دحلان يهاجم عباس: كل ما يهمه البقاء في السلطة

غزة (الأراضي الفلسطينية) - شن القيادي الفلسطيني محمد دحلان الأربعاء هجوما لاذعا على الرئيس محمود عباس الذي اتهمه بـ"الفشل"، مؤكدا أن تياره سيشارك في الانتخابات التشريعية المقبلة دون أن يؤكد إن كان يعتزم الترشح للرئاسة.
وكشف دحلان أن تيار "الإصلاح الديمقراطي" الذي يتزعمه سيشارك بقائمة مستقلة في الانتخابات التشريعية المقبلة، مؤكدا "سيكون التيار فرس الرهان وقائمة التيار سيكون لها شأن عظيم في الانتخابات".
وهاجم القيادي الفلسطيني في مقابلة أجرتها معه قناة العربية من مقر إقامته في أبوظبي، عباس الذي يترأس السلطة الفلسطينية منذ 2005 "لفشله في تحقيق كل ما وعد به"، مشيرا إلى أنه "في عهده تم تكريس الانقسام والتفكك في الداخل الفلسطيني ووصلت الأوضاع المعيشية للمواطنين إلى حالة مزرية من الفقر".
وقال "كل ما يهم عباس هو البقاء في السلطة والتنكيل بمعارضيه وإقصاء أي صوت يختلف معه كما فعل مؤخرا مع ناصر القدوة"، الذي فصلته اللجنة المركزية لحركة فتح من عضويتها قبل نحو أسبوعين بسبب إصراره على تشكيل قائمة مستقلة لخوض الانتخابات التشريعية القادمة.
ولم يوضح دحلان إن كان ينوي الترشح للانتخابات الرئاسية، مكتفيا بالقول إن "هذا سيتحدد في وقته ومن خلال مؤسسات التيار".
ولا تعترف حركة فتح بتيار دحلان وتعتبره "غير شرعي".
وأكد القيادي الفلسطيني أن واجبه هو مساعدة الشعب الفلسطيني الذي يعاني على مدار 15 سنة من سياسات هامشية فاقمت معاناته سواء كان في السلطة أو خارجها.
وحمّل الرئيس عباس مسؤولية الفشل الذريع طوال سنوات حكمه في السلطة.
وقال "طوال سنوات فصلي من السلطة لم أتأخر عن أداء واجبي تجاه الشعب الفلسطيني، ولم يكلفني أحد بهذا الواجب لكن أنا كلفت نفسي بأن أكون ملتصقا بهموم الفلسطينيين وحل مشاكلهم".
وتابع قائد التيار الإصلاحي في حركة فتح "نفخر أن لدينا تيارا عريضا منغمسا في هموم الناس، والحكم للشعب الفلسطيني، لقد بنينا تيارا نفتخر به وهو تيار داخل حركة فتح بعد الإجراءات التي اتخذها أبومازن بحق إقصاء كل من يختلف معه أو من لم يكون عبدا له".
وأضاف "نحن لسنا عبيدا، نحن تمردنا على الاحتلال وبالتالي تمردنا على هذا الواقع، ونحن نخبة رفضت أن تكون تابعة لمحمود عباس ونظامه".
وقال "بنينا تنظيما وإطارا ستفتخر به حركة فتح بعد محمود عباس".
ونفى دحلان اتهامات عباس له بالإساءة إلى الشرطة الفلسطينية، وأكد أن ذلك عار عن الصحة، مشددا على أن خلاف عباس معه بسبب معارضته له وانتقاداته الموجهة إليه.
وأكد أن تياره مفتوح للجميع، "وهو تيار لا يبحث عن المواقع والمناصب بقدر التغيير في جوهر النظام الفلسطيني، لينقذ الفلسطينيين من حالة الانهيار التي شابت المشهد السياسي بسبب سياسات عباس".
وتساءل "ماهي مآثر عباس خلال 15 عاما من الحكم؟ لا شيء، هو يريد فقط أن يكون مرشحا رئاسيا وحيدا لا منافس له".
وكشف القيادي الفلسطيني أن الرئيس عباس يسعى للتحالف مع حماس عبر تقديم فتح وحماس لقائمة مشتركة للانتخابات، وذلك من أجل حماية مناصبهم لا غير وتنصيب عباس رئيسا توافقيا.
وشدد على أنه "يواصل مساعدة الشعب الفلسطيني"، مشيرا إلى أنه أرسل "بدعم من الإمارات ستين ألف جرعة من لقاحات كورونا (سبوتنيك - في الروسي)" التي تسلمتها وزارة الصحة التابعة لحركة حماس في قطاع غزة على دفعتين.
وتابع "لست ملتزما بشيء بالسلطة سوى التزامات وطنية وأخلاقية، ونحن سنويا نقدم كل ما نستطيع في تحرير شهادات طلاب، إرسال مساعدات طبية، على مستوى الزواج الجماعي، على مستوى العائلات الفقيرة".
وبخصوص المصالحة الوطنية وإنهاء حالة الانقسام اعتبر دحلان أن حماس والجهاد الإسلامي "جزء من الشعب الفلسطيني، لكننا لسنا حلفاء لحماس ولكن على الأقل أقول لسنا في حالة صراع".
وكان دحلان يعتبر عدوا لدودا لحماس التي سيطرت على قطاع غزة بالقوة في صيف 2007 بعد أن طردت القوات الموالية لحركة فتح.
ودعا دحلان حماس إلى "عمل برنامج وطني للمستقبل، وبناء جبهة قوية تستطيع أن تطرح الحلول وتبني التحالفات وتخوض مفاوضات السلام (مع إسرائيل) بشكل يحقق طموح وتطلعات الشعب الفلسطيني".
واعتبر أن "الإصلاح يبدأ بالحصول على أغلبية وطنية في البرلمان، ليصبح إنهاء المعاناة اليومية للمواطن الفلسطيني مسؤولية الحكومة".
وكان دحلان أول مدير لجهاز الأمن الوقائي في السلطة الفلسطينية التي تأسست عام 1994، ثم عين وزيرا للأمن الداخلي في حكومة الرئيس محمود عباس عام 2005، وكان حليفا قويا له، قبل فصله من حركة فتح عام 2013.