الأيام الأخيرة مع إيفاد الإدارة الأميركية السيناتور كريس كونز إلى إثيوبيا منذ قرابة أسبوع لإجراء محادثات استمرت ساعات مع آبي أحمد.

وأكدت لجنة حقوق الإنسان الإثيوبية (حكومية) في 24 مارس الماضي أن "الجيش الإريتري قتل أكثر من مئة مدني في مدينة أكسوم التاريخية بإقليم تيغراي".

ومؤخرا أعلنت المفوضية الأممية موافقتها على إجراء تحقيق مشترك مع الحكومة الإثيوبية بمزاعم ارتكاب جرائم حرب في تيغراي، بعد إبداء الأخيرة استعدادها لذلك.

جاء ذلك بعد اعترف آبي أحمد للمرة الأولى بوقوع فظائع ضد المدنيين في تيغراي، أثناء النزاع الذي اندلع في نوفمبر الماضي مع عناصر "الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي".

وكانت اشتباكات نشبت في تيغراي في أوائل نوفمبر الماضي بعد أن هاجمت قوات موالية للحزب الحاكم آنذاك، وهو الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، قواعد تابعة للجيش في الإقليم.

 وفي أواخر الشهر نفسه أخرجت القوات الاتحادية مقاتلي الجبهة من عاصمة الإقليم وأعلنت الحكومة الإثيوبية النصر.

وسقط الآلاف من القتلى في الصراع واضطر مئات الآلاف إلى النزوح عن ديارهم، وحدث نقص في المواد الغذائية والمياه والدواء في الإقليم.

وتقول الحكومة إن معظم الاشتباكات توقفت، لكن هناك بعض حوادث إطلاق النار المتفرقة.