الأرجنتيني سيرجيو أغويرو يقترب من وداع المان سيتي

لندن – سيرتبط اسم المهاجم الدولي الأرجنتيني سيرجيو أغويرو إلى الأبد بتاريخ ناديه مانشستر سيتي الإنجليزي لكرة القدم، في لحظة تاريخية ستبقى محفورة بأذهان جماهير الـ”سيتيزنس”، عندما تبدأ رحلة الوداع الطويلة لأحد أعظم الهدافين في الدوري الممتاز. ووصلت رحلة أغويرو مع سيتي متصدر الدوري إلى نهايتها بعدما أعلن الـ”سيتيزنس” رحيله مع نهاية عقده في يوليو المقبل، مؤكدا خبرا نقلته صحيفة أخبار مانشستر المسائية في وقت سابق.

وكان أغويرو انضم إلى صفوف سيتي قادما من أتلتيكو مدريد الإسباني عام 2011، وسجل 257 هدفا في 384 مباراة في مختلف المسابقات، كرسته أفضل هداف في تاريخ النادي. وكتب في صفحته على “تويتر” “عندما تصل حقبة إلى نهايتها، تنبعث العديد من المشاعر”.

وتابع “مشاعر كبيرة من الرضى والفخر تبقى بداخلي كوني لعبت مع مانشستر سيتي لفترة 10 أعوام، وهذا أمر غير اعتيادي للاعب محترف في أيامنا هذه وهذا العصر”.

وفاز أغويرو بأربعة ألقاب في الدوري مع سيتي، مع لقب خامس على الطريق، حيث يتصدر فريقه الدوري متقدما بفارق 14 نقطة عن أقرب منافسيه “جاره” يونايتد، في سعي مدربه الإسباني جوزيب غوارديولا لتحقيق رباعية، بانتظار اللقب الأول في مسابقة دوري أبطال أوروبا، إلى جانب الفوز بالكأس المحلية وكأس رابطة الأندية المحترفة.

ورد سيتي في بيان على حسابه في تويتر “مانشستر سيتي يؤكد أن سيرجيو أغويرو سيرحل في نهاية هذا الصيف”، مضيفا “عقد أغويرو ينتهي في 2021 ولن يتم تقديم عقد جديد له كي يبقى مع فريق البريميرليغ”.

وصرّح رئيس سيتي الإماراتي خلدون المبارك أنه سيحتفظ بخطابات الوداع حتى يغادر أغويرو فعلا صفوف الفريق، لكنه كشف بأنه أمر بتجهيز تمثال للمهاجم الدولي الأرجنتيني. وقال “لا يمكن إحصاء مساهمة أغويرو في مانشستر سيتي على مدى الأعوام العشرة الماضية”.

وتابع “ليس هو الوقت المناسب لكلمات الوداع أو الخطابات. مازال هناك الكثير لتحقيقه”، في إشارة إلى الجبهات الأربع التي مازال سيتي يحارب عليها. وأردف قائلا “في الوقت الحالي، يسرني أن أعلن أننا سوف نكلف فنانا لعمل تمثال لسيرجيو بهدف وضعه في ملعب الاتحاد”. وأشارت الصحيفة إلى أن سيتي يخطط لحفلة وداع لمهاجمه عقب آخر مباراة له في الدوري الممتاز أمام إيفرتون في 23 مايو المقبل.

 سحر أرجنتيني

حتى بعد 9 أعوام من هدفه الخالد في عام 2021، من الصعب فصل أغويرو عن هذا الهدف الذي أسكنه قلوب جماهير النادي إلى الأبد. حينها، كان “الجار” اللدود في مدينة مانشستر، يونايتد يقف على بُعد ثوان من الاحتفال بلقب جديد له في الدوري في المرحلة الأخيرة، وليزيد من آلام ومعاناة سيتي “اللاهث” خلف لقبه الثالث في تاريخه، بعد انتظار دام 44 عاما، وتحديدا منذ عام 1968.

غير أن أغويرو أعاد عقارب الساعة إلى الخلف، فبعدما تسلم كرة من الإيطالي ماريو بالوتيلي سدد في الشباك ليمنح التقدم لفريقه 3 – 2 أمام كوينز بارك رينجرز في الدقائق القاتلة، ويشعل مدرجات ملعب الاتحاد. وتخليدا لهذه اللحظة التاريخية افتتحت إدارة النادي صالة ترفيهية داخل الملعب أطلقت عليها اسم 93:20، في إشارة إلى الدقيقة التي سجل فيها أغويرو هدف اللقب الغالي.

وبات أغويرو الهداف التاريخي في فريقه عندما تخطى الرقم القياسي السابق المسجل باسم إريك بروك قبل 78 عاما (158 هدفا)، في عام 2017 ليعزز هذا الرقم في العديد من المناسبات. وهو اللاعب الأجنبي الأكثر تسجيلا في تاريخ الدوري الممتاز، والرابع على لائحة الأكثر تهديفا في البريميرليغ برصيد 181 هدفا. غير أن لعنة الإصابات التي لاحقت أغويرو هذا الموسم ومرضه بفايروس كورونا حالا دون أن يشارك في أكثر من 14 مباراة، سجل خلالها 3 أهداف فقط.

