التعامل مع الطفل اللحوح يحتاج إلى الكثير من الصبر

لندن - يعمد الأطفال في غالب الأحيان إلى استعمال أسلوب الإلحاح لإرغام آبائهم على شراء كل ما يرغبون فيه مما يصيبهم بحالة من التوتر والانزعاج. وقد يلتجئ بعض الآباء إلى الصراخ أو ضرب الطفل لثنيه عن ذلك، إلا أن خبراء التربية يرفضون هذا الأسلوب في التعامل مع الطفل اللحوح.
وتقول لوسي كلوفر، أخصائية الإرشاد الاجتماعي للأطفال والأسرة بجامعة أكسفورد، “الصراخ والضرب بكلّ بساطة غير مجديين وقد يتسبّبان بأذى أكبر على المدى الطويل. ويؤثر الصراخ والضرب سلبا على حياة الطفل. كما قد يؤدي الجو النفسي السامّ الذي يخلفه هذا الأسلوب إلى مجموعة من النتائج السلبية كارتفاع خطر ترك المدرسة والاكتئاب، وتعاطي المخدرات والانتحار وأمراض القلب”.
ويختلف أسلوب التعامل مع الطفل اللحوح من طفل إلى آخر حسب شخصيته وحسب الدافع وراء قيامه بهذا السلوك.
وينصح خبراء التربية بمحاولة لفت انتباه الطفل إلى شيء آخر أهم، ووضع قواعد بالنسبة إلى طلباته، كتحديد ساعات في اليوم للعب على الكمبيوتر أو أيام لشراء الحلوى.
وحتى وإن تمرّد على القواعد، فهو يحتاج إليها لأنها تشعره بالأمان ولكنه يتحداها ليختبر قوته.
ويرى الخبراء أن الاتفاق مع الطفل على عقاب إذا بكى أو ألح للحصول على شيء في غير موعده أو طلبه من الآخرين، والاتفاق على هذه القواعد مع الآخرين الذين يشاركون في رعايته، ضروري حتى لا يهدموا ما يبنيه الأبوين.
وتكمن إيجابية هذا السلوك، حسب الخبراء، في أنه ربما يعكس مهارات في القيادة والقدرة على التعبير عن النفس وعدم الانسياق وراء الآخرين بسهولة.
ولهذا على الأبوين توظيف هذه الطاقات والصفات بشكل إيجابي بدلا من كسر إرادة الطفل، كإعطائه مسؤوليات معينة تناسب قدراته وسنّه، أو تعليمه كيف يعبّر عن رأيه ومشاعره وطلباته بطريقة مهذبة.
وينصح الخبراء بتجنّب الضرب لأنه لن يحل المشكلة، وحتى لو توقف الطفل عن الإلحاح بسبب الضرب فإنه سيترك عواقب وخيمة على شخصيته وعلاقته بوالديه. كما يوصون الأمهات بتجنّب إجابة طلب الطفل حتى يطلب بالشكل المناسب وبالنبرة المهذبة، وأن تكون ملامح وجوههن ونظراتهن وحركات أجسامهن تعكس الحزم والإصرار.
ويرى الخبراء أنه في وسط “ثورة” الطفل على الأم أن تتجنب التعبير عن تفهمها لمشاعره أو محاولة توجيهه لأنه قد يفهم ذلك على أنها تنكر مشاعره، وبالتالي يحاول توصيلها بشكل أكثر قوة أو أنه سيجد أن سلوكه يجذب له الانتباه الذي يريده، وبالتالي يستمر في سلوكه غير المقبول.