التصعيد الحوثي يعيد الحرب في اليمن بكامل قوتها

مارتن غريفيث: الحرب عادت بكامل قوتها بعد فتح جبهات أخرى في اليمن منها التصعيد العسكري في حجة وتعز والحديدة.
الأربعاء 2021/03/17
تصعيد يعرّض الملايين من اليمنيين للخطر

نيويورك – لم تتمكن الجهود الأممية المكثفة من وقف إطلاق النار وبدء مسار سياسي لحلّ الأزمة اليمنية، بل على العكس، أعلن مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث أن الحرب في اليمن قد "عادت بكامل قوتها".

وأبلغ غريفيث مجلس الأمن بأن الحرب المستمرة منذ أكثر من ست سنوات تزداد سوءا مع هجوم الحوثيين على مأرب - آخر معاقل الحكومة اليمنية في الشمال - مما يعرض حياة الملايين من المدنيين للخطر.

وقال المبعوث الأممي للمجلس المؤلف من 15 عضوا “نشهد أيضا فتح جبهات أخرى في اليمن منها التصعيد العسكري في حجة وتعز والحديدة. الحرب عادت بكامل قوتها”.

وتدخل تحالف عسكري بقيادة السعودية في اليمن عام 2015 بعد أن أطاحت جماعة الحوثي المدعومة من إيران بحكومة البلاد من العاصمة صنعاء، فيما يقول الحوثيون إنهم يحاربون نظاما فاسدا.

وجعل الرئيس الأميركي جو بايدن إنهاء الحرب في اليمن أولوية، لكنه اختار اتباع الدبلوماسية والحل السياسي للأزمة، وتراجع عن تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية وأوقف دعم واشنطن للتحالف العربي وعيّن مبعوثا خاصا له في صنعاء، لكن جهوده لم تتمكن إلى الآن من إيجاد حلّ للأزمة.

وعرض المبعوث الأميركي الخاص تيم ليندركينغ الجمعة “خطة جيدة” لوقف إطلاق النار في اليمن، رفضتها ميليشيا الحوثي التي تكثف هجماتها على مأرب في محاولة للسيطرة عليها قبل الجلوس إلى طاولة المفاوضات مع الحكومة اليمنية.

وقالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد للمجلس “لا بد من توقف الموت والعنف. ندعو الحوثيين إلى قبول وقف فوري وشامل لإطلاق النار على مستوى البلاد ووقف جميع الهجمات. في الوقت نفسه سنواصل محاسبة قيادة الحوثيين”.

والأحد قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس إن الوزير أنتوني بلينكن أبلغ مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن بأن واشنطن تخطط لتنشيط الجهود الدبلوماسية، مؤكدا أن "الولايات المتحدة تدعم يمنا موحدا ومستقرا وخاليا من النفوذ الأجنبي، وأنه لا يوجد حل عسكري للصراع".

وجاءت الخطوة الأميركية بعد أن رفض الحوثيون مقترح المبعوث الأميركي إلى اليمن لحلّ الأزمة سياسيا، متمسكين بالهجوم العسكري حيث واصلوا هجماتهم داخل اليمن وخارجه.

وشدّد غريفيث الثلاثاء على ضرورة “وقف إطلاق النار على مستوى البلاد، إلى جانب فتح مطار صنعاء وضمان تدفق الوقود والسلع الأخرى دون قيود إلى اليمن عبر موانئ الحديدة. هي ضرورات إنسانية ملحة”.

وكانت الأمم المتحدة حذّرت في وقت سابق من تداعيات أزمة وقود في اليمن هي الأسوأ منذ 2015 إثر وصول مستواه إلى صفر. وأكدت أن الأزمة نتيجة عدم سماح الحوثيين باستيراد الوقود التجاري عبر ميناء الحديدة (غرب)، الذي تسيطر عليه الميليشيا، وكانت أكثر من نصف واردات الوقود التجاري في السنوات الأخيرة تأتي عبره.

ويزيد تعنّت الحوثيين من مأساة اليمن الذي تحذّر منظمة الأمم المتحدة من أنه يمرّ بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، حيث أودت الحرب بحياة 233 ألفا، وبات 80 في المئة من السكان، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على المساعدات للبقاء أحياء، ويعاني 400 ألف طفل دون الخامسة من سوء تغذية حاد.

ويعتمد اليمن في معظم غذائه على الواردات التي عطلتها جميع الأطراف المتحاربة على مدى سنوات.

ومنذ عام 2015 يعاني اليمن حربا مستمرة بين القوات الموالية للحكومة اليمنية المسنودة بالتحالف العربي بقيادة السعودية من جهة، ومسلحي جماعة الحوثي المدعومة من إيران من جهة أخرى.