بايدن والشرق الأوسط: التركيز على منع التهديدات الإيرانية للمنطقة

واشنطن - أزاح الرئيس الأميركي جو بايدن الستار عن الدليل الاستراتيجي المؤقت للأمن القومي، متعهدا بالتنسيق مع الشركاء الإقليميين من أجل منع طهران من تهديد وحدة أراضي دول المنطقة.
جاء ذلك في "وثيقة استراتيجية الأمن القومي المؤقتة" نشرها مساء الأربعاء الرئيس بايدن الذي مضى على تسلمه مقاليد الحكم 45 يوما.
وتطرقت الوثيقة المكونة من 24 صفحة إلى ملف الشرق الأوسط، حيث أكد البيت الأبيض أن "الولايات المتحدة في الشرق الأوسط ستكون معنية بأمن إسرائيل، وسوف تردع مع دول المنطقة تهديدات إيران لسيادة وسلامة أراضي الدول الأخرى، وستعزز جهودها لمواجهة 'القاعدة' و'داعش'".
وأضافت "لكننا لا نعتقد أن حل مشاكل المنطقة هو استخدام القوة العسكرية، ولن نعطي شيكا على بياض لشركائنا الذين يتبعون سياسات تتعارض مع المصالح والقيم الأميركية في الشرق الأوسط. ولهذا السبب سحبنا دعم الولايات المتحدة للهجمات باليمن".
وقالت الوثيقة إن "الدبلوماسية ستكون مفضلة على استخدام القوة العسكرية"، مضيفة "بينما نحمي مصالح الولايات المتحدة على الصعيد العالمي، سنتخذ خيارات حكيمة ومنضبطة في دفاعنا الوطني والاستخدام المسؤول لجيشنا".
وأوضحت أنها ستتبع "دبلوماسية مبدئية" لمعالجة الملف النووي الإيراني، وقد تجلى ذلك في التراجع عن الاتفاق الموقع في 2015 وإعلان واشنطن استعدادها للدخول في مفاوضات مع طهران لإنقاذ الاتفاق من الانهيار.
وبعدما تركت واشنطن عالقة عشرة أيام، رفضت طهران الأحد عرضها للدخول في حوار مباشر، معلنة أن العرض "سابق لأوانه".
وجاء الموقف الإيراني ردا، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، على غارات شنتها القوات الأميركية الجمعة على فصيل عراقي مسلّح مدعوم من طهران في سوريا، تتهمه بالوقوف خلف عمليات إطلاق صواريخ على مصالح أميركية في العراق، وكذلك الموقف الحازم الذي اعتمده الأوروبيون حيال مخالفة إيران لبعض التزاماتها بموجب الاتفاق لضمان عدم سعيها لامتلاك السلاح النووي.
واستطردت الوثيقة "سننهي بشكل مسؤول أطول حرب أميركية في أفغانستان مع ضمان أن أفغانستان ليست ملاذا آمنا مرة أخرى للهجمات الإرهابية ضد الولايات المتحدة. وفي أماكن أخرى".
وأشارت إلى أن الولايات المتحدة لن تنفق بعد الآن تريليونات الدولارات على حروب بلا نهاية.
وذكرت أنه في أفريقيا سيتم التركيز على إقامة شراكات جديدة من أجل تنمية المجتمع المدني والاقتصاد والمؤسسات الصحية.
إلى ذلك، أكدت الوثيقة أن الوجود العسكري الأميركي سيكون الأقوى في منطقة المحيطين الهندي والهادئ وأوروبا، مع ردع أعداء واشنطن والدفاع عن مصالحها.
وأشارت إلى أن "هناك العديد من القضايا التي تشكل تهديدا للولايات المتحدة، مثل فايروس كورونا، وتغير المناخ العالمي، والقومية العالمية، والتغيرات التكنولوجية، وصعود القوى المنافسة لواشنطن مثل الصين وروسيا".
وأَضافت أن "الصين، على وجه الخصوص، أصبحت بسرعة أكثر حزما. إنها المنافس الوحيد المحتمل القادر على الجمع بين قوته الاقتصادية والدبلوماسية والعسكرية والتكنولوجية لتشكيل تحد مستدام لنظام دولي مستقر ومنفتح".
ولفتت الوثيقة إلى "التهديد" الذي تفرضه روسيا "التي لا تزال تصر على تعزيز نفوذها العالمي وأن تلعب دورا يتسبب في حالة من الفوضى على الساحة العالمية".
وأكدت أن العديد من المشاكل التي تواجهها الولايات مادية مثل الحدود والجدران، مبرزة أن النظام الديمقراطي في العالم، وخاصة في الولايات المتحدة، تحت الحصار. كما أشارت إلى أن الولايات المتحدة يجب أن تشكل مستقبل النظام الدولي، مضيفة "هذه المهمة ملحة".