بهنام محجوبي آخر ضحايا سجون إيران يدخل في غيبوبة

ناشطون يحذرون من تدهور الوضع الصحي للسجين الصوفي الذي أدخل المستشفى بعد تسميمه.
الأربعاء 2021/02/17
انتهاكات لا حدود لها

باريس - أعرب نشطاء الأربعاء عن قلقهم إزاء الوضع الصحي لسجين رأي إيراني، اعتقل على خلفية تظاهرة لطائفة دينية عام 2018، بعد نقله إلى المستشفى مع تدهور حالته الصحية، مضيفين أن وضعه الصحي تراجع بسبب التعذيب.

وينتمي السجين بهنام محجوبي إلى "دراويش كانابادي"، أكبر طريقة صوفية في إيران، وحكم عليه بالسجن على خلفية مشاركته في تظاهرة في فبراير 2018 وبدأ في يونيو تنفيذ عقوبة بالسجن لعامين. لكن منظمة العفو الدولية أشارت إلى أنه يعاني من اضطراب هلع خطير وجرى حقنه بأدوية رغما عن إرادته في السجن.

وقالت المنظمة "ينبغي التحقيق جنائيا في الظروف التي قادت إلى تدهور حالة سجين الرأي بهنام محجوبي بشكل كبير وإدخاله المستشفى".

وأضافت "عانى لأشهر من التعذيب بما في ذلك منعه عمدا من تلقي العناية الطبية. ينبغي أن يواجه كل الموظفين وأطباء السجن المسؤولين عن هذه الأفعال الوحشية عواقب فعلتهم أمام القضاء".

ويحضّ نشطاء آخرون منذ أشهر إيران على الإفراج عن محجوبي بسبب وضعه الصحي.

تدهور الوضع الصحي لبهنام محجوبي
تدهور الوضع الصحي لبهنام محجوبي

وقالت منظمة السجون الإيرانية الحكومية الثلاثاء، إن محجوبي "لديه تاريخ مع المرض" و"تعرض مؤخرا للتسميم ونقل على الفور إلى مستشفى في طهران لتلقي العلاج".

وأضافت أنه تمت الموافقة على إخراجه من السجن بكفالة لكنه أصيب بالمرض قبل حصول ذلك.

ونشر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر والدة محجوبي وهي تقول إن ابنها نقل إلى عيادة سجن إيوين بعد سلسلة نوبات هلع ثمّ فقد الوعي.

وأفاد إبراهيم الله بخشي، صديق بهنام محجوبي لـ"إيران إنترناشونال"، أن سبب إرسال محجوبي إلى مستشفى لقمان للأمراض النفسية بطهران هو التسمّم الدوائي.

وأضاف "بدلا من إرساله للعلاج، كانوا يعطونه بانتظام حبوبا منوّمة ويسممونه عمدا، وهناك كان يتعاطى الدواء بحضور الطبيب، لكنهم الآن يلومونه على هذا الوضع".

ونشرت والدة محجوبي مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي الأحد تصف الحادث، قائلة إنه بعد تدهور حالة ابنها تم نقله إلى إدارة السجن حيث تناول حبة تسببت في فقدانه للوعي وتم نقله لاحقا إلى مستشفى لقمان للأمراض النفسية بطهران، حيث تم تقييد يديه ورجليه إلى سرير المستشفى ويتنفس بآلة أكسجين.

وأضافت الأم "لماذا أبقوا ابني في السجن؟ يعاني من اضطراب الهلع ولا يستطيع التأقلم في السجن.. إلى أين يريدون أن يصلوا بذلك؟".

وأكد مركز حقوق الإنسان في إيران ومقره نيويورك في بيان "قد يموت محجوبي ما لم يتلق عناية طبية فورية وشاملة حُرم منها في بادئ الأمر".

وكان محجوبي كشف في رسالة مسرّبة عن تعرضه للتعذيب في زنزانات الاستخبارات الإيرانية ثم في المستشفى، وقال فيها "لقد كبلت على شكل صليب على السرير وحُقنتُ بإبرة وأعطوني حبوبا، ثم تبوّل عناصر الاستخبارات عليّ وفعلوا أشياء أخجل من قولها".

وحذر محجوبي صراحة بعد شرح ما تعرض له من تعذيب من تصفيته قائلا "إنهم سيقتلونني".

وكانت تظاهرات قد خرجت في فبراير 2018 ضد طريقة تعامل السلطة مع الطرق الصوفية في إيران، واحدة من أكبر الاحتجاجات ذات الخلفية الدينية في إيران منذ سنوات.

وبحسب منظمة العفو، فقد حكم على نحو 200 من دراويش كنابادي بالسجن 1080 عاما مجتمعين.

وتواجه إيران انتقادات متزايدة على خلفية سجلها في مجال حقوق الإنسان خلال الأشهر الماضية، في وقت تتكثف فيه المساعي الدبلوماسية لإعادة إحياء الاتفاق النووي الذي انسحب منه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.

ونفذت إيران حكم الإعدام في عدد من السجناء بمن في ذلك بطل المصارعة نفيد أفكاري والمعارض روح الله زم.

وتعتبر إيران من بين أكثر البلدان تنفيذا لحكم الإعدام في العالم، حيث تقوم السلطات المركزية سنويا بإعدام المئات من السجناء بحجة تنفيذ حكم الله وتحقيق العدالة، لكن السبب الرئيسي هو الخوف من اتساع رقعة الاحتجاجات الشعبية.

ويزداد الوضع سوءا عندما يتعلق الأمر بسجناء الرأي الذين يعانون بسبب مواقفهم المعارضة لولاية الفقيه، حيث تسمح السلطات المركزية بنشر صور عمليات شنقهم بهدف الترهيب وتشديد أجواء الرعب والخوف في المجتمع.

وكشف تقرير منظمة العفو الدولية في سبتمبر الماضي، عن أساليب التعذيب الوحشية التي تنتهجها السلطات الإيرانية ضد السجناء، موضحة أنها تشمل الغمر بالماء والضرب والصعق بالصدمات الكهربائية ورشّ أجساد المعتقلين بالفلفل والعنف الجنسي والإعدامات الوهمية وقلع أظافر أصابع اليدين والقدمين.

وحثت المنظمة، مجموعة الدول الأعضاء في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ومكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان على التصدي لانتهاكات حقوق الإنسان في إيران من خلال فتح تحقيق بقيادة الأمم المتحدة.