تونس والجزائر تبحثان دعم التنسيق الثنائي في الملفات الإقليمية والدولية

الرئيس التونسي يشدد على سنّة التشاور مع الجزائر لمواجهة التحديات المشتركة.
الجمعة 2021/04/02
مشاورات لتعزيز التعاون بين البلدين

تونس – بحث الرئيس التونسي قيس سعيّد ووزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم سبل تعزيز التنسيق والتعاون بين البلدين ودعم الجهود الرامية إلى تحقيق السلم والاستقرار في المنطقة.

وزار وزير الخارجية الجزائري تونس الخميس محملا برسالة من الرئيس عبدالمجيد تبون، وأجرى مباحثات مع الرئيس سعيّد ومع نظيره التونسي عثمان الجرندي.

وقالت الرئاسة التونسية في بيان إنّ الاجتماع تناول “العلاقات التاريخية بين تونس والجزائر وسبل توطيدها ودعمها، فضلا عن تباحث الأوضاع في المنطقة”.

وشدّد سعيّد على أنّ “تطوير التعاون والشراكة بين البلدين وتدعيم سنّة التشاور في الملفات الثنائية والمسائل الإقليمية والدولية والتنسيق هو خيار ثابت ومبدأ راسخ”.

وفي الجزائر نقلت وكالة الأنباء الرسمية عن بوقادوم قوله إنّ الاجتماع بالرئيس التونسي مثّل “فرصة للتعبير عن ارتياحنا الكبير للمستوى المتميّز للعلاقات الثنائية بين البلدين والشعبين الشقيقين، وكذا حرصنا الدائم على تعميق سنّة التشاور والتنسيق حول القضايا الإقليمية والدولية”.

وأضاف “لا يُخفى على أحد بأنّ العلاقات بين الجزائر وتونس لها طابع خاص واستثنائي يتمثّل في عمق روابط الأخوّة الصادقة التي تجمع البلدين، فنحن شعب واحد في دولتين تقاسمنا بالأمس ماضيا مجيدا ونواجه اليوم معا نفس التحدّيات، وتحدونا نفس الآمال والطموحات في غد أفضل”.

وأكّد الوزير الجزائري “مواصلة المسيرة المشتركة في تحقيق تطلعات الشعبين المشروعة إلى المزيد من النمو والازدهار ودعم الجهود الرامية إلى تحقيق السلم والاستقرار في المنطقة”.

وكان الرئيس التونسي قيس سعيّد وجه دعوة لنظيره الجزائري عبدالمجيد تبون لدى زيارته الجزائر العام الماضي، رحب بها تبون وأعلن حينها أنه سيحل بتونس قريبا رفقة وفد رسمي هام، إلا أن الزيارة أجلت بسبب جائحة كورونا ولم يعلن عن موعدها بعد.

وتعتبر العلاقات الجزائرية التونسية نموذجا إيجابيا في المنطقة، قياسا بالتوترات السياسية والدبلوماسية القائمة، حيث ظلت محل اهتمام بين السلطات المتعاقبة في البلدين رغم المطبات التي عطلت الكثير من المشاريع المشتركة.

وتحاول الجزائر التي تخشى مخاطر عدم الاستقرار على حدودها، إعادة تفعيل دورها على الساحة الدبلوماسية الإقليمية وتسعى إلى آداء دور الوسيط في الأزمات التي تتخبّط فيها ليبيا، والتي يهدد عدم استقرارها الأمني دول الجوار.

وفرض الواقع الأمني بعد تمدد نشاط الجماعات الجهادية في المناطق الحدودية والصحراوية بين البلدين، وكذلك الوضع في ليبيا، نفسه على اهتمامات السلطات العليا في الجزائر وتونس، ودفعها إلى توحيد مواقفها وجهودها في محاربة الإرهاب وتبني خيار الحل السياسي للأزمة الليبية. وقد أدّى سعيّد في 17 مارس الماضي زيارة رسمية هي الأولى إلى ليبيا لرئيس تونسي منذ 2012.