ماكرون يعلن إعادة فتح السفارة الفرنسية في طرابلس

رئيس المجلس الرئاسي الليبي يبحث مع نظيره الفرنسي الأزمة الليبية والقضايا المتعلقة بمكافحة الإرهاب.
الثلاثاء 2021/03/23
إعادة العلاقات الخجولة

باريس - أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لدى استقباله رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي بقصر الإليزيه بالعاصمة باريس، أن بلاده ستعيد فتح سفارتها في العاصمة الليبية طرابلس الاثنين المقبل بهدف إظهار الدعم للسلطات الجديدة.

وأكد الرئيس الفرنسي ضرورة انسحاب القوات التركية والروسية من ليبيا بأسرع ما يمكن، مشددا على أن بلاده ستعمل مع الشركاء للدفاع عن السيادة الليبية.

ووصل المنفي والكوني إلى العاصمة الفرنسية باريس بدعوة من الإليزيه، وهي أول زيارة خارجية لهما منذ توليهما السلطة رسميا الأسبوع الماضي.

وقالت مجلة "جون أفريك" الفرنسية إن زيارة المنفي إلى باريس تأتي في سياق مساعي الرئيس ماكرون لإحياء العلاقات "الخجولة" مع الحكومة الليبية.

ومن المقرر أن يلتقي ماكرون، الذي سبق وأن دعاه بعد اختياره من قبل ملتقى الحوار السياسي في الخامس من فبراير، إلى زيارة فرنسا، كما أجرى الطرفان في السابع من ذات الشهر محادثات هاتفية.

ويناقش إيمانويل ماكرون مع المنفي، حسب المجلة الفرنسية، كيفية الخروج من الأزمة الليبية، بينما من المقرر إجراء الانتخابات في ديسمبر، إضافة إلى القضايا المتعلقة بمكافحة الإرهاب. وعلى الجانب الاقتصادي تنتظر باريس أيضا من طرابلس تنفيذ عقد لتوريد معدات للجيش الليبي.

 وتمثل زيارة المنفي إلى الإليزيه "تجديدا خجولا" للعلاقات مع الحكومة الليبية، لكن وجود موسى الكوني، على حساب نائب الرئيس الذي يمثل طرابلس عبدالله اللافي، يمكن أن "يسهل" الحوار في باريس، حيث كان الكوني محاورا منتظما للدبلوماسية الفرنسية، حسب "جون أفريك".

ومن المقرّر أن يلتقي المنفي والكوني الرئيس الفرنسي على مائدة عشاء، قبل أن يتوجّها إلى القاهرة للاجتماع مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.

ومن المنتظر أن يختتم رئيس المجلس الرئاسي والرئيس الفرنسي مباحثاتهما بعقد مؤتمر صحافي.

وقال الكاتب السياسي الليبي موسى تيهو ساي في تصريح لوكالة نوفا الإيطالية، إن توجه موسى الكوني نائب رئيس المجلس الرئاسي إلى باريس ستكون له انعكاسات إيجابية.

وأضاف تيهو ساي أن الكوني يحتفظ بعلاقات ودية مع الدبلوماسية الفرنسية، ما سيوفر لها روابط تواصل مباشرة مع الحكومة الليبية في طرابلس.

ويأتي هذا بعد يومين على زيارة وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مارو، التقى خلالها رئيسي الحكومة عبدالحميد الدبيبة والمجلس الرئاسي في طرابلس، ما يعكس حالة التنافس بين البلدين على تعزيز علاقتهما مع السلطة الجديدة، ودعم أدوارهما في ليبيا.

وتأتي الزيارة في الوقت الذي تسعى الأطراف الأوروبية للضغط على الدول الأعضاء بالأمم المتحدة للوفاء بالتزاماتها التي تعهدت بها خلال مؤتمر برلين، والإسراع في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، بما في ذلك انسحاب المرتزقة والقوات الأجنبية، واحترام حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة.

وكانت باريس قد أعلنت في وقت سابق دعمها الكامل للسلطة التنفيذية الجديدة في قيادة البلاد في المرحلة الانتقالية، وصولا إلى الانتخابات العامة الوطنية يوم 24 ديسمبر المقبل.

وشدّدت باريس على لسان وزير الخارجية جان إيف لودريان، على ضرورة انسحاب القوات الأجنبية والمرتزقة واحترام اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في جنيف بين لجنة 5+5، في 23 أكتوبر الماضي.

ومنذ تسميته من لجنة الحوار السياسي الليبي يوم 5 فبراير الماضي، رئيسا للمجلس الرئاسي يسعى المنفي رفقة نائبيه في المجلس موسى الكوني وعبدالله اللافي لدعم المصالحة الوطنية وإنهاء حالة الانقسام عبر الزيارات الداخلية للمناطق والمدن، والالتقاء بالأطراف المختلفة، وتعهدوا بدعم لجنة 5+5 واتفاق وقف إطلاق النار.