الدبيبة يدعو نازحي تاورغاء للعودة إليها

تضرر المنازل جراء الحرب يمنع المهجرين من العودة إلى تاورغاء.
السبت 2021/04/03
عودة مؤجلة منذ سنوات

طرابلس – دعا رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبدالحميد الدبيبة نازحي مدينة تاورغاء للعودة إلى مدينتهم بعد أن تفرقوا لسنوات في مخيمات بطرابلس وبنغازي وأجدابيا وغيرها من المدن الليبية.

جاء ذلك خلال زيارة أجراها الدبيبة السبت إلى مدينة تاورغاء شمال غربي البلاد، رفقة عدد من وزراء حكومته، لمتابعة التقدم الذي تم إحرازه حتى الآن نحو تحقيق الاستقرار فيها.

وقال رئيس الحكومة في تصريحات صحافية خلال الزيارة "عندما تقدمت لهذه المهمة قطعت وعدا على نفسي بألا أدخر جهدا لكي تعود الحياة إلى كل المدن الليبية؛ بحيث لا يكون هناك لا مشرد ولا محتاج داخل وخارج ليبيا".

وأوضح أن زيارته إلى تاورغاء ستكون بداية عودة الحياة في المدينة لمجراها، وتفعيل عمل المؤسسات داخلها لتقديم الخدمات للمواطنين.

ودعا الدبيبة "نازحي المدينة القاطنين في مخيمات خارج المدينة للعودة إلى مدينتهم، وإغلاق هذه المخيمات"، وأكد أن الحكومة "لن تتوانى عن تقديم الخدمات ودعم أهالي المدينة".

وطالب عميد بلدية تاورغاء عبدالرحمن الشكشاك، الحكومة بالإسراع في صرف التعويضات لأصحاب البيوت المدمرة، وجبر الضرر، وصيانة البنية التحتية للمدينة.

مدينة شاهدة على بطش الميليشيات
مدينة شاهدة على بطش الميليشيات

وبدأت مشكلة تهجير أهالي المدينة الساحلية تاورغاء منذ سيطرة كتائب مسلحة من مصراتة أو ما يعرف بميليشيا "إخوان مصراتة" المدعومة من قطر على المدينة في 2011، وكان من المفترض أن تنتهي أزمة المدينة منذ العام 2018.

ولا يوجد إحصاء رسمي بأعداد مهجري تاورغاء الذين يقيمون حاليا في مخيمات بعدد من المدن الليبية بينها العاصمة طرابلس، لكن مصادر غير رسمية تقدرهم بنحو 50 ألف نسمة.

وفي 4 يونيو 2018، وقع شيوخ قبائل تاورغاء ومصراته ميثاق صلح بينهما ينهي خصومة امتدت 7 أعوام، ويقضي بعودة أهالي تاورغاء المهجرين لمدينتهم التي نزحوا منها عام 2011.

وبموجب الاتفاق سمح لسكان تاورغاء المهجرين بالعودة إلى مدينتهم الواقعة 240 كلم شرق طرابلس. وتعهدت حكومة الوفاق المدعومة من الأمم المتحدة بإعادة إعمارها ودفع تعويضات للمتضررين في كلا المدينتين.

ورغم توقيع هذا الميثاق، فإن أغلب المهجرين لم يعودوا إلى تاورغاء، بسبب تضرر منازلهم، وهم يقيمون في مخيمات عشوائية.

ولا يزال جزء كبير من تاورغاء وخصوصا أحياءها السكنية، لم يدخل مرحلة إعادة الإعمار، ومعظم المقار الحكومية والخاصة مدمّرة كليا أو جزئيا، والنّدوب التي خلفتها الذخائر بأنواعها، تشهد على أن آلة الحرب مرت قبل لحظات وليس منذ سنوات طويلة.

وبالرغم من الاستقرار الأمني وعودة جزء من الخدمات العامة، لم يعد سوى ثلث سكان تاورغاء الذين تجاوز عددهم الخمسين ألفا إلى المدينة.