كوبيتش يحذّر السراج ضمنيا من عرقلة انتقال سلس للسلطة في ليبيا

نواب البرلمان الليبي يتفقون على انتخاب رئيس جديد بعد أسبوع خلال جلسة بمدينة سرت أو مصراتة، لمناقشة آليات منح الثقة للحكومة الجديدة.
الأربعاء 2021/02/17
مخاوف من تعثر تشكيل السلطة التنفيذية الجديدة

طرابلس - دعا يان كوبيتش المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا ورئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، رئيس مجلس الرئاسي فايز السراج في طرابلس، إلى ضرورة الامتثال التام للانتقال السلس للسلطة وتنفيذ اتفاق جنيف ووقف إطلاق النار.

ويرى مراقبون أن دعوة كوبيتش تحمل تحذيرا ضمنيا في ظل المخاوف المتنامية من احتمال تعثر تشكيل السلطة التنفيذية الجديدة، وفي ظل الانقسام الذي يشهده مجلس النواب وبيانات المجموعة الدولية.

وجاء ذلك خلال اجتماع السراج الأربعاء بمكتبه في طرابلس مع رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا يان كوبيتش، ومساعده الخاص لينا القدوة، ومسؤول القسم السياسي بالبعثة إيمانويلا روس.

وناقش الاجتماع مستجدات مسارات الحل الثلاثة "العسكري والسياسي والاقتصادي"، واتفق الجانبان على أهمية الالتزام بمقررات ملتقى الحوار السياسي ومخرجات مؤتمر برلين في هذه المسارات، وإعطاء أولوية للمصالحة الوطنية وتوحيد مؤسسات الدولة.

وباشر المبعوث الأممي في 8 فبراير مهامه بشكل رسمي في ليبيا، بعد قرابة شهر من موافقة مجلس الأمن على تعيينه بعد نحو عام من شغور المنصب، إثر استقالة المبعوث السابق غسان سلامة لأسباب صحية، واستقالة البلغاري نيكولاي ملادينوف لأسباب عائلية.

وطلب السراج من الأمم المتحدة "تقديم المساعدة التقنية والفنية ودراسة سبل التأمين اللازمة لتنفيذ هذا الاستحقاق الوطني في جميع مراحله، والتنسيق مع المفوضية العليا للانتخابات لتوفير المراقبة خلال سير العملية الانتخابية وحتى الانتهاء منها واعتماد النتائج النهائية".

وجاء اللقاء بعد سلسلة من اللقاءات أجراها المبعوث الأممي مع المسؤولين الليبيين والأطراف الفاعلة في مختلف أنحاء البلاد.

وحمل المبعوث الأممي عدة رسائل وجهها إلى حكومة السراج، خلال لقائه برفقة الأمين العام المساعد ومنسق بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ريزدون زينينغا، ومنسقة الشؤون الإنسانية لليبيا جورجيت غانيون، بوزير الداخلية فتحي باشاغا ووزير الخارجية محمد سيالة، ونائب رئيس المجلس الرئاسي أحمد معيتيق، ورئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري، وعضو المجلس عبدالسلام كاجمان.

وأكد المبعوث الأممي ضرورة المضي قدما في التنفيذ الكامل لخارطة الطريق التي تقودها البعثة الأممية في ضوء نتائج ملتقى الحوار السياسي الليبي الذي اختتم أعماله في جنيف قبل أسبوعين، على رأسها الانتقال السلس للسلطة.

وجدّد كوبيتش التأكيد على دعم الأمم المتحدة الكامل للشعب الليبي في سعيه لتحقيق السلام والاستقرار والازدهار والوحدة، لاسيما من خلال إجراء الانتخابات في 24 ديسمبر 2021.

وشدد المبعوث الأممي على ضرورة المضي قدما في التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار من خلال عمل اللجنة العسكرية المشتركة (5+5)، فضلا عن تنفيذ خارطة الطريق المنبثقة عن ملتقى الحوار السياسي الليبي وصولا إلى الانتخابات.

نواب بالبرلمان يشترطون استقالة عقيلة صالح من منصبه لانتخاب رئيس جديد
نواب في البرلمان يشترطون استقالة عقيلة صالح من منصبه لانتخاب رئيس جديد

ويأتي لقاء كوبيتش مع السراج بعد يوم من اتفاق نواب البرلمان الليبي في مدينة صبراتة غرب البلد على انتخاب رئيس جديد بعد أسبوع خلال جلسة بمدينة سرت أو أي مدينة أخرى، تتم فيها أيضا مناقشة آليات منح الثقة للحكومة الجديدة.

وقرر أعضاء مجلس النواب الليبي عقد جلسة جديدة الأسبوع المقبل في مدينتي سرت أو مصراتة، في ظل مساعيهم لتوحيد شقي المجلس وانتخاب رئاسة موحدة له.

وجاء في بيان أصدره النواب، الأربعاء، إثر اجتماعات عقدوها في مدينة صبراتة (70 كلم غرب طرابلس) الاثنين والثلاثاء أن "أعضاء مجلس النواب الليبي المجتمعون في صبراتة قرروا عقد الجلسة المقبلة للمجلس يومي 22 و23 فبراير في سرت، والتواصل مع لجنة 5+5 العسكرية للإعلان خلال 48 ساعة عن إمكانية عقدها بالمدينة، وإن تعذر ذلك تعقد الجلسة بصبراتة بذات الموعد المحدد".

ودعا المجتمعون رئاستي مجلس النواب في طبرق عقيلة صالح وطرابلس حمودة سيالة، إلى حضور الجلسة المقبلة، مؤكدين أنه "في حال تغيبهم تدار الجلسة بأكبر الأعضاء سنا مع التعهد بالالتزام بجدول الأعمال".

وأبدى المجتمعون في ختام لقاءاتهم بمدينة صبراتة تمسكهم بتنحي عقيلة صالح من منصبه، حيث أكدوا أن الجلسة المقبلة ستخصص لإعادة انتخاب رئيس للبرلمان بحيث يؤول هذا المنصب لأحد نواب الجنوب وذلك وفق ما تم التوافق عليه في إعلان القاهرة.

وأضاف البيان أنه ستتم كذلك مناقشة آليات إعطاء الثقة للحكومة الجديدة واعتماد تعديلات اللائحة الداخلية، بما يتضمن إضافة الدورة البرلمانية، داعيا جميع أعضاء البرلمان إلى "تغليب مصلحة الوطن والحضور إلى الجلسة حسب الموعد المعلن".

وتشهد ليبيا هذه الأيام انفراجة في أزمتها بعد انتخاب ملتقى الحوار الليبي في 5 فبراير الجاري، سلطة تنفيذية موحدة على رأسها محمد المنفي لرئاسة المجلس الرئاسي، وعبدالحميد الدبيبة لرئاسة الحكومة، مهمتها الأساسية إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في 24 ديسمبر 2021.

وتحتاج الحكومة الليبية الجديدة إلى منحها الثقة من قبل مجلس النواب الليبي حتى تبدأ مهامها رسميا، أو سيتم تقديمها لأعضاء ملتقى الحوار، وفق مخرجات حوار جنيف.