واشنطن: الدبلوماسية الصارمة أفضل طريقة للتعامل مع طهران

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يجدد التأكيد على عدم رفع أي من العقوبات على إيران قبل عودتها إلى احترام كامل التزاماتها النووية.
الخميس 2021/03/11
بلينكن: كرة المفاوضات النووية في ملعب الإيرانيين

واشنطن - شدّدت واشنطن على أنّها لن ترفع أيّا من العقوبات التي تفرضها على طهران قبل عودتها إلى احترام كامل الالتزامات المنصوص عليها في الاتفاق النووي الإيراني، معتبرة أنّ الكرة في ملعب الجمهورية الإسلامية.

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال جلسة استماع أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، إنّ "الكرة في ملعب الإيرانيين لمعرفة ما إذا كانوا مهتمّين حقا بحوار دبلوماسي أم لا".

وذكّر الوزير الأميركي بأنّ الولايات المتّحدة قبلت دعوة أوروبية للمشاركة في حوار مباشر مع الجمهورية الإسلامية، "لكنّ إيران حتى الآن قالت لا".

وتابع بلينكن أن أفضل طريقة للتعامل مع إيران هي اعتماد الدبلوماسية الصارمة، مشيرا إلى أن واشنطن لديها مصلحة بإعادة إيران إلى الاتفاق.

وأبدت إدارة بايدن استعدادها للعودة إلى الاتفاق الذي انسحب منه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مشترطة أن تعود إيران أولا إلى الوفاء بالتزاماتها. في المقابل، تشدّد طهران على أولوية رفع العقوبات عنها، مؤكّدة أنها ستعود إلى التزاماتها في حال قامت الولايات المتّحدة بذلك.

لكنّ الرئيس الديمقراطي محاصر بين مؤيدي الاتفاق ومعارضيه، فالمؤيدون يحضّونه على الإسراع حتى لا يضطر بعد الانتخابات إلى التعاطي مع قيادة جديدة أكثر عداء لحوار مع واشنطن، فيما يدعوه المعارضون إلى عدم تقديم أي تنازل قبل قيام طهران بخطوات فعلية.

والثلاثاء وجّه 140 نائبا أميركيا، نصفهم من الجمهوريين والنصف الآخر من الديمقراطيين، رسالة إلى بلينكن يطالبونه فيها بالتفاوض على اتفاق أوسع نطاقا وأكثر صرامة مع إيران.

لكن بايدن يقول إنه يريد العودة أولا إلى اتفاق 2015، واعتماده نقطة انطلاق للتفاوض على التزامات "أقوى وأكثر استدامة".

وردّا على سؤال من أحد النواب عمّا إذا كان وزير الخارجية يتعهّد بعدم تقديم أيّ تنازل لإيران لمجرّد انتزاع موافقتها على قبول الدعوة الأوروبية إلى الحوار مع واشنطن قال بلينكن "نعم".

وشدد بلينكن على أنّ الولايات المتحدة لن ترفع أيا من العقوبات السارية على الجمهورية الإسلامية قبل أن تعود الأخيرة إلى احترام كامل الالتزامات المنصوص عليها في الاتفاق النووي.

وخلال جلسة الاستماع أكّد وزير الخارجية أنّ ما يُحكى عن أنّ الإدارة الأميركية أعطت ضوءا أخضر لدول معيّنة، مثل كوريا الجنوبية أو العراق، للإفراج عن المليارات من الدولارات من أموال النفط الإيراني المجمّدة لديها بموجب العقوبات الأميركية، ليس سوى معلومات "خاطئة".

وأكّد بلينكن أنّ أيّ ضوء أخضر بهذا الشأن لن يصدر إلا بعد أن تعود الجمهورية الإسلامية إلى الاتفاق النووي.

وقال "إذا عادت إيران إلى الوفاء بالتزاماتها بموجب الاتفاق النووي، فسنفعل الأمر نفسه".

وأوضح أنّ "هذا الأمر سيشمل - إذا تعلّق الأمر بذلك، إذا وفت إيران بالتزاماتها كما ينبغي - تخفيف العقوبات كما ينصّ عليه الاتفاق، ولكن ما لم تعد إيران، وإلى أن تعود، إلى الوفاء بالتزاماتها، فلن تحصل على هذا التخفيف".

وجاءت تصريحات بلينكن بعيد إعلان الموفد الأميركي روب مالي في مقابلة قصيرة نشرها موقع "أكسيوس" الإخباري الأربعاء، أنّ الولايات المتحدة لن "تهرع" للتفاوض مع إيران من أجل التوصل بأي ثمن إلى اتفاق حول الملف النووي قبل الانتخابات الإيرانية في يونيو.

وقال الموفد الخاص في أول تصريحات يدلي بها منذ أن عيّنه بايدن في أواخر يناير، "لا نعتزم تكييف وتيرة محادثاتنا مع الانتخابات الإيرانية. ما يحدّد الوتيرة هو إلى أيّ مدى يمكننا أن نصل، بما يتوافق مع الدفاع عن مصالح الأمن القومي الأميركي".

وأضاف "بكلام آخر، لن نسرّع الأمور أو نبطئها بسبب الانتخابات الإيرانية".

وتابع "نعتقد أنّ مفاوضات مباشرة أكثر فعالية وتسمح بتفادي سوء التفاهم، لكنّ الجوهر أهمّ من الشكل بنظرنا"، ملمّحا إلى أن مفاوضات غير مباشرة، بوساطة أوروبية ربّما، قد تسمح في نهاية المطاف ببدء المفاوضات المباشرة.