صانع رقعة شطرنج إسباني يشتهر بفضل "مناورة الملكة"

الطلبيات ترتفع بشكل كبير على منتوجات صانع رقعة شطرنج إسباني بفضل المسلسل.
الأربعاء 2021/02/17
الفتاة اليتيمة تلهب حماسة المشترين

ساهم عرض سلسلة “مناورة الملكة” على منصة نتفليكس في إقبال مشاهديها على شراء منتوجات صانع رقعة شطرنج إسباني، إذ ظهرت بعض لوحات شركته في الإعلان عن هذا المسلسل.

برشلونة (إسبانيا) - اكتشف صانع رقعة شطرنج إسباني بالصدفة أن منتجاته لعبت دورا مميزا في سلسلة نتفليكس الشهيرة “ذي كوينز غامبيت” (مناورة الملكة) وارتفعت مبيعاتها منذ ذلك الحين.

وقال ديفيد فيرير، الذي يدير “ريشابادوس فيرير”، “ذات يوم أتيت إلى العمل وأخبرني زميلي ميغيل أن منصة نتفليكس العملاقة في مجال البث التدفقي قد أصدرت سلسلة جديدة بعنوان ‘مناورة الملكة’ وظهرت بعض لوحات ‘ريشابادوس فيرير’ في الإعلان عن هذا المسلسل”.

وظهر المسلسل المقتبس من رواية تحمل نفس الاسم لوالتر تيفيس نُشرت عام 1983، لأول مرة في نهاية أكتوبر الماضي وسرعان ما سرق الأضواء وأصبح من بين الأكثر مشاهدة على المنصة، حيث حقق نجاحا كبيرا.

وتروي هذه السلسلة القصيرة غير الواقعية والمؤلفة من سبع حلقات والدائرة أحداثها في الخمسينات والستينات من القرن الماضي، الصعود الصاروخي لبيث هارمون، وهي يتيمة من كنتاكي الأميركية عانت الإدمان في عالم ذكوري.

وتتبع السلسلة معجزة الشطرنج هارمون وهي تتحدى عالم الشطرنج الذي يهيمن عليه الذكور. وتأخذها النهاية المظفرة إلى موسكو لتلعب ضد أحد نجوم الاتحاد السوفييتي. وفي هذا المشهد المحوري، تحتل لوحة الشطرنج المميزة “ريشابادوس فيرير” مركز الصدارة.

ولعبت الممثلة الأميركية من أصول أرجنتينية آنيا تايلور – جوي دور هارمون التي خاضت مبارزات شطرنج أكثر جاذبية من نزالات الملاكمة. و“مناورة الملكة” عمل بتوقيع سكوت فرانك وآلان سكوت.

وشخصية بيث هارمون مستوحاة جزئيا من مسيرة بوبي فيشر، الأميركي المعجزة الذي أحرز لقب بطولة العالم 1972 إثر “مباراة القرن” ضد السوفييتي بوريس سباسكي، في خضم الحرب الباردة بين البلدين.

وحرص المشاهدون على شراء جزء من الحدث، مما أدى إلى زيادة المبيعات بالفعل بسبب الطلب المرتبط بعمليات الإغلاق الصارمة بسبب فايروس كورونا.

----

وجاء المسلسل بمثابة هدية لعشاق الشطرنج، ويتضح ذلك من خلال المقالات ومقاطع الفيديو المنشورة في المواقع المتخصصة أو إشادات اللاعبين على مواقع التواصل الاجتماعي.

وضاعفت الشركة التي يقع مقرها في لا جارايجا، بالقرب من برشلونة، بالفعل طلباتها السنوية من حوالي 22000 في العام الماضي إلى 45000 في العام الحالي، ونقلت الآن أي طلبات جديدة إلى العام المقبل.

وأكد فيرير البالغ من العمر 30 عاما الذي أسس جده الشركة في الخمسينات أن “طلبيات ألواح الشطرنج ارتفعت بشكل كبير.. هذا العام مليء بالإنتاج”.

وأضاف أن اللوحة التي تظهر في نهاية السلسلة أصبحت من أكثر اللوحات طلبا، لكنها متاحة حتى الآن من خلال موزع ألماني واحد فقط، فمن خلاله حصل المسلسل، الذي تم تصوير الكثير منه في برلين، على اللوحات.

ولكن مع ازدهار الطلب وانتشار لعبة الشطرنج أكثر من أي وقت مضى، يقول فيرير إن الشركة قد تحاول بيع اللوح عبر قنوات أخرى أيضا.

وبحسب موقع “ذي إندبندنت” البريطاني، فإن عمليات البحث عن ألعاب الشطرنج زادت خلال الأيام العشرة التي تلت عرض السلسلة أواخر العام الماضي على موقع “إي باي” وذلك بنسبة 273 في المئة.

وكانت الأستاذة الدولية كناريك مراديان، بطلة العرب أربع مرات للسيدات أولاها عام 1999 عندما كانت بعمر السادسة عشرة، أشارت بعد عرض المسلسل لأول مرة إلى أن “مناورة الملكة” “ساعدت في زيادة الوعي إزاء لعبة الشطرنج”، مؤكدة أنها “أصبحت تتلقى المزيد من الاتصالات من أشخاص يريدون التعرف أكثر إلى هذه اللعبة وتعليمها لأولادهم”.

وتعتبر لعبة الشطرنج من أشهر وأقدم الألعاب الذهنية ومازال الكثيرون يمارسونها، واشتهر بلعبها كبار القوم وبات يطلق عليها “لعبة الملوك” كناية لشهرتها ورواجها عند الملوك والرؤساء، إلا أنها لم تقتصر عليهم فقط فالجميع يمارسها حتى أصبحت تنظم لها بطولات عالمية.

------------

 

24