جنوح سفينة يشل حركة الملاحة في قناة السويس

هيئة قناة السويس تؤكد عودة الملاحة من خلال المجرى الأصلي للقناة.
الأربعاء 2021/03/24
شريان حياة للاقتصاد المصري يتعطل مؤقتا

القاهرة - أعلنت قناة السويس الأربعاء عودة الملاحة من خلال المجرى الأصلي للقناة بعد تعطل دام نحو يوم، جراء جنوح سفينة حاويات بنمية عملاقة خلال عبورها القناة نتيجة سوء الأحوال الجوية.

وقال رئيس هيئة القناة أسامة ربيع في بيان إن عمليات إنقاذ السفينة التي جنحت الثلاثاء، تتمّ "بواسطة ثماني قاطرات"، إذ "يتمّ الدفع من جانبي السفينة وتخفيف حمولة مياه الاتزان لتعويم السفينة".

ووقع الحادث، بحسب البيان، بسبب "انعدام الرؤية الناتجة عن سوء الأحوال الجوية نظرا لمرور البلاد بعاصفة ترابية، حيث بلغت سرعة الرياح 40 عقدة، ما أدى إلى فقدان القدرة على توجيه السفينة ومن ثم جنوحها".

وأضاف ربيع أن الهيئة تتعامل مع حالات مشابهة كثيرة ولكن هذه السفينة كبيرة نسبيا، مشيرا إلى أن "القناة تتعرض لمثل هذه المواقف ويمر بها عدد كبير من السفن سنويا حيث يمر أكثر من 18 ألف سفينة".

وأوضح ربيع أن القاطرات التابعة للهيئة قادرة على تعويم السفينة من جديد، وتوجد منظومة كاملة من القاطرات ووحدات الإنقاذ تعمل بشكل كامل في ظل حالة الطقس، وتوجد معدات جاهزة للتعامل مع مثل هذه الظروف. 

وكانت حركة الملاحة تعطلت في قناة السويس، أحد أكثر طرق التجارة البحرية ازدحاما في العالم، بعد أن علقت سفينة حاويات عملاقة أثناء عبورها الممر المائي الذي يربط بين البحرين الأحمر والمتوسط، وفقا لمواقع متخصصة.

وأظهرت صورة نُشرت الثلاثاء سفينة الشحن التايوانية العملاقة "إيفر غيفن"، البالغ طولها 400 متر وعرضها 59 مترا وتصل حمولتها إلى 200 ألف طن، عالقة في القناة، وقد أوقفت حركة العبور بالكامل، في وقت تحاول فيه الحفارات تخليصها.

وذكرت وكالة أنباء "بلومبرغ" أن أكثر من مئة سفينة كانت تنتظر بعد الحادث لتتمكن من المرور عبر قناة السويس.

وفي وقت سابق، ذكرت شركة "إفرغرين مارين" التايوانية التي تستأجر سفينة الحاويات لمدة محددة، إن الجهة المالكة للسفينة أبلغتها بأنها تعتقد أن ما حدث كان نتيجة "رياح قوية مفاجئة تسببت في انحراف جسم السفينة عن المجرى المائي، والارتطام بالقاع والجنوح".

وأضافت أن الشركة "حثّت مالك السفينة على الإبلاغ عن سبب الحادثة، ووضع خطة مع الوحدات المعنية، مثل هيئة القناة، لمساعدة السفينة في الخروج من المشكلة بأسرع ما يمكن".

وافتتحت قناة السويس في 1869. وأعلن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في 2015 مشروعا لتطوير القناة يهدف إلى تقليل فترات الانتظار ومضاعفة عدد السفن التي تستخدمها بحلول عام 2023. وكان تمّ لهذه الغاية في 2014 حفر مجرى جديد هو المجرى الذي علقت فيه سفينة الحاويات.

وتلعب القناة الجديدة دورا محوريا في رفع تصنيف القناة، وزيادة قدرتها على مواجهة تحديات المنافسة، كما كانت نقطة الانطلاق الحقيقية نحو تبني استراتيجية تنموية متكاملة لتطوير المجرى الملاحي للقناة، والحفاظ على مكانتها الرائدة رغم التحديات العالمية المختلفة.

وتستحوذ قناة السويس على نحو 12 في المئة من حجم حركة التجارة العالمية، وتجوب 41 ألف سفينة حاويات البحار حول العالم، وتقصد التجارة مع أسواق أوروبا وأفريقيا وأوروبا وآسيا، وليس أمامها ممر عبور أسهل وأسرع من قناة السويس.

وتمثل القناة مصدرا رئيسيا للعملة الصعبة في مصر، حيث بلغت إيراداتها 5.61 مليار  دولار العام الماضي.

وتسهم إيرادات قناة السويس بنحو 23 في المئة من صادرات قطاع الخدمات ونحو 3.7 في المئة من عائدات الموازنة العامة، فضلا عن 7 في المئة من تدفقات الحساب الجاري للبلاد.

واستخدمت هذه القناة العام الماضي نحو 19 ألف سفينة، وفقا لهيئة قناة السويس.