رحيل أغويرو عن مانشستر سيتي سيعطي إشارة بدء سباق بين سيتي ومانشستر يونايتد على ضم أبرز موهبة هجومية في أوروبا وهو إيرلينغ هالاند لاعب بوروسيا دورتموند

ويؤمن مدافع سيتي السابق ميكا ريتشارد، الفائز بلقب الدوري إلى جانب أغويرو موسم 2011 – 2012، بأن لدى زميله السابق الكثير لتقديمه. وقال “إلا في حال تعاقدت مع (الفرنسي كيليان) مبابي، (النرويجي إرلينغ) هالاند أو (هاري) كاين، أي مهاجم سيحل بدلا منه؟ يمكن أن تحصل منه على عام آخر”.

وحسب الشائعات، يطارد سيتي هداف بوروسيا دورتموند الألماني هالاند، كما يمكن أن يكون كاين خيارا لسد فراغ رحيل أغويرو. ويصر هذا الأخير على أن رحيله عن سيتي لا يعني نهاية القصة بالنسبة إليه، إذ أشارت تقارير إلى أن برشلونة الإسباني مهتم بالتعاقد معه ليلعب إلى جانب مواطنه النجم ليونيل ميسي، كما تم ربط اسم الأرجنتيني بباريس سان جيرمان الفرنسي ويوفنتوس وإنتر ميلان الإيطاليين.

أثنى البلجيكي كيفن دي بروين على زميله الأرجنتيني واصفا إياه بـ”أسطورة سيتي للأبد”، فيما قال عنه مدافع سيتي الفرنسي إيمريك لابورت إنه “شخص من الدرجة الأولى” داخل وخارج الملعب.

وأصيب أغويرو، البالغ 32 عاما، بفايروس كورونا في يناير 2021 في موسم تعرض خلاله للعديد من الإصابات منعته من خوض أكثر من 3 مباريات بقميص فريقه خلال تلك الفترة. وغاب أغويرو عن صفوف سيتي في نهاية الموسم الماضي وبداية الحالي بعد تعرضه لإصابة في أوتار الركبة في أكتوبر الماضي.

وأنهى المهاجم الأرجنتيني أمام فولهام 3 – 0 في المرحلة الـ28 من الدوري في الموسم الحالي، صياما عن التهديف لـ13 مباراة متتالية (641 دقيقة من اللعب و24 تسديدة) ليسجل هدفه الأول في الدوري منذ يناير 2020 وتحديدا بعد 417 يوما، والـ257 في 10 أعوام مع النادي.

هذه العوامل كانت المفتاح الأساس في قرار سيتي بعدم التجديد للهداف الذي أكد في عدة مناسبات أن مسيرته داخال المستطيل الأخضر لم تنته بعد، وأنه مستعد لمواجهة تحديه الجديد بـ”شغف واحترافية”.

ويأمل نادي مدينة مانشستر في أن تتمكن الجماهير من العودة إلى مدرجات ملعب الاتحاد بالتزامن مع تقليص الإجراءات المتعلقة بجائحة كورونا، لوداع أغويرو والمشاركة في تكريم مستحق لمكانته التاريخية في النادي.

 صراع ناري

من المنتظر أن يعطي رحيل أغويرو عن مانشستر سيتي إشارة بدء سباق بين سيتي ومانشستر يونايتد على ضم أبرز موهبة هجومية في أوروبا وهو  هالاند لاعب بوروسيا دورتموند.

وأعلن سيتي  الإثنين أن هدافه التاريخي أغويرو سيترك النادي في نهاية الموسم، تاركا المدرب غوارديولا، الذي يملك خيارا هجوميا وحيدا آخر وهو غابرييل جيسوس، في حاجة شديدة لمهاجم كبير.

وكان هالاند (20 عاما)، الذي يعتبر على نطاق واسع هدف سيتي الأول، قريبا من الانضمام للغريم المحلي مانشستر يونايتد في يناير من العام الماضي قبل انتقاله إلى دورتموند. ومازال يونايتد مهتما بضم الهداف الذي عمل تحت قيادة النرويجي أولي جونار سولسكاير مدرب يونايتد وهو ناشئ في مولده.

ويملك هالاند سجلا غير عادي في تسجيل الأهداف. ومنذ انضمامه إلى دورتموند من رد بول سالزبورغ أحرز المهاجم النرويجي 49 هدفا في 49 مباراة بجميع المسابقات. وعلى أعلى مستوى، سجل هالاند 12 هدفا في ثماني مباريات بدوري أبطال أوروبا.

وترك المهاجم الأشقر بصمته بثمانية أهداف في ست مباريات بدوري الأبطال مع سالزبورغ بالإضافة إلى 29 هدفا في 27 مباراة في الدوري النمساوي. وفي العام الماضي كان هالاند متاحا مقابل 20 مليون يورو فقط وهي قيمة الشرط الجزائي في عقده مع سالزبورغ، ونظرا للعلاقة التي تجمع سولسكاير وهالاند، كان يونايتد واثقا من ضم أبرز مهاجمي القارة بمقابل زهيد.

