طليعة المراقبين الدوليين لوقف إطلاق النار تصل إلى ليبيا

مهمة هذه البعثة التي يفترض أن تستمر خمسة أسابيع هي التحضير لنشر مراقبين لاحقا في آلية مراقبة وقف إطلاق النار.
الأربعاء 2021/03/03
المرتزقة وقود أردوغان في حروبه

طرابلس - وصلت طليعة فريق مراقبين دوليين تضم نحو عشرة أشخاص إلى طرابلس الثلاثاء، للإعداد لمهمة الإشراف على وقف إطلاق النار المطبق في ليبيا منذ أشهر، والتحقق من مغادرة المرتزقة والجنود الأجانب المنتشرين في البلاد.

وقال مصدر دبلوماسي في تونس الأربعاء إن هذه الطليعة المكونة من ممثلين عن أعضاء بعثة الأمم المتحدة في ليبيا وخبراء من مقر الأمم المتحدة في نيويورك، وصلت إلى طرابلس الثلاثاء عبر العاصمة التونسية.

ويفترض أن يزور المراقبون مدينة سرت الواقعة في منتصف الطريق بين الشرق والغرب، ومصراتة (الغرب) وبنغازي (الشرق).

ومهمة هذه البعثة التي يفترض أن تستمر خمسة أسابيع، هي التحضير لنشر مراقبين لاحقا في آلية مراقبة وقف إطلاق النار، حسب المصدر نفسه.

وذكر مصدر دبلوماسي في نيويورك أن هذه البعثة ستقدم إلى مجلس الأمن في 19 مارس تقريرا عن وقف إطلاق النار ورحيل آلية مراقبة القوات الأجنبية.

وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الشهر الماضي، أن مجلس الأمن يعتزم نشر طليعة وحدة مراقبة وقف إطلاق النار في ليبيا.

وأكدت مبعوثة الأمم المتحدة السابقة ستيفاني ويليامز أن الفريق سيمثل قوة "خفيفة" و"قابلة للتطوير"، وتتألف من مراقبين مدنيين غير مسلحين.

وفي 23 أكتوبر 2020، أعلنت الأمم المتحدة توصل طرفي النزاع في ليبيا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بشكل دائم في أنحاء البلاد، ضمن مباحثات اللجنة بمدينة جنيف السويسرية.

وتقضي أهم بنود الاتفاق برحيل القوات الأجنبية والمرتزقة في مهلة تسعين يوما، انتهت دون رحيل أو تفكيك هذه القوات ومغادرتها الأراضي الليبية.

ورغم القرارات الدولية التي تحظر إدخال الأسلحة إلى ليبيا، وانتخاب سلطة تنفيذية جديدة للفترة الانتقالية في ليبيا، فإن تركيا التي تقف وراء دعم حكومة الوفاق بالأسلحة والعتاد والمرتزقة، تعمل على تقويض جهود التسوية بهدف توسيع نفوذها، مستفيدة من حالة الغموض بشأن مصير اتفاق وقف إطلاق النار.

وتستمر أنقرة في تحديها لإرادة الليبيين والقرارات الدولية، حيث كشف موقع "فلايت رادار 24"، المختص في متابعة وتتبع حركة الطيران، استئنافها لجسر جوي عسكري مع بلد بدأ لتوه مرحلة بناء جديدة لتوحيد مؤسساته وإرساء استقراره.

وأكد الموقع في 26 فبراير الماضي أن أنقرة أرسلت 3 طائرات للشحن العسكري إلى الغرب الليبي، للمرة الأولى منذ تسمية السلطة الجديدة بليبيا في 5 فبراير الماضي.

وأشار إلى أن الرحلات العسكرية التركية كانت لطائرات من طراز إيرباص A400M برمز نداء 220 أقلعت من قاعدة قيصري في قونيا، وإيرباص A400M برمز نداء 221 أقلعت من قاعدة أتاتورك في أنقرة، ولوكهيد C130E برمز نداء 222 أقلعت من قاعدة عسكرية بالقرب من أنطاليا إلى غرب ليبيا.

وتسيطر تركيا على عدد من القواعد العسكرية والجوية والبحرية في الغرب الليبي، أبرزها قاعدة الوطية، ورغم انتهاء المهلة المحددة لسحب المرتزقة من ليبيا، إلا أن أنقرة لا تزال تجند المرتزقة داخل الأراضي السورية، تمهيدا لنقلهم إلى الأراضي الليبية، وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان.

وكشفت الأمم المتحدة مطلع ديسمبر الماضي، عن وجود 20 ألفا من "القوات الأجنبية والمرتزقة" في ليبيا. كما أشارت إلى وجود عشر قواعد عسكرية في ليبيا، تشغلها بشكل جزئي أو كلي قوات أجنبية ومرتزقة.