قلق أميركي من محاكمة الصين كنديين بتهمة التجسس

بكين تبدأ محاكمة الدبلوماسي الكندي السابق مايكل كوفريج المحتجز في الصين منذ أكثر من عامين لاتهامه بالتجسس.
الاثنين 2021/03/22
قضية تثير جدلا بين البلدين

بكين – قال وليام كلاين القائم بالأعمال في السفارة الأميركية في الصين الاثنين إن الولايات المتحدة تشعر بقلق بالغ بشأن محاكمة السلطات الصينية للكنديين مايكل كوفريج ومايكل سبافور.

وأدلى الدبلوماسي الأميركي بهذه التصريحات للصحافيين خارج محكمة في بكين يمثل كوفريج أمامها الاثنين.

وبدأت في بكين محاكمة الكندي كوفريج المحتجز في الصين منذ أكثر من عامين لاتهامه بالتجسس في قاعة مغلقة، وذلك بعد أيام على إثارة الولايات المتحدة قلقها بشأن قضيته خلال محادثات شابها التوتر بين الولايات المتحدة والصين في ألاسكا.

واعتقلت الصين كوفريج، الدبلوماسي السابق، ومواطنه رجل الأعمال مايكل سبافور في ديسمبر 2018، بعد فترة وجيزة من اعتقال الشرطة الكندية مينغ وانتشو المديرة المالية لشركة هواوي تكنولوجيز الصينية، بناء على أمر اعتقال من الولايات المتحدة.

وتصر بكين على عدم وجود صلة بين اعتقال الاثنين واحتجاز مينغ، التي لا تزال قيد الإقامة الجبرية في فانكوفر، وتحاول جاهدة ألا يتم تسليمها إلى الولايات المتحدة.

وقال جيم نيكيل القائم بأعمال السفارة الكندية في الصين للصحافيين خارج محكمة بكين، إن المحاكمة بدأت لكنه مُنع من الدخول لأسباب تتعلق بالأمن القومي. وحضر دبلوماسيون من أكثر من 20 دولة، من بينها كندا والولايات المتحدة، في الموقع قبل المحاكمة.

وقال وليام كلاين للصحافيين أثناء وقوفه بجوار نيكيل إن “الرئيس الأميركي جو بايدن ووزير الخارجية أنتوني بلينكن قالا إنه عند تناول قضيتي مايكل كوفريج ومايكل سبافور ستعامل الولايات المتحدة هذين الشخصين كما لو كانا مواطنين أميركيين”.

وبدأت الجمعة محاكمة رجل الأعمال سبافور في جلسة مغلقة في محكمة في مدينة داندونغ بشمال شرق الصين، قالت إنها ستحدد موعدا لاحقا لإصدار الحكم.

ولم يُسمح لدبلوماسيين كنديين وآخرين بحضور محاكمة سبافور بسبب ما وصفته الصين بأمور تتعلق بالأمن القومي، في افتقار للشفافية وصفه رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو بأنه "غير مقبول تماما".

وقال مراقبون إن احتمال إدانة الرجلين يمكن أن يسهل في النهاية التوصل إلى اتفاق دبلوماسي يتم بموجبه الإفراج عنهما وإعادتهما إلى كندا.

وتتزامن محاكمة الكنديين مع دخول جلسات الاستماع بشأن تسليم مينغ وانتشو شهورها الأخيرة، إلى جانب محادثات صعبة على أعلى المستويات بين مسؤولين صينيين وأميركيين في ألاسكا.

وقال مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأميركي إن الولايات المتحدة أثارت القضية خلال المحادثات، بما في ذلك مخاوفها من منع الدبلوماسيين من حضور محاكمة سبافور.

وتدهورت العلاقات بين أوتاوا وبكين لتصل إلى أدنى مستوى لها منذ عقود على إثر القضيتين.

وتواجه مينغ، ابنة مؤسس هواوي ورئيسها التنفيذي رين جينغفي، طلبا من الولايات المتحدة بتسليمها، بتهم تتعلق بانتهاكها هي وشركتها للعقوبات الأميركية المفروضة على طهران وغير ذلك من القوانين.

وقال سفير كندا السابق في الصين غي سان - جاك إنه يتوقع أن تكون محاكمة كوفريج مقتضبة، وأوضح قبيل الجلسة “لا تحاول الصين تصويرها على أنها محاكمة حقيقية، إذ لا تتم مشاركة الأدلة مع الدفاع ولا يأخذ القاضي وقته حتى للاطلاع عليها”.

وتابع “يؤكد ذلك أن العملية معدّة سلفا من قبل الحزب الشيوعي والقضية سياسية”.

ويدين النظام القضائي الصيني معظم الأشخاص الذين تجري محاكمتهم ويواجه الكنديان عقوبة بالسجن مدى الحياة في حال ثبتت إدانتهما بـ”التجسس” و”إفشاء أسرار الدولة” إلى جهة خارجية.

ولم يتسن لهما التواصل إطلاقا تقريبا مع العالم الخارجي منذ اعتقالهما. واستؤنفت الزيارات القنصلية الافتراضية في أكتوبر بعد توقفها لمدة تسعة أشهر، وهو أمر بررته السلطات بتفشي فايروس كورونا.

وأصرّت بكين مرارا على أن اعتقالهما كان قانونيا، بينما وصفت قضية مينغ بـ”السياسية تماما”. وأفاد سان - جاك بأن “الرسالة إلى الولايات المتحدة هي: إذا أردتم مساعدة الكنديين، فعليكم ضمان عودة مينغ سريعا إلى الصين”.