لكن علاقة مينو رايولا وكيل أعمال هالاند، الذي يمثل أيضا بول بوغبا، بإدارة يونايتد متوترة وانتقدها علنا.

الأرجنتيني سيرجيو أغويرو فاز بأربعة ألقاب في الدوري مع سيتي، مع لقب خامس على الطريق حيث يتصدر فريقه البريميرليغ

واختار المهاجم الانضمام إلى دورتموند، لكن رايولا قال إنه يعتقد أن هذه الخطوة ربما كانت خاطئة. وأبلغ رايولا موقع ذا أثليتيك على الإنترنت “في مسألة هالاند الكل أخطأ. فعل أشياء بسرعة لم يتخيلها أحد.

هالاند متقدم على برنامج تطوره الشخصي. ربما كنت حذرا للغاية عندما قلت لننتقل إلى دورتموند بدلا من لا أدري أين”. وأضاف “أنا واثق بنسبة 100 في المئة والكل مقتنع بأن بوسعه الانتقال لأي ناد، أي مكان يرغب فيه على هذا المستوى. كان يمكنه أن يفعل ذلك أيضا العام الماضي”.

وعين يونايتد في الآونة الأخيرة جون مورتو مديرا لكرة القدم في النادي، حيث سيشرف على استراتيجية الانتقالات، وسيكون تحت ضغط سريع من أجل ضم بعض اللاعبين الكبار لتشكيلة سولسكاير قبل الموسم الجديد.

وواجه يونايتد صعوبات في ضم لاعبين بارزين في السنوات القليلة الماضية، فبالإضافة إلى فشله في ضم هالاند، أخفق يونايتد أيضا في التوصل لاتفاق مع دورتموند من أجل التعاقد مع الجناح جادون سانشو العام الماضي.

ويملك سيتي سجلا أفضل في ضم أهدافه البارزة، وما يزيد من أفضليته أن ألف – إنجه والد هالاند لعب للنادي من قبل. ولدى كل من يونايتد وسيتي الموارد اللازمة لتقديم عرض جيد لدورتموند واللاعب، لكن لن تكون مفاجأة إذا انضم ناد أوروبي كبير آخر لسباق الصفقة التي قد تصبح قياسية.

ردود فعل

سيرحل الأرجنتيني أغويرو عن مانشستر سيتي، وخلف قرار سيتي ردود فعل عدة على هذا الأمر. وقال ميكا ريتشاردز مدافع مانشستر سيتي السابق “أنا محبط بشدة وهذه أنباء محبطة جدا.

إنه تقريبا أفضل مهاجم على الإطلاق ظهر في الدوري الإنجليزي الممتاز. أضعه إلى جانب آلان شيرر وتييري هنري ضمن أفضل 3 بالنسبة إلي”. وتابع “رأيت مؤشرات على حدوث ذلك في بداية هذا الموسم. أعرف أنه يعاني من مشكلات في الركبة وبعض هذه الأمور، لكن حتى عندما يكون لائقا فإنه لا يلعب أساسيا”.

كما قال بول ديكوف مهاجم سيتي السابق “إنه من بين الأفضل هنا ويحمل لقب الهداف التاريخي للنادي. من أول دقيقة حضر فيها في 2011، عندما سجل هدفين أمام سوانزي، أدركنا أنه صاحب موهبة استثنائية”.

وواصل “كان يجب تكريمه مثل ديفيد سيلفا وفينسن كومباني والسماح ببقائه في النادي أطول فترة ممكنة. هو ليس فقط من عظماء مانشستر سيتي بل من أعظم لاعبي الدوري الممتاز على مدار تاريخه”.

وأوضح خلدون المبارك رئيس مانشستر سيتي بالقول “مساهمة سيرجيو مع مانشستر سيتي على مدى السنوات العشر الماضية لا يمكن التقليل منها. ستبقى أسطورته محفورة للأبد في ذكريات كل عاشق للنادي وكرة القدم”.

وختم “هذه ليست اللحظة المناسبة لخطاب وكلمات الوداع. لا يزال بوسعنا تحقيق الكثير في المباريات المتبقية من الموسم مع سيرجيو، ونحن نتطلع إلى إسهاماته في التحديات المقبلة”.

وأكد روبي فاولر مهاجم ليفربول ومنتخب إنجلترا السابق “يستحق بعض اللاعبين كل الثناء الذي يحصلون عليه، ونحن سنفتقد متابعة هذا الأسطورة في الدوري الإنجليزي الممتاز”.

وقال غاري لينيكر مهاجم إنجلترا السابق “لقد منحت مشجعي كرة القدم في هذه البلاد الكثير ليتذكروك: الأهداف والمكر وأعظم لحظات الدوري الإنجليزي الممتاز. لعبت بشكل رائع وكل التمنيات الجيدة لك في المستقبل. شكرا لك على كل شيء وأتمنى لك كل التوفيق”. وأكد مايكل أوين مهاجم ليفربول ومنتخب إنجلترا السابق “هو من بين الأفضل في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز. ما أجمل هذا اللاعب، لقد كان من الممتع متابعته”.