هل تبصر حكومة سعد الحريري النور خلال 72 ساعة

بيروت - أفادت وسائل إعلام لبنانية بأن الحكومة برئاسة رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري، قد تبصر النور خلال الـ72 ساعة القادمة.
وقالت إن معلومات تعممت ليلا، بشأن اتفاق على تأليف الحكومة خلال 72 ساعة، على أن تضم 20 وزيرا، وتسند فيها وزارة الداخلية إلى اللواء عباس إبراهيم المدير العام للأمن اللبناني.
وأشارت إلى أن روسيا تمارس ضغوطا على الأطراف اللبنانية، ومنها حزب الله لتسهيل ولادة سريعة للحكومة من أخصائيين برئاسة الرئيس سعد الحريري.
ويُعدّ اللواء عباس إبراهيم (61 عاما)، الشخصية الشيعية التي تتولى المنصب الأمني الأرفع في لبنان، البلد الصغير الذي يقوم نظامه على مبدأ المحاصصة، الوسيط النافذ الذي نجح في إطلاق رهائن، بينهم غربيون، ودخل على خط التقريب بين القوى اللبنانية.
ويلعب أحيانا دور المهدئ في الداخل، مثل محاولته تقريب وجهات النظر بين رئيس الجمهورية ميشال عون والحريري المكلف بتشكيل حكومة جديدة، بعدما وصلت مساعي تأليف الحكومة إلى طريق مسدود. ووفق التقارير الإعلامية، يقود هذا المسعى بتفويض من حزب الله وحليفته حركة أمل الشيعية.
وينقسم اللبنانيون إلى حدّ بعيد في تقييم عمل عباس إبراهيم، فالبعض يشيد به وبدوره الفعال، بينما لا يثق به آخرون بسبب علاقته بالحزب الشيعي، القوة السياسية والعسكرية الأكثر نفوذا في لبنان في الوقت الحالي.
وتشكل حقيبة وزارة الداخلية إحدى النقاط الخلافية بين الأطراف اللبنانية، حيث يطالب بها الرئيس عون وفريقه السياسي ويصرّ على أن تكون من ضمن حصته.
والاثنين كشفت مصادر دبلوماسية النقاب عن فحوى مناقشات اللقاء الذي جمع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ووفد حزب الله في موسكو وتناول في حيز منه موضوع تشكيل الحكومة الجديدة في لبنان، حيث جدّد الوزير الروسي موقف بلاده الداعم لتشكيل حكومة من الأخصائيين برئاسة الحريري، دون أن يكون لأي طرف فيها الثلث المعطل، لكي تباشر مهماتها بحل الأزمة المالية والاقتصادية التي يواجهها لبنان.
وتأتي زيارة وفد حزب الله بعد أيام على لقاء جمع رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري بوزير الخارجية الروسي في دولة الإمارات، خلال زيارة أجراها لافروف إلى الخليج، حيث بحث الطرفان مجمل التطورات في الساحة اللبنانية، خاصة تعقيدات تشكيل الحكومة.
وكشفت المصادر أنّ موسكو اتصلت بإيران في شأن هذا الموضوع، وكان الجواب الإيراني أن مثل هذا الموضوع يجب بحثه مع حزب الله وليس مع طهران.
وتعتقد أوساط سياسية أن زيارة وفد حزب الله لروسيا قد تكون بالأساس في علاقة بتهدئة التوترات بين لبنان وإسرائيل، التي أجرت مؤخرا مناورتين عسكريتين في المنطقة الحدودية في محاكاة لقتال مع الحزب المدعوم إيرانيا.
واعتبر النائب السابق فارس سعيد أن "روسيا من خلال استدعاء وفد حزب الله لزيارتها، تريد القول إنها تمسك بأوراق تشكيل الحكومة اللبنانية، وهي حاضرة في سوريا"، مستبعدا أن "تتحول 'الشطارة' الروسية من قبل دبلوماسيتها إلى خطوات ملموسة في الملف الحكومي، لأن الروس في خلاف مع الأوروبيين والإدارة الأميركية الجديدة".
ولفت سعيد إلى أنه في حال نجحت عناصر القوة الروسية في تشكيل الحكومة من خلال تفاهم روسي إيراني، "فهل هذه الحكومة ستكون لها القدرة على فتح علاقات مع السعودية ودول الخليج؟"، معتبرا بالتالي أنه "إذا تشكلت الحكومة بتوافق روسي إيراني ستكون حكومة حسان دياب برئاسة سعد الحريري".
وحتى الآن لا تزال فرنسا الوسيط الرئيسي في الحوار الوطني في لبنان، لكن السياسيين اللبنانيين، بمن فيهم سعد الحريري، يرحبون بأي مساعدة، بما في ذلك من موسكو التي تمتلك علاقات جيدة مع جميع القوى السياسية في لبنان.
وكانت موسكو قد أعربت في وقت سابق عن تبني المبادرة التي أطلقها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لإنقاذ لبنان، وقالت إنها تتواصل عبر قنواتها الدبلوماسية مع الأطراف اللبنانية وتنصحها بضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة، وإنه لا مصلحة لأحد في الداخل بتأخير تشكيلها، لما يترتّب على ذلك من ارتدادات سلبية ستلحق الضرر بالجميع وستؤثر سلبا على الوجود المسيحي.
وتعثر تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، على الرغم من تكليف زعيم تيار المستقبل سعد الحريري بتشكيلها قبل أكثر من 5 أشهر، لاصطدامه بعراقيل توزيع الحصص الوزارية والتوازن السياسي في لبنان.
ويتبادل الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف الاتهامات بالمسؤولية عن تعثر تشكيل الحكومة الجديدة، في وقت تعاني فيه البلاد من أزمة اقتصادية كبيرة فاقمها انفجار مرفأ بيروت وتداعيات تفشي وباء كوفيد - 19.
ويشهد لبنان احتجاجات وإقفال طرق على نحو متواصل، بعد انهيار كبير في سعر العملة المحلية وتدهور الوضع السياسي والاقتصادي.
وسجّلت الليرة اللبنانية الثلاثاء انهيارا قياسيا، حيث تراجعت إلى نحو 15 ألف ليرة للدولار الواحد، ما دفع اللبنانيين إلى تنظيم احتجاجات وقطع الطرقات في معظم المناطق اللبنانية.