سوريون يدفعون حياتهم ثمنا لعصابات تهريب البشر على الحدود مع لبنان

مافيا تهريب البشر.. تجارة سوداء تزهق أرواح السوريين.
الأحد 2021/03/28
تقطعت بهم السبل

بيروت - أعلنت السلطات اللبنانية العثور على جثث 4 سوريين، امرأتين وطفليهما، في منطقة جبلية شمال شرقي البلاد بعد أيام على  فقدانهم في حادثة لم تستبعد السلطات كونها تحمل شبهة عملية تهريب للبشر.

وأعادت الحادثة تسليط الضوء على عصابات تهريب البشر الناشطة على الحدود بين البلدين إلى الواجهة.

وتلقى الدفاع المدني اللبناني قبل أيام بلاغا عن فقدان عدد من الأشخاص، وبعد عمليات بحث مكثفة شارك فيها الجيش والقوى الأمنية، تم العثور على جثث الضحايا.

وأعلن محافظ منطقة بعلبك ـ الهرمل بشير خضر أن الوفاة ناتجة عن البرد القارس، دون أن يستبعد شبهة تهريب البشر، بينما تناقلت وسائل إعلام لبنانية محلية أن الحادثة وقعت أثناء قيام أحد المهرّبين بنقلهم من لبنان إلى سوريا بطريقة غير نظامية.

وقال خضر إنه "فُتح تحقيق بالحادثة، لاسيما أن المتوفين كانوا برفقة شخص لبناني، وسط شكوك بأن تكون الحادثة بسبب تهريب البشر بين لبنان وسوريا".

وتداولت وسائل إعلام محلية صورا تظهر العثور على الجثث وقد غمرت الثلوج أجزاء منها.

والسبت نقل موقع "لبنان 24" الإخباري عن مصدر أمني قوله إن "الأشخاص الأربعة توفوا تحت الثلوج أثناء توجههم إلى سوريا بشكل غير شرعي، بعد الاستعانة بأحد المهربين اللبنانيين الذين ينشطون في أعمال تهريب البشر بين البلدين".

وبحسب المصدر نفسه، فإن "إحدى السيدتين كانت حاملا وقررت العودة إلى محافظة الرقة شمالي سوريا لتلقي العلاج نتيجة مضاعفات صحية"، مشيرا إلى أن المتوفين "قرروا الانتقال إلى بلادهم بطريقة غير شرعية بسبب عدم حيازتهم أوراقا ثبوتية".

وتعد أوضاع اللاجئين السوريين في لبنان الأسوأ بين دول الجوار، نظرا للأزمات السياسية والاقتصادية التي يعانيها هذا البلد.

 ويتم استغلال ظروف السوريين الصعبة من قبل عصابات التهريب نظرا لكونهم لا يحملون أوراقا ثبوتية رسمية في أغلب الأوقات أو لم ينجزوا أوراق إقامتهم، ولا يسمح لهم الأمن اللبناني بالمغادرة قبل استيفاء رسوم ترتيب أوضاعهم، ما يجعلهم ينفذون تلك العمليات مقابل مبالغ مالية كبيرة دون الأخذ بعين الاعتبار أي مخاطر قد تلحق بهم.

ويصل عدد المعابر بين البلدين إلى خمسة معابر رسمية و124 معبرا غير شرعي، والتي تتم عبرها عمليات تهريب واسعة، بحسب بيانات المجلس الأعلى للدفاع اللبناني.

ورغم نجاح الجيش اللبناني في إقفال عدد كبير من المعابر غير الشرعية بين البلدين ومنع دخول السوريين خلسة، إلا أن السلطات لم تنجح في القضاء على ظاهرة التهريب تماما، خاصة وأنها تتم من جهات عدّة ومن قبل عصابات تستخدم الطرق غير الشرعية والتي تكون معظمها وعرة في المناطق الحدودية.

وطالما وقع السوريون ضحية مافيات التهريب، حيث فقد العديد منهم حياته في الجرود الحدودية تحت وطأة الثلج والبرد.