لقاء تهدئة بين الحريري وعون خال من أي وعود لتشكيل الحكومة

بيروت – لم يفض الاجتماع السابع عشر الذي جمع رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعيد الحريري برئيس الجمهورية ميشال عون، الخميس، إلى اتفاق بشأن تشكيل الحكومة المعطّل منذ أشهر في بلد يمرّ بأسوأ أزمة اقتصادية في تاريخه المعاصر.
وعقب الاجتماع قال الحريري إنه اتفق مع الرئيس عون على اللقاء مجددا الاثنين للوصول إلى تصور واضح عن الحكومة، مشددا على أن الأولوية في لبنان هي تشكيل الحكومة لوقف الانهيار الاقتصادي واستئناف المحادثات مع صندوق النقد الدولي واستعادة ثقة المجتمع الدولي.
ويأتي اجتماع الخميس بعدما دعا الرئيس عون رئيس الوزراء المكلف الأربعاء إلى تشكيل حكومة جديدة على الفور أو إفساح الطريق لآخر يستطيع ذلك.
ورد الحريري بالقول إنه سيجتمع مع عون مجددا لبحث الأسماء التي قدمها “قبل أسابيع” للحكومة، لكن إذا لم يكن بمقدور عون الموافقة عليها فإنه عندئذ سيدعو لإجراء انتخابات تشريعية مبكرة.
ويرى متابعون أن اللقاء الذي جمع بين الحريري وعون جاء لتهدئة الأجواء بين الطرفين، حيث اتفق الاثنان على مواصلة الاجتماعات للتوصل إلى حكومة بأسرع وقت، بعد أن تذمر الحريري في الآونة الأخيرة من عجزه عن لقاء رئيس الجمهورية.
وخلال اليومين الماضيين، دخل المدير العام للأمن اللبناني اللواء عباس إبراهيم على خط جهود التهدئة بين الرئيس ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري.
وزار إبراهيم عين التينة وبعبدا، مقري البرلمان ورئاسة الجمهورية، الخميس، حيث التقى نبيه بري وعون، على أمل في أن يكسر حاجز التوتر ويمهد لاتفاق على حكومة جديدة، بناء على مبادرة تم طرحها من قبل بري.
وتنصّ المبادرة على العودة إلى صيغة 18 وزيرا، على أن يقترح بري عددا من الأسماء لوزارة الداخلية، يختار الرئيس ميشال عون والحريري اسما من بينها، وأن لا يؤول الثلث المعطل لأي جهة.
وأفادت مصادر لبنانية بأن اللواء إبراهيم بحث خلال تحركاته مقترحات عدة من أبرزها تبادل وزارتي المالية والداخلية بين حركة أمل الشيعية وتيار المستقبل، برئاسة الحريري، على أن تؤول الداخلية إلى اللواء إبراهيم كحل وسط بين رئيسي الجمهورية والحكومة المُكلف.
وتشكل حقيبة وزارة الداخلية إحدى النقاط الخلافية بين الأطراف اللبنانية، حيث يطالب بها الرئيس عون وفريقه السياسي ويصرّ على أن تكون من ضمن حصته.
والخميس، أعلنت المديرية العامة لرئاسة الجمهورية أن ميشال عون حدد موعدا لسعد الحريري عند الساعة الثالثة ظهرا (الخميس) لزيارة قصر بعبدا على أمل التوافق بعد 16 محاولة فشل فيها الحريري في الإقناع بتركيبة حكومته.
ولا يخفي متابعون للشأن اللبناني تشاؤمهم حيال امكانية تشكيل حكومة على المدى القريب لاسيما وأن الهوة بين الرئيسين الحريري وعون لا تزال قائمةن فضلا عن تأثيرات العامل الإقليمي.
ويقول المتابعون إن تصريحات عون الأخيرة تحمل بين طياتها الكثير، وتؤشر إلى صحة ما يراج بأن مشكلة الرئيس وفريقه التيار الوطني الحر اليوم هي الدفع نحو تنحي الحريري.
وكلّف الحريري في أكتوبر الماضي بتشكيل الحكومة، بعد انسحاب مصطفى أديب بسبب العقبات التي وضعها الثنائي الشيعي (حزب الله وحركة أمل).
وعقب شهرين على تكليفه، أعلن الحريري أنه قدم إلى عون "تشكيلة حكومية تضم 18 وزيرا من الاختصاصيين غير الحزبيين". لكن عون (مسيحي ماروني) أعلن آنذاك اعتراضه على ما سماه بـ"تفرد الحريري بتسمية الوزراء، خصوصا المسيحيين، دون الاتفاق مع الرئاسة".
ومطلع مارس الجاري، هدد رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب بالتوقف عن عمله للضغط بغية تشكيل حكومة جديدة، في ظل الانهيار المالي المتسارع الذي أعاد الحراك إلى الشارع.