إشارات حول استئناف الدبلوماسية النووية بين إيران والقوى الدولية

الأوروبيون يتخلون عن مشروع قرار يندد بتقليص إيران عمليات التفتيش المرتبطة ببرنامجها النووي.
الخميس 2021/03/04
فرصة أخيرة أمام طهران قبل تضييق الخناق

فيينا - أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي قبول إيران بمبادرة لتوضيح القضايا العالقة، بما فيها تخصيب اليورانيوم، واعتبرت واشنطن أنها فرصة لطهران، كما سحبت الدول الأوروبية مشروع قرار لإدانة إيران في الوكالة.

وقال غروسي في مؤتمر صحافي الخميس إن إيران قبلت مبادرة للاشتراك في جهد مركز ومنظم لتوضيح القضايا العالقة، بما في ذلك تخصيب اليورانيوم.

وأضاف غروسي "سنعقد اجتماعا فنيا في إيران في بداية أبريل، ونأمل في أن تتبع الاجتماع المقبل عملية فنية أو سياسية".

وتابع غروسي "سنطرح كل الأسئلة على الإيرانيين، وسنرى حينها كيف سيكون شكل التعاون مع الوكالة"، وأوضح أنه تم إبلاغ مجلس محافظي الوكالة بإنتاج إيران كمية قليلة من معدن اليورانيوم وأنه لا توجد معلومات إضافية، معتبرا أن هناك إمكانية للوصول إلى وضع أفضل مع إيران بالحوار ومناقشة المسائل العالقة.

ورحبت إيران على الفور بالخطوة الأوروبية لجهة عدم تقديم مسودة لوكالة الطاقة الذرية تنتقدها، معتبرة أن من شأنها الحفاظ على الدبلوماسية وتهيئة الظروف لعودة كل الأطراف إلى التزاماتها.

وقدمت الولايات المتحدة بيانا إلى مجلس محافظي الوكالة جاء فيه أن "إيران حصلت الآن على فرصة أخرى من المدير العام (للوكالة) لإبداء التعاون اللازم قبل الاجتماع المقبل لمجلس محافظي الوكالة".

غروسي: سنطرح كل الأسئلة على الإيرانيين وسنرى حينها كيف سيكون شكل التعاون مع الوكالة
غروسي: سنطرح كل الأسئلة على الإيرانيين وسنرى حينها كيف سيكون شكل التعاون مع الوكالة 

وأضاف البيان أن الولايات المتحدة ستعمل مثل جميع أعضاء المجلس على تقييم وجهات النظر بشأن الخطوات التالية، وفق ما إذا كانت إيران ستنتهز الفرصة لمعالجة المخاوف بشكل نهائي وموثوق.

وجاء البيان الأميركي بعد وقت قصير على إعلان دبلوماسيين في بروكسل أن الدول الأوروبية سحبت مشروع قرار تقدمت به مطلع الأسبوع، يندد بقرار إيران تقليص عمليات التفتيش المرتبطة ببرنامجها النووي.

وأوضحت المصادر أن مشروع القرار الذي تقدمت به كل من فرنسا وألمانيا وبريطانيا تضمن فقرة توجه اللوم إلى طهران وتعرب عن القلق الشديد من إيقافها العمل بالبروتوكول الإضافي، وكان من المفترض أن يتم التصويت عليه في اجتماع مجلس محافظي وكالة الطاقة الذرية الجمعة.

وغضبت إيران من احتمال توجيه مثل هذا الانتقاد لها، وهددت بإلغاء اتفاق أُبرم قبل نحو أسبوع مع الوكالة يقضي بالاستمرار مؤقتا في الكثير من إجراءات المراقبة التي كانت قررت إنهاءها، في ترتيب وصفه المدير العام للوكالة بأنه يشبه الصندوق الأسود ويسري لمدة تصل إلى ثلاثة أشهر بهدف إتاحة فرصة للدبلوماسية.

وقالت الوكالة إن رئيسها رافائيل غروسي سيعقد مؤتمرا صحافيا الخميس، بينما ذكر دبلوماسيون أنه أبلغ مجلس محافظي الوكالة، الذي يضم 35 دولة، بأن الوكالة تعتزم إجراء مشاورات فنية مع إيران في أبريل.

وفي تغريدة على تويتر، علق مبعوث إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية كاظم غريب آبادي على التراجع الأوروبي بالقول "إن بصيص أمل يلوح في الأفق بسبب المشاورات المكثفة في الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتفادي أي توتر غير ضروري".

وطالب المندوب الروسي في الوكالة باستمرار التعاون بينها وبين طهران لحل المسائل العالقة من خلال الحوار والدبلوماسية.

 أنتوني بلينكن: طريق الدبلوماسية ما يزال مفتوحا
أنتوني بلينكن: طريق الدبلوماسية لا يزال مفتوحا 

وفي مقابلة مع قناة "بي.بي.أس" الأميركية، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن واشنطن كانت واضحة للغاية بضرورة عودة طهران إلى الالتزام الكامل بالاتفاق النووي، وإذا فعلت ذلك فإن الولايات المتحدة ستقوم بالشيء نفسه، وسيشمل ذلك تخفيف بعض العقوبات.

واعتبر بلينكن أن إيران تتحرك في الاتجاه الخاطئ باستمرارها في التنصل من القيود المفروضة بموجب الاتفاق النووي.

وأضاف وزير الخارجية الأميركي أن طريق الدبلوماسية لا يزال مفتوحا، ودعا إيران إلى المشاركة في مفاوضات بشأن العودة إلى الاتفاق النووي في إطار مجموعة "5 + 1".

وفي وقت سابق الخميس، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني "إن على واشنطن أن تدرك أن إضاعة الفرص والوقت لن تكون في صالح الجميع، وهي من سيتحمل مسؤولية العواقب".

وأضاف روحاني أن على إدارة الرئيس جو بايدن العودة إلى الاتفاق النووي أولا إذا كانت جادة في المضي قدما في المسار الدبلوماسي، كما عليها أن تدرك أن إيران لن تقبل أي تغيير في الاتفاق.

وحذّر الرئيس الإيراني من اتخاذ أي خطوة ضد طهران في مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مؤكدا أن ذلك سيؤثر سلبا على العلاقة مع الوكالة.

وكان روحاني قال الأربعاء، "إذا كانت هناك إرادة جدية لرفع العقوبات، فستتراجع إيران عن خطوات خفض التزاماتها النووية.. وإذا التزمت جميع الأطراف بتعهداتها في الاتفاق النووي، فسنفعل ذلك".

وأضاف الرئيس الإيراني أن بلاده شهدت تغييرا بسيطا في تصريحات الإدارة الأميركية، ولكنها لم تشهد تغييرا عمليا في سياستها.