عائلة ليبية تربي حيوانات برية لإنقاذها من الانقراض

شاب ليبي يقوم بتربية الحيوانات البرية العرضة لخطر الانقراض ويحرص على تكاثرها بشكل طبيعي منذ أكثر من 15 عاما.
الأربعاء 2021/03/10
للزوار مكانهم في الحديقة العائلية

يسعى شاب ليبي إلى مواصلة مشوار والده في تربية مجموعة من الحيوانات البرية بعضها تم جلبه من خارج البلاد، ويقوم بمساعدة عائلته على الاهتمام بها وحمايتها، لاسيما أنها معرضة لخطر الاندثار نتيجة الصيد الجائر والتصحر في ليبيا.

طرابلس- ورث الشاب الليبي جهاد دياب مزرعتين للحيوانات البرية عن والده الذي كان قبل 20 عاما يربي ويستولد حيوانات برية معرضة لخطر الانقراض في ليبيا نتيجة للصيد الجائر.

ومن ملاعبة الظباء إلى إطعام الضباع، يستيقظ جهاد البالغ من العمر 20 عاما كل صباح على ما يسميه حبا “لا يوصف” لحيواناته.

ونشأ جهاد بين حيوانات يرى كثيرون أنها تنتمي إلى البرية بينها أيضا غزلان ونعام ولامات. وبعد أن تعلم مهارات التعامل معها من والده، تعلق المزارع ومربي الحيوانات الشاب بها وتعلم لغة كل منها.

من بين الحيوانات شبه المهددة بالانقراض في ليبيا الضأن البربري وغزال الريم

وقال جهاد “هذه الهواية كانت بالأساس هواية والدي، وبفضله تعلمت الكثير من الأشياء المتعلقة بالحيوانات”.

وأضاف الشاب العشريني أنه نشأ في وسط يجمع بين فصائل حيوانية متنوعة من بينها الغزال والنعام، والأيل والطاووس واللاما، مؤكدا أنه أصبحت تجمعه بهاعلاقة فريدة من الحب والتعلق المتبادل.

وتابع أنه تعهد بالمحافظة على هذا الميراث، حيث واصل من حيث توقف والده التعامل بالشكل الصحيح مع هذه الحيوانات، مشيرا إلى أن كل حيوان يفترض منه معاملة خاصة ومختلفة عن بقية الحيوانات.

ويحرص جهاد كل صباح على إطعام حيواناته والجلوس إلى جانبها وتتبع نشاطها والعناية بنظافتها والاهتمام بالمريض منها، لافتا إلى أنه يتصل بالبيطري على الفور في حال مرض حيوان ويسهر ليلا على رعايته.

وأوضح أن بعض الحيوانات عرضة لخطر الانقراض في ليبيا بسبب الصيد الجائر، وهي ممارسة شائعة في البلاد أصبح تنظيمها أكثر صعوبة بعد اندلاع الصراع في عام 2011.

وينظم القانون الليبي عمليات الصيد بتحديد مواسمه ومواقعه ويمنعه في المحميات الطبيعية، إلا أن خبراء يعتبرون أن القانون وقع تجميده في الوقت الحالي بسبب الظروف الأمنية والسياسية التي تمر بها البلاد.

وأشار خبراء في مجال البيئة إلى أن الأنواع البرية المهددة بالانقراض بسبب الصيد الجائر تشمل الفهد المرقط والودان وغزال دوركس والقط البري والسلحفاة المصرية.

ووفقا لتقارير أممية، لا يعد التصحر وانحسار الغطاء النباتي والتلوث البيئي السبب الوحيد في تعرض بعض الحيوانات في ليبيا إلى خطر الانقراض، بل كذلك بسبب السلاح الآلي الذي ينتشر في البلاد.

وتمكن والد جهاد من زيادة عدد بعضها إلى جانب تربية بعض الحيوانات التي موطنها خارج ليبيا أيضا، لكن التهديد لا يزال قائما.

القانون الليبي ينظم عمليات الصيد بتحديد مواسمه ومواقعه ويمنعه في المحميات الطبيعية

ومن بين الحيوانات شبه المهددة بالانقراض في ليبيا الضأن البربري وغزال الريم، بحسب جهاد الذي أكد أن والده حرص على ضمان تكاثر كل نوع من القطيع الذي يملكه خاصة الذي تمكن من جلبه من خارج البلاد كعلند عملاق أو إيلند العملاق (وهو نوع من الظباء من فصيلة البقريات يعيش في الغابات المفتوحة والسافانا)، والظبي الهندي والمها.

ولفت إلى أن عائلته تقوم بتربية هذه الحيوانات وتحرص على تكاثرها بشكل طبيعي منذ أكثر من 15 عالما. ويمتلك جهاد مزرعتين إحداهما في العاصمة طرابلس والأخرى في مدينة مصراتة، حيث يرحب بالزوار.

وشدد على أن “الإقبال على مزرعتي العائلة كبير للغاية، حيث أبدت أغلبية الزائرين انبهارا بهذه الحديقة العائلية، إذ لم يكن أحد يتوقع وجود مثل هذه الأشياء في ليبيا”.

وتابع أن هناك طلبا متزيدا على اقتناء حيوانات من مزرعتيهما وأنه يحاول تلبيتها كلها، حيث أبدى الكثير من الناس رغبة في تربية الحيوانات في استراحاتهم ومزارعهم.

24